رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الكاتب مجدى صابر: «ليلة السقوط» رسالة وطنية ترصد قصصًا حقيقية لداعش

الكاتب مجدى صابر
الكاتب مجدى صابر

مشاهد الاغتصاب والذبح أثارت الجدل لجرأتها.. وتنفيذها ضرورة

 

بات اسمه ماركة مسجلة فى سوق الدراما المصرية والعربية، فتبوأت أعماله مكانة متقدمة فى صدارة الساحة الدرامية، واكتسبت مسلسلاته مصداقية كبيرة حتى أن اسمه أضحى بمثابة علامة الجودة على تترات المسلسلات.

 

المؤلف الكبير مجدى صابر يعرض له حالياً مسلسل «ليلة السقوط» بطولة طارق لطفى وأحمد صيام وصبا مبارك وعدد من نجوم العالم العربى، وهو العمل الذى أثار الجدل منذ انطلاقه، بسبب التناول الجرئ لوحشية تنظيم داعش فى العراق واحتلال الموصل وصولا إلى هزيمة التنظيم فى العراق وبعض دول الوطن العربى فى 2017، العمل تناول شهادات حقيقية على لسان سيدات تعرضن للاغتصاب وتم بيعهن كسبايا، وآخرين خسروا أبناءهم وآباءهم بطرق وحشية، كما يرصد قصة«الذباح» عن شخصية حقيقية استغلت اثار العراق القديم وباعتها للدول الأوروبية مقابل حفنة دولارات.. عن مسلسل «ليلة السقوط» وكواليسه، كان لنا معه هذا الحوار..

الكاتب مجدى صابر

بدأ «صابر» حديثه مؤكدا أنه سعيد بردود الفعل التى أحدثها العمل حتى الآن، وأنه توقع ان تهاجمه الكتائب الالكترونية لتنظيم داعش بمجرد عرض العمل، لأنه كشف وقائع حقيقية لم يكن فى مخيلتهم ان يتم كشفها فى عمل فنى، لأن العمل لا يتناول وحشية تنظيم داعش فى الموصل فقط، لكنه تطرق للعديد من المخططات فى الدول العربية من بينها الرقة بسوريا ومصر وغيرهما.

 

الحلقات القادمة تشهد تصاعدًا دراميًا مخيفًا

 

وعن كواليس كتابة سيناريو المسلسل قال: هو الأصعب فى مشوارى الفنى، لأنه استهلك وقتًا وجهدًا كبيرين لجمع المادة التوثيقية، ورصد أحداثها لتكون واقعية ووثائقية لتلك الفترة الهامة التى عانت منها «العراق»، وأضاف تنطلق الأحداث من وجود داعش فى منطقة الرقة بسوريا، وقدومهم للهجوم على الموصل، كأقرب مكان للتمدد ثم ليلة سقوط الموصل على يد ٣٠٠٠ من عناصر داعش، وكذلك استخدام تنظيم داعش «اسم الله» وتصدير الخوف لمن يحاربونهم، بدعوى أنهم جنود الله التى لم ولن يهزموا، وكذلك تجنيد ضعاف النفوس على مستوى العالم لتنفيذ عمليات إرهابية فى أوطانهم، وإقناعهم بالافكار المتطرفة، تحت يقين بأنه جهادى استشهادى، وفى النهاية، تحدث الحرب الحقيقية ضدهم ويتم هزيمتهم وتحرير منطقة الموصل.

 

شخصية «الذباح» حقيقية.. وكتبت السيناريو بعد مقابلة الشخصيات الحقيقية

 

وعن كواليس الفكرة قال: جاءنى اتصال من المنتج العراقى الدكتور قيس الرضوانى وهو مثقف عربى كبير مهموم بالشأن العربى، وأراد أن يقوم بتخليد انتصار العراق على تنظيم داعش، وشاركه فى هذا الاهتمام العديد من الجهات العراقية، وشخصيا كنت مهمومًا بتوضيح وحشية داعش بأشكالها المختلفة فى العديد من اعمالى منها سلسال الدم وغيرها لكن لم تأت الفرصة لتقديم عمل كامل يرصد وحشيتهم.

 

ويكمل: بالفعل تحمست للمشروع، وسافرت للعراق لدراسة الأمر على أرض الواقع، وقضيت 6 أشهر هناك جمعت خلالها الكثير من المصادر والملفات، وزرت كل الأماكن التى احتلتها داعش وشاهدت الخراب الذى خلفه عدوان القوى الظلامية، وهناك التقيت بالكثير من شهود العيان والمسئولين ممن عاصروا الأحداث وعدد من أسر الضحايا الذين قدموا شهادات حية عن الأفعال المروعة التى قام بها عناصر داعش، وتعرفت على تفاصيل ما جرى بكل قسوته مما دعم حماسى لكتابة العمل.

 

واستطرد «صابر»: رصدت ارتكاب جرائم بشعة لداعش خلال احتلالها لمدينة الموصل وجبل سنجار، حيث كان القتل لأى سبب، وأدركت أن جرائم داعش كانت أسوأ من التتار، قاموا باختطاف خمسة آلاف فتاة عراقية أيزيدية وتم بيعهن فى سوق للرقيق والنخاسة، ناهيك عن القتل وطرد غير المسلمين، وتهريب اثار العراق، من خلال بيعها للاجانب، وهى احداث لم يتطرق لها عمل درامى من قبل.

 

وأشار صابر: أحداث المسلسل لا تتضمن ذكر دول بعينها ولكن هناك إشارات واضحة ستعتمد على ذكاء المشاهد، وأتذكر أن سفير دولة عظمى فى العراق كان حريصًا على استطلاع ما يتضمنه المسلسل حتى يتأكد اذا تم ادانة دولته خلال الأحداث.

 

وأضاف: المسلسل يعتمد على وقائع حقيقية موثقة بالفعل، ولكن الشخصيات الدرامية من نسج خيالى، حتى شخصية القائد الداعشى الذى يجسد دوره الفنان طارق لطفى أطلقت عليها اسما تعبيريًا، يعبر عن الدواعش، واختصرتهم فى القائد المتطرف

أبوعبدالله الدباح، الذى يشبه الكثيرين منهم، ويمثل نموذجًا لهم، كما يشمل العمل دراما اجتماعية وعلاقات إنسانية وعاطفية درامية بنيت من وقائع حقيقية.

 

وحول إصراره على تقديم العمل قال: تحمست للموضوع لأننى وجدت فيه رسالة لكل عربى ومسلم، أن التلاعب باسم الدين يأتى بكوارث لا نهاية لها ودمار وخراب بمن يتمسحون بالدِّين، خاصة أن داعش كانوا يبثون أفكارًا عن أنهم الطائفة المنصورة التى جاءت لنشر الدين الصحيح فى كل الدول الإسلامية تحت ستار الدين، وهدفى من هذا العمل، هو توعية الجميع لحجم ما حدث، حتى لا يتكرر، وفضح الفكر الداعشى وجرائمه ضد البشر وضد الحضارة، لأن داعش لم تكتف بقتل الأبرياء وسبيهم، بل قضت على الآثار العراقية فى كل مكان سيطروا عليه، ودمروا متحف الموصل حتى التماثيل التى كانت فى الميادين تم تدميرها باعتبارها أصناما، واعتبرت أن هذا العمل رسالة يجب أن تصل وأننى كمواطن مصرى وعربى أمام مهمة وطنية وإنسانية، ومن الجبن أن أتراجع عن فضح مخططاتهم.

 

وحول تعرض فريق العمل لبعض المخاطر قال: كان واردا فى أذهاننا تلك المخاطر، وكان هناك قوات أمن عراقية لحماية فريق العمل، خاصة أثناء التصوير، لأنه تم فى المناطق الحقيقية للأحداث التى شهدت جرائم ومجازر داعش، حتى أن هناك لغماً حقيقياً انفجر خلال التصوير.

 

سألنا صابر هل يمثل مسلسل ليلة السقوط مغامرة، فقال: كل أعمالى أعتبرها مغامرة ممتعة، فأنا أخوض مجال الكتابة من أجل المتعة، ولكن تقديم عمل فى مستوى «ليلة السقوط» أعتبره قضية وطنية، لأن فضح جرائم داعش هو هدف سامى، وواجب وطنى علينا ككتاب، خاصة اذا كنت أعلم تفاصيل حقيقية سمعتها من أسر الضحايا.

وأكمل: أتمنى تقديم عمل عن مصر الفرعونية هذه الحضارة العظيمة وقادتها الذين صنعوا التاريخ والعلوم، فمثلا من الممكن وجود مسلسل عن فترة رمسيس الثانى، كما أتمنى أيضا تقديم عمل عن حرب أكتوبر والانتصار العظيم الذى حققه الشعب المصرى.

حول مستوى الدراما العربية الآن، قال: أعتقد أن الدراما حاليا تشهد طفرة على مستوى الصورة والإمكانيات وأيضا تنوع فى عدد الحلقات على المستوى العربى أو المصرى ولكن فى تصورى أن مشكلة الدراما الأساسية فى الأعوام الماضية أن تبدأ بالتعاقد مع النجم ثم تأتى باقى العناصر ويصبح هو المسيطر وهو ما يقلب الهرم، فالدراما طول عمرها لابد أن تبدأ بالنص ثم شركة الإنتاج التى تستعين بمخرج يختار الأبطال ولكن ما يحدث الآن هو وجود النجم الذى يستعين بورشة تأليف ويخرج العمل مهلهلا، فأنا ضد فكرة ورش التأليف وأرى أنها تتعارض مع مدرستى التى ترى أن التأليف إبداع ذاتى وأن العمل الذى أكتبه «حتة منّى» لا أحب أن يشاركنى به أحد.