رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الموسيقى التصويرية بين التهميش والأهمية

محمد حماقى
محمد حماقى

طارق الشناوى: المخرج ليس من حقه تشويه إبداع المؤلف الموسيقي

 

الموسيقى هى غذاء الروح والوجدان، هى الرسالة التى تهذب النفوس وتعبر عن المشاعر ولذلك نجدها باستمرار على مدار اليوم وإلا كان اليوم قاسيا للغاية.

الموسيقى التصويرية بين التهميش والأهمية

الموسيقى فى عالم الدراما أو السينما «الموسيقى التصويرية» جزء هام وعامل اساسى لنجاح العمل، فهى الحالة التى تأحذ المشاهد إلى الأحداث وبدونها مؤكد ستبنى العديد من الحواجز بين الجمهور والشاشة، إلى جانب أنها تظل عملًا إبداعيًا لسنوات طويلة، وتجعل العمل الدرامى محفورًا باستمرار فى ذاكرة ووجدان الناس، فمن لا يتذكر موسيقى «إعدام ميت وفارس بلا جواد ورأفت الهجان ودموع فى عيون وقحة».

 

محمد حماقى: عدم عرض «التتر» ضياع لمجهود المطرب وفريق عمله

 

فى السنوات الأخيرة سادت حالة من الإهمال أو الاستهتار بـ «التتر» والموسيقى التصويرية، الأولى لا يعرض سوى الأيام الاولى من الموسم ويتم تبديله بمجموعة من الحملات الإعلانية وبعدها بداية الأحداث بشكل مباشر، والثانية أصبح المخرج يمكن تهميشها والاستعانة بموسيقى جاهزة بعيدة عن التى يعدها المؤلف الموسيقى للعمل، ومؤكد هذه العوامل ساهمت إلى حد كبير فى انهيار طعم الدراما والسينما فى السنوات الاخيرة.

 

فى هذا التحقيق تحدثنا مع مجموعة من المطربين والموسيقيين والمخرجين ايضا وكتاب السيناريو عن رؤيتهم لأهمية التتر والموسيقى التصويرية وكذلك حجم دور المخرج فى التعامل مع الموسيقى التصويرية داخل العمل.

مجدى أحمد على: الموسيقى التصويرية روح العمل ولسانه

 

فى البداية تحدثنا مع الناقد الكبير طارق الشناوى، وقال: الموسيقى التصويرية ليست عملًا إضافيًا للسينما او الدراما، بل هى تولد معه فى نسيج واحد، فظلت الموسيقى مصاحبة للشريط السينمائى منذ اختراع السينما فى العالم قبل حتى ان تتعلم النطق.

 

وأضاف: فى زمن السينما الصامتة منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتى الثلاثين عاما الاولى من القرن العشرين كانت بداية الافلام الناطقة وكانت دور العرض تستعين بفرقة موسيقية داخل دار السينما لمتابعة الشريط المعروض بالتعبير الموسيقى، سواء مشاهد الحب او الكره او الخوف، لأن لغة الموسيقى قادرة على الوصول بشكل مباشر للوجدان، ولذلك فإن تهميش الموسيقى التصويرية او التعامل معها كونها عاملًا اضافيًا مؤكد يلقى بظلال سيئة على العمل بالكامل ويفقده عنصرًا هامًا للغاية من عناصر النجاح وكذلك تفاعل المشاهد.

 

تامر حبيب: الموسيقى والغناء شركاء نجاح أى عمل على ساحتى الدراما والسينما

 

وعن دور المخرج وحقوقه تجاه المؤلف الموسيقى، قال: المخرج من حقه أن يعترض على مضمون الموسيقى التصويرية ولكن اثناء جلسات العمل مع المؤلف الموسيقى وليس بعد أن يوافق عليها وينتهى المؤلف الموسيقى من عمله ويحذف منها ما يريد او يضيف اعمالًا اخرى بعيدا عما قام به المؤلف الموسيقى، مؤكد ان هذا ليس من صلاحيات المخرج، لانه يسئ للمؤلف الموسيقى للعمل.

 

تحدث المطرب محمد حماقى قائلا: قدمت منذ عدة اعوام تترات مسلسل 9 جامعة الدول وبعده بسنوات قدمت تترًا آخر لمسلسل «سبع صنايع»، ودائما تجارب التترات تكون كبيرة بالنسبة للمطرب، فبالنسبة لى خضت هذه التجربة لتقديم عمل ابداعى يستطيع الحياة مع الجمهور لسنوات، خاصة انى كنت واحدًا من الجمهور وتعلقت كثيرا بالعديد من تترات الأعمال الدرامية الكبيرة مثل « ليالى الحلمية وبوابة الحلوانى ورأفت الهجان والمال والبنون»، ولكن فى الحقيقة وجدت شيئًا ازعجنى وهو الاستغناء عن عرض اغنية التتر فى كثير من الأحيان، فهذا يهمش المجهود الكبير الذى قام به المطرب والشاعر والملحن والموزع، مع العلم ان التتر هو الحالة الأولى لارتباط الجمهور بالمسلسل، ولذلك لابد من الاهتمام بحقوق عرض التتر ايضا

مثل الاهتمام بعرض المسلسل خاصة وأن نجاح اغنية التتر يجذب الجمهور بشكل كبير إلى مشاهدة المسلسل، كذلك كأغنية الفيلم، التى تجذب عددًا كبيرًا من الجمهور لمشاهدته وقت العرض بالسينمات.

الموسيقى التصويرية بين التهميش والأهمية

وتحدث المخرج مجدى أحمد على قائلا: المخرج دائما يهتم بالموسيقى التصويرية لاى عمل فنى ولا يمكن ان يهمشها، لأن الموسيقى هى التى تساعد المخرج فى التعبير عن افكاره ومنهجه فى العمل، كذلك هى اول سبب وصول الرسالة للجمهور، حتى ولو كان المشهد صامتًا، لانها اللغة الأهم التى تدخل إلى الوجدان والقلوب بشكل مباشر.

واضاف المخرج الكبير مجدى احمد على: من الطبيعى ان يعقد المخرج جلسات عمل مكثفة مع مؤلف الموسيقى التصويرية، وايضا يمكنه رفضها بعد انتهاء المؤلف منها ورؤيته عدم مناسبتها للعمل، ولكن عليه ان يخبر المؤلف الموسيقى بذلك، ولكن بالطبع لا يمكن الموافقة على العمل وبعد ذلك التغيير فيه، لان المؤلف الموسيقى له حقوق ملكية فكرية، ولا يمكن تشويه عمله.

وتابع حديثه قائلا: الامر نفسه بالنسبة لتتر العمل الدرامى، فهو عمل فنى له اهمية كبيرة ونجاحه جزء كبير من نجاح العمل لانه اولى ضربات البداية بين المسلسل والجمهور، ولن نبالغ اذا قلنا إن هناك الكثير من الاعمال تعلق الجمهور بها منذ سماع التتر.

اما السيناريست الكبير تامر حبيب، قال: الموسيقى والغناء مرتبطان بعلاقة وطيدة بالاعمال الفنية بشكل عام سواء الدراما او السينما، فهما العامل الأول فى الاحتكاك مع الجمهور والتعبير عن الفكرة قبل المشاهدة او عرض الأحداث ولذلك لا يمكن الاستغناء عنهما مطلقا.

واضاف: الموسيقى التصويرية هى روح العمل ولسانه، فيمكن للموسيقى ان تعبر عن مشهد بدون اى جملة حوارية بين الفنانين، ولذلك تظل الموسيقى التصويرية لعدد من الاعمال الدرامية والسينمائية محفورة فى اذهان الجمهور مهما مرت السنوات، فهى عمل ابداعى كبير ونجاحه جزء كبير من نجاح اى عمل على ساحتى الدراما والسينما.

وتابع حديثه قائلا: احترام عمل المؤلف الموسيقى امر لا يحتاج إلى النقاش، فالمؤلف الموسيقى رجل من اهم اركان نجاح اى فيلم او مسلسل، فهو الذى يعطى الضوء الاول للجمهور كما ذكرنا، وهو من يقدم العون والمساعدة للمخرج والمؤلف لوصول الفكرة والمضمون للجمهور بشكل صحيح، ولذلك لا يمكن التغيير فى عمله بدون استئذانه، لان فى النهاية العمل الموسيقى يحسب له ولا يحسب للمخرج او المؤلف.