أخلاق الصائم
نحمد الله تعالى أن بلغنا هذا الشهر المبارك، الذى يستزيد فيه المؤمن من الطاعات ويتقرب إلى الله سبحانه بأنواع القربات، وأعظمها الصيام الذى هو عبادة للروح والجسد. فالجسد يمسك عن المفطرات والروح تتجمل بحميد الصفات. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام من اللغو والرفث. تلك هى حقيقة الصيام، فالصائم يمتنع عن الأكل والشرب وسائر المفطرات مستشعرا قيمة هذا الشهر الكريم وعظمة هذه العبادة فيراعى حرمتها ويقدرها حق قدرها، فيكف سمعه وبصره عما يفسد صومه ويكون لطيفا فى معاملاته حليما فى تصرفاته طيبا فى كلامه داخل بيته وخارجه، فى عمله ووظيفته وذهابه وإيابه وأثناء قيادته لسيارته. قال جابر بن عبد الله رضى الله عنهما: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك ولا تجعل يوم فطرك وصومك سواء. إن من أخلاق الصائم المحافظة على النعمة وعدم هدرها والإسراف فيها . قال تعالى: وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين. وليجعل الصائم لجيرانه وللمساكين
مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف