رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أول مسجد بإفريقيا.. سادات قريش شاهد على التاريخ

بوابة الوفد الإلكترونية

مسجد سادات قريش بمدينة بلبيس، يمثل نموذجا أثريا وإسلاميا مهما في مصر والعالم الإسلامي كافة، خاصة وأن المدينة التي يقع بها؛ تحتل المكانة رقم 5 بالنسبة للمدن في العالم، من حيث القدم والبناء والناحية الأثرية، وتضم عدد من المساجد الأثرية منها: "أمير الجيوش، وعثمان بن الحارث الأنصاري، والأمير مدين، والمقرقع".

 

 

 

ويتمتع مسجد سادت قريش بمكانة تاريخية وآثرية ممتدة لأكثر من 1400 عام، فهو من أقدم المساجد في مصر، حيث تم بناؤه عام 18 هجرية/ 641 ميلادية.

 

وسُمي بمسجد سادات قريش؛ تكريمًا لشهداء المسلمين من صحابة رسول الله في معركتهم ضد الرومان في أولى الفتوحات الإسلامية في مصر، والتي دارت في أرض بلبيس بقيادة عمرو بن العاص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، واستشهد فيها 250 شهيدا 40 منهم من الصحابة و210 من التابعين رضي الله عنهم من قبيلة قريش والتي تنتسب للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى مقتل 1000جندي روماني وأسر 3000.

 

ويعود تاريخيا؛ وصول الجيش الإسلامي إلى مصر آنذاك، لرفع الظلم عن أهل مصر من الحكم الروماني الطاغي؛ ونشر العدل والمسامحة بين أهلها الطيبين، خاصة وأن أرض بلبيس بوركت بمرور الصحابة والتابعين أفراد الجيش الإسلامي، ودفن فيها شهداه الأطهار بأرضها؛ لذلك توارث أهلها الأخلاق الحسنة والطيبة والكرم حتى يومنا هذا.

 

 وذكرت بعض المصادر، أن السيدة زينب بنت الإمام علي رضي الله عنهما، مكثت في بلبيس وفي هذا المسجد لمدة شهرا، تتعبد فيه ربها، وذلك بسبب رؤية في منامها؛ رأت فيها جدها النبي محمد صلى الله عليه وسلم يأخد بيدها حتى جاءت إلى أرض بلبيس، واستقبلها أهلها بكرم ومودة وترحاب.

 

وتبلغ مساحة المسجد 3 آلاف متر تقريبا، والنسبة المخصصة للصلاة 1500 متر فقط، وتم تجديد المسجد في العهد العثماني على يد الأمير مصطفى الكاشف والذي أنشىء المأذنة عام 1003 هحرية، وتعاهد عليه الخلفاء الراشدين منهم الخليفة المأمون في العصر العثماني، وأقام فيه 40 يوما اعتنى خلاله بالمسجد وقام على أعماره والاهتمام به.

 والمسجد تم تشيده على الطراز الإسلامي القديم، وسقفه من الخشب، ومساحته مستطيلة الشكل، تضم 3 صفوف من الأعمدة الرخامية، مقسم إلى 4 أروقة موازية لحائط القبلة، وتيجان الأعمدة مختلفة الأشكال، وتم تغير بابه الرئيسي منذ عامين بما يتناسب مع مكانته التاريخية، وتم ترميم المأذنة بعد سقوط جزء منها، والحجارة المتآكلة في الجزء العلوي من المأذنة التي تضم نقوشا من الرسوم الهندسية الأثرية، وتحكيل العراميص وتنظيفها، وذلك للحفاظ على المادة التاريخية للمباني الأثرية، وإبراز قيمتها وأصالتها، بإعتبارها تعكس حقبة زمنية وفترة في تاريخ مصر.

 

ويتمتع مسجد سادات قريش، بأهمية كبرى لدى المسلمين سواء في الداخل والخارج، ويزوره وفودا من مسلمي بنجلاديش والهند وباكستان، وأكد عدد من رواده من أهالي بلبيس أن زواره من خارج مصر كانوا يتطلعون لزيارة قبور الصحابة المدفونين في جميع أرجاء المسجد إلا أنهم لم يتمكنوا من الوصول إليهم ولا لأرضية المأذنة التي مر عليها أكثر من 400 عاما لوجود حراسة عليها من قبل الآثار، وذلك لحبهم للمكانة الطاهرة التي يتمتع بها المسجد.

وأشارت المصادر التاريخية إلى أن مدينة بلبيس تشرفت وبوركت بوجود مسجد سادات قريش بين أرجاءها؛ 

تحتل المكانة رقم 5 بالنسبة للمدن في العالم، من حيث القدم والبناء والناحية الأثرية، والمسجد يكتظ بالمصلين في جميع الفرائض، وتزداد الأعداد في صلاتي الجمعة والتراويح في شهر رمضان والتي تمتد الصفوف لخارجه من كثرة المصلين والمريدين، مع مداومة الأهالي إقامة صلاة الجنائز فيه، لما يتمتع به من قدسية من وروحانية خاصة تمتد للصحابة رضوان الله عليهم جميعا.

 

ومدينة بلبيس من مدن محافظة الشرقية، وتعد واحدة من أقدم مدن مصر وأحد أهم المدن التاريخية بها، ولها أهمية إستراتيجية كبرى لكونها البوابة الشرقية لمصر ومعبر للوافدين عليها في العصور الأولى، وكانت إحدى مقرات الهكسوس، ومقرا لحكم الكثير من حكام مصر القديمة لمدة 145 عام منهم رمسيس الأول والثانى، وكان يطلق عليها العاصمة السابعة؛ المسؤولون بضرورة إلقاء نظرة اهتمام للمسجد المبارك الذي بناه عمرو بن العاص، ويحتل المركز 13 في تاريخ المساجد الإسلامية على مستوى العالم من حيث القدم؛ المعاملة بالمثل مع مسجد الإمام الحسين الذي بني بعده ويشهد من وقت لآخر أعمال تطوير، راجين أن يتم صيانة المسجد في القريب العاجل ويعاد تأهيله بما يتناسب مع مكانته التاريخية والدينية التي يستحقها.