رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تناسق صوتى متفرد

 أ. د. محمد محمد
أ. د. محمد محمد داود

 

 

 

من التناسق الصوتى المتفرِّد فى القرآن والذى يعبِّر عن قيمة دلالية ما نجده فى كلمة (ضُر) و(ضَر) فى السياقات المتنوعة فى القرآن، فإذا جمع بين النفع والضَّر فى آية واحدة فُتِحت الضاد؛ للتناسق الصوتى بين النفع والضَّر؛ ولأن الضر بالفتح ضد النفع، فى حين إذا أفرد الضُّر ضُمَّت الضاد، والضر بالضم معناه: الهزال وسوء الحال، وكل ما كان من سوء حالٍ وفقرٍ أو شدة فى بدنٍ فهو ضُرٌّ، وما كان ضد النفع فهو ضَرٌّ، وتكررت كلمة (الضـر) بالضم تسع عشرة مرة؛ منها:

«وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له، إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شىء قدير» «الأنعام».

«فلما دخلوا عليه قالوا يأيها العزيز مسنا وأهلنا الضر» «يوسف: 88».

وتكررت كلمة (الضر) بالفتح فى القرآن الكريم عشر مرات؛ منها:

«قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرًا ولا نفعًا والله هو السميع العليم» «المائدة».

«قل لا أملك لنفسى نفعًا ولا ضرًا إلا ما شاء الله» «الأعراف: 188».

وقد يكون الإيحاء الصوتى فى تعبير القرآن الكريم مقطعيًّا

وليس إفراديًّا، كالذى فى لفظة (دَمْدَمَ) فى قوله:

«فدمدم عليهم ربهم» «الشمس».

حين عقروا ناقةَ الله التى أُمِروا بألَّا يمسُّوها بسوء فغضب الله عليهم، فدمَّر قريتهم، فجاء التعبير بهذا اللفظ: (دَمْدَمَ)، بدلالة مزدوجة، إحداهما (لغوية)، وهى الأصلية، أو كما يسمِّيها المعاصرون: (مركزية) أو (أساس)، والدلالة الأخرى (إيحائية)، وهى لون من الدلالة الثانوية، أَحْدَثَها إيقاع اللفظة.

وأمَّا وصف هذه اللفظة (دَمْدَم) بأنها مقطعية؛ فلأنَّها ذات مقطعين متماثلين هما: (دَمْ/ دَمْ)، فلمَّا الْتَأَمَا فى اللفظة مكرَّرَيْنِ أشعر جَرْسُهما المدوِّى بما يشبه القصف: (دَمْدَمَ)، وهذه الدلالة الإضافية صَعَّدَت استشعار الشدَّة والغضب فى تصوير هذه العقوبة الإلهية العادلة، بمن لم يَرْعَ لله حُرْمَتَه، ومِثلُه فى (زُلْزِلَتْ).

وسبحان من هذا كلامه.