السيدة نفيسة منحة الله للمصريين ومقصد المؤمنين
يزخر الإسلام بالشخصيات المُكرمة والتي تفيض لسيرتهم أفئدة العالمين، وتزداد محبتهم على مر العصور، ويلمع من بينهم اسم السيدة نفيسة، بنت الحسن بن زيد بن السيد سبط النبي -صلى الله عليه وسلم- الحسن بن علي العلوية الحسنية -رضي الله عنها-، إحدى أهل البيت الأشراف، ومن أشهر نساء الصوفية.
اقرأ أيضًا.. السيرة الكاملة للسيدة نفيسة بنت سيدنا الحسن
سيرة السيدة نفيسة.. من الحجاز إلى القاهرة:
وُلدت السيدة نفيسة بمكة سنة 145هـ، وانتقلت إلى المدينة المنورة مع والدها، وتعلَّقتْ بالمسجد النبوي التي تلقَّتْ فيه تعاليم الحديث والفقة من شيوخ وعلماء هذا العصر ودفنتْ في أرض المحروسة داخل القاهرة.
مسجد السيدة نفيسة في مصر:
اشتهرت السيدة نفيسة -رضي الله عنها- بحبها للعلم بسبب تلقيها تعاليم الفقة وسعيها وراء المشايخ لذا لقبت "نفيسة العلم"، كما اشتهرت بالعبادة والزهد، وأقيم لها مسجدًا من أشهر المنابر الدينية في القاهرة، يقصدها أعداد كبيرة من المُصلين واعتبرت منفذًا للمصريين، وكل من صعب عليه أمور الحياة كان يلجأ إليها لبحث في علمها عن علاج روحه ونفسه.
رسالة الإمام مسلسل يُحاكي أبرز رموز آل البيت:
لا تزال أصداء الحلقة الرابعة من مسلسل "رسالة الإمام"، من بطولة الفنان خالد النبوي، أروى جودة، نضال الشافعي، خالد أنور، وليد فواز، وأحمد الرافعي، والذي عرض حاليًا في السباق الرمضاني.
خلالها التقى الإمام الشافعي بالسيدة نفيسة، ودار حوارٌ بعد حيلة لطيفة منه لخادمتها، قائلًا: "أخبريها أن هناك رجلًا في يده تمرة، وأقسم على زوجته أن يطلقها إن هو أكل التمرة، أو ألقى بها"، لترد السيدة نفسية قائلة: "يأكل نصفها يا أبا عبدالله"، ويجيب قائلًا: "صلى الله على جدك الأمين سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين"، وترد قائلة: "تفضل يا ابن العم والله ما إن رأيتك تنفست هواء مكة"، ليرد قائلًا: "والله إن مكة تشتاق لكِ ولأهلك الطيبين الطاهرين".
زوج السيدة نفيسة وأبرز محطات سيرتها:
تزوجت من إسحاق بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، وهو من أهل الخير والصلاح وانتقلت معه إلى مصر، ونزلت بالمنصوصة، واستقبلها أهل مصر بالترحاب لانتسابها لآل البيت، وولدت لزوجها القاسم وأم كلثوم، وكان لزوجها أولاد من غيرها، سكنت
تطور مسجد السيدة نفيسة في مصر:
بعد سنوات رحلت بنت الحسن عن عالمنا تاركة خلفها سيرة عطِرة أراد حكام العصور المتعاقبة الحفاظ عليها فحين ورث عبيد الله بن السري حكم البلاد عن أبية، شيَّدَ قبة فوق قبرها داخل دار ليحفظ فيه وكان أول بناء فوق هذا المنبر وأصبح مزارًا للقاصدين، وفي عام 482هـ عمل حاكم العصر حينها "بدر الدين الجمال" على تكبير هذه القبة بل اهتمَّ بمناطق عدة في القاهرة ونُسب له حى الجمالية.
كان لهذا الحاكم آثار لا يمكن نسيانها في تاريخ مصر بل يؤول إليه الفضل في إنقاذ الشعب أثار عهد المستنصر الفاطمي الذي تسبب في إحداث مجاعة كادت أن تقضى على مصر.
توالى الحفاظ على قبة السيدة نفسية حتى جاء عام 532 هـ، -عهد الخليفة الفاطمي الحافظ- وزينها بالرخام الفخم، ومع الأعوام تم تشيد مسجدًا بجوار القبر، ثم تعرض للحريق، واختفى معالمه حتى أمر الخديوي عباس حلمى الثاني، بإعادة بنائه بعدما خدد الخديوي عباس حلمى الأول ضريح السيدة نفسية، وجعلها محاطة بمقصورة من النحاس وكانت طرازًا فريدًا وهى المقصورة التي نقلت إلى مسجد سيدى عطاء السكندري في عام 2017.