رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«التنمر».. طعنة فى قلب«رودينا»

بوابة الوفد الإلكترونية

أستاذ علم اجتماع: التنمر سلوك عدوانى ويجب العودة إلى الحوار الأسرى الدافئ

 

شهدت منطقة الجيزة منذ عدة أيام حادثة مؤسفة أدمت قلوب المصريين إثر وفاة طالبة بالصف الأول الثانوى بسكتة قلبية بسبب تنمر بعض أصدقائها على شكلها ومظهرها، فلم يتحمل قلبها الصغير تلك الكلمات الطاعنة ولقيت حتفها فى الحال فى مشهد مأساوى.

 

الطفلة رودينا، التى تبلغ من العمر 16 عاما، توفيت يوم الاثنين الماضى بعد تعرضها للتنمر والسخرية من أصدقائها فى المدرسة، جراء مشادة كلامية بينهم، وتعرضت خلال تلك المشادة للسخرية على شكلها بجملة قاسية على قلب أى فتاة قائلين «إنتى ازاى مستحملة شكلك كده» فلم تستطع الرد ولم يكتفوا بذلك فقط بل قاموا بحفر اسمائهن على الديسك الخاص بها.

 

خرجت من المدرسة وهى فى حالة يرثى بها وعندما عادت إلى المنزل ارتمت فى أحضان شقيقتها وروت لها ما تعرضت إليه بدموع حارقة ثم خارت قواها وسقطت مغشيًا عليها ليتم نقلها إلى المستشفى فى الحال، وهناك أكد الأطباء أنها لقيت مصرعها إثر تعرضها لأزمة قلبية.

 

قانونى: التنمر مرض العصر وتصل عقوبته إلى سنة

 

بمناسبة تلك الواقعة التى هزت مشاعر الجميع حزنا على وفاة الضحية، استطلعت «الوفد» رأى أحد الخبراء النفسيين لتقديم روشتة لوقاية أبنائنا من الوقوع فى نفس المصير أو أن يكونوا متنمرين على أصدقائهم، ورأى محام لمعرفة العقوبة القانونية.

الدكتورة سامية خضر

أكدت الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية بجامعة عين شمس، أن التنمر سلوك عدوانى يمارس من قبل طفل على طفل آخر بقصد إيذائه ومضايقته عن قصد، ويحدث بشكل متكرر نظرا لوجود نقص شديد عند المتنمر أو هناك تفوق من الآخر، وعادةً ما يحدث التنمر بين الأطفال فى المدارس، أى أن يقوم أحد الطلاب بممارسة سلوك سيئ على طالب آخر، أو حتى من قِبل مجموعة من الطلاب على مجموعة أخرى أضعف منها، بقصد الإيذاء إما جسدياً أو لفظياً، مما يؤدى إلى زعزعة أمن وكيان الطفل ويصاب بإحباط شديد يجعله يفكر فى كثير من الأحيان فى الانتحار والتخلص من حياته ليأسه من أخذ حقه.

 

وتابعت خضر أن الطفل يحتاج إلى الاهتمام المتواصل من قبل أسرته خاصه من الأم فعليها دور كبير فى حياة أبنائها فلابد من خلق بيئة آمنة للطفل حتى يتمكن من  التحدث عن أى شيء يخصه أو يتعرض إليه دون القلق من لومه أو السخرية منه أو الشعور بأن لا أحد يفهمه، وفى حال تعرضه للتنمر يجب على الأهل التحدث إلى الطفل والانتباه إلى مشاعره ودعمه نفسيًا ومعنويًا ومنحه الثقة بذاته وإخباره بأنه محور أسرته، كما يجب على الأسرة التدخل الفورى والتحقق من صحة الموقف، ومن الأمور التى قد تعرض الطفل لها.

 

وأكدت خضر أهمية التثقيف والتدريب والتعليم المستمر بهدف وقف التنمر ومنعه فى المجتمع، وطالبت بتخصيص الوقت الكافى للتحدث مع الطلاب داخل المدارس فيما يتعلق بالتنمر، وكيفية الحد من هذه التصرفات المزعجة، ومساعدة الأطفال على فهم  السلوكيات التى قد تعد تنمراً، وتعليمهم فى سن مبكرة تجنب القيام بهذه التصرفات التى تؤذى الآخرين مشددة على طرح مشكلة التنمر للعلن وفى كافة التجمعات وعلى مستوى المدارس، بالإضافة إلى دور الإعلام والإعلان بصورة مستمرة عن عقوبة المتنمر من خلال مواد القانون، المطالبة بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذا المرض التى تفشى داخل مجتمعنا عن طريق صد كل الثقافات الخارجية التى تؤذى مجتمعنا والابتعاد عن السوشيال ميديا الخارجية، واتخاذ تجربة دولة الصين مقرراً جديداً فقد قاموا بصنع جوجل خاص بهم يوائم عاداتهم وتقاليدهم ولا ينجرف بهم إلى ثقافات بعيدة عن أسلوب حياتهم.

 

وأشارت إلى ضرورة صنع جوجل خاص بنا وبمجتمعنا لحماية أبنائنا من كل التشوهات الخارجية القادمة لنا من الخارج لتدمير أبنائنا له ضرورة كبيرة، بالإضافة إلى ضرورة انتشار برامج الأسرة التى تبحث فى المشاكل الأسرية وتحاول إيجاد الحلول المناسبة لها، مضيفة أن غياب الحوار الأسرى الدافئ وانشغال الأم بعملها وعدم منح أطفالها الوقت الكافى لهم  تسبب فى وجود الكثير من الأمراض العصرية فلابد من العودة إلى الترابط الأسرى والاهتمام بأطفالنا والاستماع إليهم وتعليمهم فن التحدث

مع ذويهم ومناقشة مشاكلهم.

 

واختتمت حديثها موجهة رسالة إلى كل أم بأن تكون جندى وصمام أمان أسرتها والابتعاد عن العنف والشدة ومصادقه الأبناء، فالأم محور أبنائها وعن طريقها يمكن صد أى مؤثرات خارجية قد تودى بحياتهم خاصة وأن غياب الأم وانشغالها الدائم تسبب فى كثير من الأمراض المجتمعية التى أثرت بالسلب على أبنائنا والتى تؤثر بالسلب على صحة أبنائنا إن لم تعالج فى حينها لأن التقصير فيها سيؤدى مستقبلاً إلى حدوث أضرار عقلية ونفسية على الشخص الذى تعرّض للتنمر.

المحامى

فيما قال أيمن محفوظ المحامى بالنقض إن التنمر مصطلح انتشر على نطاق واسع بعد أن شعر العالم بأن الإنسانية قد ذابت وانصهرت تحت أقدام العنصرية والسخرية من الآخر، وأثرت على السلم العالمى والمجتمعى فوجب التصدى لتلك الظاهرة الإجرامية خاصة وأن التنمر يعتبر جريمة سلوكية وأخلاقية قبل أن تكون جريمة جنائية.

وأشار محفوظ إلى أننا فى مصر شعرنا بخطر التنمر وتأثيره السلبى على ضحاياه والدولة بكافة مؤسساتها ونخبها المثقفة تسعى لتوعية المتنمرين  على الآخر بشكل مهين وتقديمه إلى المحاكمة العادلة لاتخاذ الإجراءات القانونية ضده ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه التنمر على غيره للقضاء على تلك الظاهرة.

وحتى يعلم جيدا المتنمر عليه حقه وجب علينا تعريف عقوبة التنمر فى قانون العقوبات فحسب قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم 58 لسنة 1937، وذلك بعد موافقة مجلس النواب، وبحسب التعديل الجديد تم تشديد عقوبة التنمر، على أن يُعاقب المتنمر بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه، ولا تزيد على 30 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.

وأشار إلى أن أسرة الطالبة «رودينا» كان لابد أن تقوم بالابلاغ عن تلك الفتيات حتى يتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضدهن والقبض عليهن وتقديمهن للمحاكمة الجنائية، مضيفا أن هناك صورًا عديدة للتنمر منها من قام بعمل أو بالامتناع عن عمل يكون من شأنه إحداث التمييز بين الأفراد أو ضد طائفة من طوائف الناس بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة وترتب على هذا التمييز إهدار لمبدأ تكافؤ الفرص أو العدالة الاجتماعية أو تكدير للسلم العام».

وقد يصل التنمر إلى استعراض القوة بحمل اسلحة بمفهومها الشامل لترويع المجنى عليه، فهنا تصل العقوبة إلى سنة اذا قام بها الجانى منفردًا أو إلى ٥ سنوات إذا كان بالاشتراك مع آخرين طبقا لنص المادة ٣٧٥ و٣٧٥ مكرر المعدلة بالقرار قانون رقم ١٠ لسنه ٢٠١١.

وأنهى محفوظ حديثه مشدداً على ضرورة  غرس أصول الدين السليمة ومبادئ الرحمة والإنسانية فى نفوس أطفالنا وشبابنا وترسيخ مبدأ أننا جميعا أخوة فى الانسانية.

فالتنمر مرض العصر والقضاء عليه شيء هام بجانب تطبيق العقوبة الجنائية عليه.