رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فانوس رمضان .. صناعة الجمال من الصفيح والزجاج

فانوس رمضان
فانوس رمضان

يصب أحد روافد شارع بورسعيد الممتد بحي السيدة زينب العتيق في بركة الفيل الأفلة على مستشفى الحوض المرصود؛ ليقودك إلى حارة سكة البرج حيث تتدلى فوانيس رمضان من نوع "فاروق" عن واجهة إحدى الدكاكين المتداعية لتكشف عن مهنة صاحبه دون مواربة.

 أقرا أيضاً " فانوس رمضان "عادة رمضانية من العصر الفاطمي


تقابلك رائحة الطلاء المنبعثة عن ألواح الزجاج المطلي بالأحمر الزاهي والمتراصة على طاولة بسيطة، تتوسط المكان وتشغل الحيز الأكبر منه، تتلألأ أسفل انعكاس ضوء خافت يصدر من إحدى الزوايا، دكان بدون واجهة تكشف هوية مالكه لكنه يشي بشهرة "عم عاطف سلامة" وابنه الواسعة.
يفتح الدكان على دهليز صغير، كان فيما مضى مدخل عقار يقوم على طابقين قبل أن تحتله ألواح الزجاج المشقوق وإطارات القصدير، يفضي المكان عن يمينه إلى حجرة صغيرة تآكلت ألوان جدرانها ونشبت الرطوبة براثنها بها.
 

عائلة عم عاطف .. معلم أجيال من صانعي الجمال


تنفتح بوابات الزمن عن مصرعيها على غرفة بالحي القديم يقبع فيها ٣ رجال من أجيال متعاقبة خلف طاولات خشبية تتوسطها مواقد بدائية، ينعكف كلا منهم على إنجاز مهمته قبل أن يسلمها للآخر لتكتمل أحجية الجمال في شكل فانوس صاج من الزجاج المزرقش.

 


صناعة الفانوس بين "التوضيب" و"التقفيص"


كالخياط الماهر يطوع عم عاطف مراس الصفيح بمهارة فيصبح لينا كالعجين بين يديه، "يوضبه" على "التناية" ليناسب أشكال الزجاج التي تزين جنبات الفانوس ثم تأتي مرحلة "الصندقة" ويتولى فيها عم أحمد، شقيق والد عم عاطف، وبيبو، ابن الأخير، "تعشيق" زوايا الزجاج بالصفيح يليها عملية " التقفيص" بلضم قطع الزجاج المزجي بالصفيح كلوحة تاريخية تكشف أسرار روعة الصناعة المصرية قبل أن يحول عم عاطف القطع إلى

أحجبة تجميعا لأجزاء الفانوس وربطها سويا بالقصدير المذاب على النيران المتأججة أمامه.

 

الفانوس المصري.. لكل اسم حكاية


تضرب أنواع الفوانيس بجذورهها في التاريخ المصري تؤرخ لحنكة الصانع المصري الذي وثق كل مناسبة وحدث جلل مر بمصر في هيئة فانوس؛ الفاروق، ظهر احتفاء بولادة آخر ملوك مصر، وفانوس عبد العزيز، جاء توثيقا لزيارة ملك السعودية الراحل لمصر في الأربعينيات، أما العرق والدلاية فأشكال رمزية، فيما كتب الفانوس النصر سطرا جديدا من قصة انتصار حرب أهلية أكتوبر على زجاجه، وأتى فانوس الراديو ليحتفل بميلاد الإذاعة المصرية آنذاك، وارتفع فانوس المركبة ليزين الشوارع والحواري تتويجا لتأميم قناة السويس المصرية.

 

الفانوس تحت مطرقة ارتفاع الأسعار


يتحايل عم عاطف على شح الزجاج ونقص الخامات بالاستعانة ببقايا ألواح زجاج قديمة تراكمت لديه، يهذبها ويعيد استخدامها، سواء على هيئتها العادية أو بعد الطباعة عليها وزرقشتها بالأحاديث والتمائم المرتبطة بالفانوس، صنعة تكالبت عليها التحديات هذا العام، فسعر الفونيا المطهرة ارتفع من ٥٠ جنيه للكيلو إلى الضعف، وكذلك القصدير والزجاج ليضاعفوا من قيمة تكلفة الفانوس الواحد الذي وصل إلى ٣٠٠ جنيه للواحد.


لمزيد من الأخبار اضغط.. هنا