رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الطفل »مصطفى« مات حرقا ً بعد أن صارع الموت ٨ أيام بالمستشفى

بوابة الوفد الإلكترونية

والد المجنى عليه: المتهم هدد ابنى بالحرق وقلت له تلاقيه بيهزر معاك

 

قبل 3 أشهر كان الطفل مصطفى صاحب الـ8 أعوام كان ينعم بطفولته وسط أفراد أسرته لا يعكر صفو حياته سوى خلافات لعب الأطفال، لكن ثمة تغيرا طرأ على حياة الطفل الصغير قلب حياته رأسا على عقب خلال توجهه إلى الحقل سيرا على الأقدام للحاق بوالده.

 

لم يكن يعلم الطفل أن ذهابه للحقل فى ذلك اليوم سيكون سببا فى تعاسته لـ3 أشهر كاملة يعيش خلالهما فى رعب متواصل من المصير الذى يلاحقه وكأنه يهرب من ثأر يلاحقه أينما ذهب، أثناء توجه الطفل للحقل فى ذلك اليوم كان يمر على منزل يقف أمامه كلب لا يترك صغيرا أو كبيرا إلا ويلاحقه ولا يفلت منه أحد إلا بصعوبة لشراسته، ويرفض مالكوه ربطه أو السيطرة عليه، ويخشى الأهالى من التحدث إليهم خوفا من بطشهم.

 

بينما كان الصغير فى طريقه وجد الكلب ينتظره فأمسك بحجر «طوبة» ليدافع بها عن نفسه حال ملاحقة الكلب له، وأثناء مروره ألقى بها تجاه الكلب ليفلت منه لكن الحجر أصابت طفلا فى نفس عمر «مصطفى» وأحدثت بجبهته جرحا تم خياطته بغرزتين داخل المستشفى.

 

لم يتأخر «عماد» عم الطفل بعد علمه بالحادث عن التوجه لأسرة الطفل المصاب وتقديم الاعتذار لهم، وعرض تعويض ما أنفقوه على ابنهم نتيجة الإصابة، لكن أسرة الطفل المصاب رفضت الاعتذار وهددته «حق ابننا هنعرف نجيبه»، خرج بعدها عم الطفل تتزاحم الأفكار فى رأسه لكنه اعتبر تلك الكلمات مجرد تهديد فبحكم الجيرة يعيش الجميع فى أخوة وسلام وأقنع نفسه أنه حتما سيتدخل أحد للصلح بينهما وحل الخلاف بطريق ودى، رغم ما اشتهرت به تلك العائلة من أعمال بلطجة وعنف، لكنه راح يهدئ من روع الصغير «متخافش مفيش حاجة وهنبقى نزورهم تانى».

 

مرت عدة أيام وتقابل الطفل الضحية «مصطفى» مع عم الطفل المصاب ويعمل سائق توك توك يدعى «سيد» يبلغ من العمر 15 عاما، وهدده بالحرق «هولع فيك ببنزين»، ارتعد الصغير من التهديد وهرول يستشعر الأمان داخل حضن والده وأخبره بالواقعة فاحتضنه الأب وهدأ من روعه قائلا «تلاقيه بيهزر معاك».

بعد 3 أشهر من التهديد نفذ ذلك الصبى ما وعد به الصغير، واستغل لهوه فى الشارع وسط أقرانه وسكب عليه كمية من البنزين يحملها داخل جركن وأشعل النار فى جسده ليفارق بعدها الطفل الحياة، وأنقذت العناية الإلهية شقيقه الذى كان يلهو لجواره في ذلك الوقت وهرول إلى المنزل مسرعا يخبرهم بما أصاب «مصطفى» ويستغيث لنجدته من النيران التي تلتهم جسده.

 

على وسادة صغيرة جلس صاحب الـ33 عاما يضع رأسه داخل كفيه ترفض دموعه أن تتوقف حزنا على رحيل ابنه بتلك الطريقة البشعة على يد ابن جارهم، وروى تفاصيل الحادث المأساوى الذى لحق بابنه بأنه يوم الحادث كان ابنه يسير خلفه في طريقه للحقل وألقى طوبة على كلب لكنها أصابت طفلا ورفضت أسرته اعتذارهم

وهددتهم بالنيل من ابنه.

 

ويقول والد الطفل بأنه تم نقل الطفل بعد إشعال النار فيه إلى المستشفى لمحاولة إسعافه، وظل يصارع الموت على سرير المستشفى لمدة 8 أيام كان الأب ينتظره في الشارع لعدم السماح بوجود مرافق داخل غرفة العناية المركزة، وتحمل لفحات البرد القارص في تلك الليالي ولم يتوقف قلبه ولسانه عن مناجاة الله لإنقاذ ابنه من الموت الذى أصيب بحروق بلغت 90% وتشوه معظم جسده، لكنه كان متشبثاً بالأمل ويتمنى أن يبقى طفله على قيد الحياة حتى وإن كانت أثار الحروق ستظل ظاهرة على جسد.

 

وأوضح أن ابنه على سرير الموت أخبره بأن من أشعل فيه النار يدعى «سيد» صاحب التهديد الذى أخبره به فى وقت سابق، وأشار والد الطفل إلى أن ابنه كان يحفظ 10 أجزاء من القرآن وتعرض للحادث فى شهر رجب، فرغم مرارة الحادث الأليم إلا أنه على يقين بأن ابنه رحل فى أيام مباركة وسيكون رفيقه فى الجنة يوم الحشر، وطالب بالقصاص العادل من المتهم ومحاسبته.

 

يمسح الأب دموعه متذكرا نظرة ابنه إليه وكأنه يخبره بأنه فشل فى حمايته من تلك العائلة وأنه لم يكترث لتهديدهم، ولم يجد سوى صور تجمعه بابنه ليعوض به شوقه إليه ليحتضنها ويدخل فى نوبة بكاء.

 

بداية الواقعة بتلقي مديرية أمن الجيزة إخطارا من أحد المستشفيات، يفيد وفاة طفل بعد وصوله مصابا بحروق كبيرة في أنحاء متفرقة بالجسم.

 

توصلت التحريات إلى أن مرتكب الواقعة طفل يعمل سائق توك توك، بسبب قيام المجني عليه بإلقاء طوبة على كلب خوفا منه ولكنه لم تصبه وأصابت أحد أقارب سائق التوك توك، مما دفعه إلى سكب مادة حارقة على الطفل وإشعال النيران فيه، ووفاته بعد عدة أيام من محاولة إسعافه داخل المستشفى.

 

ألقت قوات الأمن بالجيزة القبض على المتهم، وبمواجهته اعترف بأنه وجد الضحية برفقة أطفال آخرين يلهو بجوار منزلهم بشوى البطاطس وأثناء اللعب معهم اشتعلت النيران فى الضحية.