عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام الورق.. رسائل الزلزال تحكى المعاناة

بوابة الوفد الإلكترونية

يفنى الإنسان وتبقى الكلمات وما بين كتاب وصورة ورسالة كانت الأوراق متناثرة أنقذ بعضها من تحت الركام، هى الأخرى كالبشر، لتبعث عبرة لكارثة عاشها ملايين داهمهم زلزال عنيف, أراد بتر جسد الأسر السورية والتركية وحرق قلوب من تبقى منها، وضعها فى موقف عسر من فرحة نجاة بعضهم وفقدان الآخر، اهتم المتابعون بهذه الأوراق البسيطة كلمحة عاطفية للبحث عن رسائل بين الحجارة, فمنذ اللحظة الأولى انتشرت صورة لمصحف بين الأنقاض يحمل آيات قرآنية اعتبرها الجميع رسالة ربانية لآية من سورة البقرة «كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم» وتداولها رواد التواصل الاجتماعى بكثرة بحالة من الانبهار من المصادفة، بالرغم من عدم صلة الصورة بالزلزال «التركى» التى تعود لقصف سورى قبل أعوام، لكنها وجدت استحساناً لدى الباحثين عن الرسائل الربانية.

لم تكن هى الصورة الوحيدة التى خطفت قلوب المتابعين لكن صورة أخرى فقد كل من فيها تحت الأنقاض وظلت هى تحيى ذكراهم، لتأتى رسالة مؤثرة بخط اليد كتبتها هبة الوكاع الطفلة السورية لأبيها وجدت بجانب جثمانها تدعو لأبيها «اللهم أنى استودعتك أبى أغلى ما فى قلبى فاحفظه لى.. أنت فى حفظ الله.. وفى قلبى أنا».. فاستجاب لها الله ونجا والدها فيما لقيت والدتها وأربعة من إخواتها وإخوانها حتفهم ولم يبق من الأسرة غير الوالد.

«اصبر مهما ادلهمت الخطوب، وأظلمت أمامك الدروب، فإن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسراً». لم تكن تلك الكلمات فى قصاقيص تحت الركام بل جاءت فى محتوى كتاب «لاتحزن» الذى وجد فى رسالة جديدة من تحت الأنقاض لكل منكوبى الكارثة، لتليها صورة لكتاب آخر عن «أدب البلاء» وكأنها كلمات اتفقت جميعها على أن تأتى برسالة ما وسط الغبار.

وبين صورة وأخرى لحلم أضاعته هزة أرضية لعابر مر من هنا حمل كتاباً معنوناً «دليل العيش

فى تركيا» وبجانبه هاتف محطم يصله بممن أخذته الغربة عنهم، فلا عاش فى تركيا ولا وجد ما يفيده فى دليلها ولا تواصل مع أحبائه وفقد التواصل للأبد.

كل هذا بخلاف الرسومات المنقوشة على جدران قست على من احتموا بها فرحلوا وبقيت لتقول إن هنا عاش حالمون أطفال، ورسالة حب على جدران غرفة لحديثى زواح لم تكتمل قصتهما بعد.

ووسط حالة اللا نهاية من كلام الورق تحت الأنقاض ترد عليها رسائل أخرى من فوقها من قلوب ملأتها الإنسانية والمحبة لأناس لم تلتق مطلقاً، فنجد رسائل دعم مكتوبة بأيدٍ صغيرة ما زالت بريئة ترسل لأقرانها وسط مأساتها لتخفف عنها. أوراق وضعت على ملابس المساعدات الإنسانية كتب عليها «كونوا بخير مشانا» وأخرى «يا ريت يدفى قلوبكم مثل جسمكن بحبكن كلكن» و«لا تخافوا من شىء، نحنا معكم، لا تخافوا حياتنا إلكن» وأخرى لطفل تركى بعمر السادسة «مرحباً صديقى اسمى كيرم أحب هذه السترة كثيراً ولكن دعها إلك ستحافظ على دفئك».

الرسالة الأخيرة لم تكن مكتوبة على ورق بل بقايا جدران إدلب فى رسالة عتاب إلى العالم الغربى والأطراف المتنازعة على سوريا التى مزقتها الحرب، وواصل الزلزال فعل المزيد، بعد أسبوع من المحايلات على إيصال المساعدات وفتح المعابر جاءت رسالتهم «نحنا متنا.. شكراً لخزلانكم».