عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

اللكمة القاتلة.. «مسعد» فارق الحياة وترك 5 أطفال بسبب شهامته

بوابة الوفد الإلكترونية

زوجة الضحية: مات وهو يحضن يدىّ وابنه الصغير

 

اتشحت السيدة الأربعينية بالسواد وجلست على مقعد خشبى داخل منزلها فى منطقة أبوالنمرس بالجيزة، فى حالة يُرثى لها بعد أن فقدت رفيق الدرب، الذى رحل عنها على يد جارهم وترك لها مسئولية 5 أبناء، راحت تندب حظها وتتذكر أيامها مع زوجها الذى كان يرعاها ويواصل العمل ليل نهار لتوفير طلباتهم واحتياجاتهم.

 

لم يتوقف لسان «حنان» عن الدعاء لزوجها المتوفى، وأصبح أقصى أحلامها أن ترى زوجها ولو صدفة فى المنام ليطفئ لهيب شوقها إليه، وتمنت أن تلقاه على خير بعد أن تؤدى رسالتها وواجبها تجاه أبنائهما الخمسة.

 

روت الزوجة تفاصيل مقتل زوجها على يد جارهما قائلة إن زوجها «مسعد» فى العقد السادس من العمر يعمل بائعاً متجولاً فى المحافظات، ويتغيب عن المنزل بالأيام والليالى، ليعود يحمل فى جيبه ما يكفى احتياجات أسرته ويجلس معهما بضعة أيام ثم يعود إلى مواصلة العمل مرة أخرى.

 

وقالت الزوجة الحزينة على فراق زوجها إنه منذ 5 أيام عاد زوجها من العمل بعد غياب لأكثر من أسبوعين سافر خلالهما إلى محافظة أسوان كان يعمل على بيع «الكوبايات الزجاجية» حيث يتجول بها فى القطارات والأسواق رفقة شقيقه الأصغر ليكسب قوت يومه بالحلال، وعند عودته فوجئ بدخول ابنه «جمعة» 12 سنة يبكى بشدة والدماء تتدفق من رأسه بسرعة، وأخبره بأنه تشاجر مع ابن الجيران الذى اعتدى عليه بضربه على رأسة بحجر.

 

وتابعت بأنها خرجت برفقة زوجها لمعاتبة أسرة الطفل الذى اعتدى على ابنهما، فشاهدا والد الطفل فى منتصف الشارع يريد أن يعتدى على ابنهما المصاب مرة أخرى بحجة أنه سب ابنه بوالدته، قائلة: «أبوه كان عايز يضرب ابنى فجوزى قاله انت مش شايف الدم.. فرد عليه وقاله أصله شتم ابنى بالأم».

 

وواصلت الزوجة المكلومة حديثها بأنها طلبت من زوجها أن يغادرا قبل أن يشتبكا مع الجيران، وحال مغادرتهما أمسك المتهم -والد الطفل- جارهم بطفل آخر وقام بسبه والاعتداء عليه موجهاً له اللوم قائلاً: «انت اللى بتقوّم العيال على بعض وتسخّنهم للخناق»، مما أثار حفيظة الضحية ودفعه للتدخل للدفاع عن الطفل من بطش المتهم وقام بتخليصه من يديه، فغضب المتهم من تصرفه وقام بالاعتداء عليه بلكمة قوية فى صدره وكررها مرتين، ولم يتحمل المجنى عليه تلك اللكمات لكبر سنه وضعف بنيانه الجسمانى فسقط مغشياً عليه.

 

تستكمل الزوجة حديثها بأنها صرخت فى وجه المتهم والبكاء ينهمر من عينيها وحاولت إنقاذ زوجها بحمله داخل توك توك لإسعافه لكنه فارق الحياة قبل أن يصل إلى المستشفى، وأكدت الزوجة أن الضحية أمسك بيدها وبيد ابنهما الصغير قبل وفاته بلحظات ووعدهما بأنه

لن يترك حقه «مش هسيب حقى».

وأنهت الزوجة حديثها بأنها تطالب القصاص العادل من قاتل زوجها، الذى حرمها من سندها فى تلك الحياة وعائلهم الوحيد، فكانا يستعدان لتجهيز وزفاف ابنتهما الكبرى «شهد» صاحبة الـ18 عاماً لكن القدر لم يمهله للفرح بها، واختتمت كلامها عن زوجها المتوفى «كان طيبة وحنية ماشية على الأرض.. مش عارفه أعمل إيه بعد ما مات وحياتى هتمشى إزاى».

 

جلست الابنة الصغرى «فريال» إلى جوار والدتها فى حالة حزن على فراق والدها، الذى غادر الحياة بسبب شهامته، وراحت تحكى المشهد الأخير فى حياة والدها قائلة إنه عندما أنهى عتابه مع المتهم شاهده يضرب طفلاً آخر فتدخل لنصرته والدفاع عنه قائلاً لها: «علشان أبوه وأمه مش موجودين نسيبه يضربه» لكن المتهم فاجأه بلكمتين فى الصدر أفقدته توازنه، وتشرح الفتاة صاحبة الـ15 عاماً الصورة الأخيرة لوالدها بأنه وضع يده على الحائط وأمسك قلبه وسقط بعدها مغشياً عليه، وتتابع بأنه اتصل بشقيقه وطلب منه نجدته «قال لعمى الحقنى أنا بتخانق».

 

بداية الواقعة جاءت بتلقى أجهزة ضباط مباحث قسم شرطة أبوالنمرس إشارة من المستشفى بوصول جثة بائع متجول فى 52 عاماً إثر الاعتداء عليه بالضرب، على الفور انتقل رجال المباحث لمكان الواقعة وتبين أن الضحية تشاجر مع جاره شاب فى منتصف الثلاثينات بسبب خلافات حول لعب الأطفال تعدى خلالها المتهم عليه بالضرب بلكمة فى الصدر، ما أسفر عن وفاة الضحية قبل وصوله إلى المستشفى.

 

تم إعداد كمين للمتهم وإلقاء القبض عليه، وبمواجهته أمام رجال المباحث اعترف بارتكابه الواقعة، وأنه لم يكن يقصد قتل المجنى عليه، وقررت النيابة العامة حبسه 4 أيام على ذمة التحقيق، وقرر قاضى المعارضات تجديد حبسه 15 يوماً أخرى على ذمة التحقيقات التى تجرى معه.