رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

وداعاً قديس الصحافة سيد عبدالعاطى

بوابة الوفد الإلكترونية

غيّب الموت، أمس، سيد عبدالعاطى، الكاتب الصحفى ورئيس مجلسى إدارة وتحرير جريدة الوفد الأسبق، وذلك بعد صراع مع المرض.

عانى «عبدالعاطى» من المرض، بعد أن مكث على جهاز التنفس الصناعى مدة قاربت من 3 أشهر، حيث أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي توجيهاته بتحمل الدولة جميع نفقات العلاج له فور معرفة رئيس الجمهورية بالحالة الصحية الحرجة التى مر بها.

يعد الكاتب الصحفى سيد عبدالعاطى من أبرز الصحفيين المتخصصين فى كتابة التحقيقات الصحفية.

بدأ عمله الصحفى فى صحيفة الأحرار فى الثمانينات، ثم انتقل إلى العمل فى جريدة الوفد منذ تأسيسها عام 1984.

عشق «عبدالعاطى» مهنة الصحافة وقدسها وعاش متعبداً فى محرابها، وخاض العديد من المعارك فى مواجهة الفساد، ونجح الكاتب الصحفى الكبير على مدار سنوات عمله فى تخريج دفعات من الصحفيين المتخصصين فى مجال كتابة التحقيقات الصحفية، والتى كان لها أثرها الكبير فى ذلك الوقت.

تدرج «عبدالعاطى» فى المناصب حتى أصبح رئيساً لمجلسى إدارة وتحرير جريدة الوفد حتى أحيل للتقاعد.

ونعى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة الكاتب الصحفى كرم جبر، الكاتب الصحفى سيد عبدالعاطى، رئيس تحرير جريدة الوفد الأسبق، الذى وافته المنية أمس بعد صراع مع المرض.

وتقدم المجلس بخالص العزاء لأسرة الراحل والأسرة الصحفية؛ وأن يتقبله الله فى الصالحين، وأن يسكنه فسيح جناته وينزل عليه رحمته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

وأكد المجلس أن الراحل كان مثالا فى التفانى والاجتهاد والإخلاص وحب العمل، وأفنى حياته فى بلاط صاحبة الجلالة.

 

 

ورحل الفارس النبيل

تمنيت أن يعود.. لكن إرادة الله فوق أى تمنى.. رحل فى فجر أول أيام شهر رجب، وهى إشارة لحسن الخاتمة للفارس النبيل والصحفى المتميز والصديق العزيز والإنسان الراقى سيد عبدالعاطى، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير «الوفد» الأسبق.. دعوت الله أن يكون مرضه خاصة فى الشهور الثلاثة الأخيرة فى ميزان حسناته، وأن يكافئه على قدر عطائه وإخلاصه وإنسانية ونقاء قلبه، ومواقفه النبيلة التى كانت مع الجميع صغيرًا وكبيرًا، لم يتخلَّ يومًا عن أى محتاج له، كان يقدم الرحمة والإنسانية على أى شىء.. عرفته شريفًا نظيفًا لا يغريه منصب، يدافع عن الحق مهما كانت العواقب، مواقف كثيرة عاصرتها معه كزميل خلال 30 عامًا لم أرَ منه إلا خيرًا، وصدقًا، ولم أختلف معه يومًا خاصة أنه كان أول شخص تجده بجانبك فى أى موقف صعب تمر به، منتهى الإنسانية والشهامة والرجولة والأخلاق العالية.

رحم الله الصديق العزيز الأستاذ سيد عبدالعاطى وألهم أهله الصبر على فراقه، خاصة أن أمثاله يتركون فراغًا كبيرًا، وشريط ذكريات طويلاً، وأسكنه فسيح جناته، وعزائى لزوجته ورفيقة دربه الزميلة العزيزة الأستاذة هالة الشقيرى.

سيظل الفارس النيل سيد عبدالعاطى معنا حاضرًا، نسمع صوته وكلماته وحواراته حتى لو غاب عن دنيانا الفانية.

على البحراوى

 

 

وداعاً فارس الكلمة

معاجم اللغة العربية كلها تعجز عن إمدادى بكلمات رثاء فى حق أستاذنا سيد عبدالعاطى، ذلك الفارس الذى حفر اسمه بحروف من نور فى بلاط صاحبة الجلالة، كان الراحل العظيم مثلاً أعلى لكل من يرغب فى العمل بمهنة البحث عن المتاعب، تحقيقاته كانت حديث الشارع المصرى، بسبب جرأته وجسارته، خاض عبدالعاطى معارك كثيرة ضد الفساد والفاسدين، وخرج منها منتصراً حاملاً قلمه النزيه الذى لم يقدر أحد على كسره، ضرب سيد عبدالعاطى أروع الأمثال فى الشرف والنزاهة، وظل كما هو الإنسان البسيط، لم يتربح من المهنة، وكان دائماً يقف إلى جوار البسطاء والغلابة، أما عبدالعاطى الإنسان فحدِّث ولا حرج، قلبه عامر بالحب والعطف، لا يحمل حقداً ولا ضغينة، سيد عبدالعاطى يستحق أن ندعو له بالرحمة وأن يسكنه الله فسيح جناته، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، اللهم ارحم عبدك سيد عبدالعاطى وتجاوز عن سيئاته، اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم إن كان محسناً فزد فى حسناته، وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته، اللهم نوِّر قبره، ووسِّع مدخله، وآنس وحشته، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده.. اللهم آمين.

وداعاً يا فارس الكلمة

خالد إدريس

 

استعجلت الرحيل

لم يكن الأستاذ سيد عبدالعاطى معلمى وأول من استقبلنى فى جريدة الوفد وفقط، وإن كانت هذه تكفيه.

كان الأستاذ كبيرًا فى كل شىء يحمل قلبًا أخضر مع تلاميذه وفى يده مدفع يدُكّ به أركان الفساد.. لم يكن الأستاذ مجرد صحفى وإنما حملة بما تعنيه الكلمة، كنت دائمًا أراه «بوب وودورد» الصحافة العربية، فكما كشف الصحفى الأمريكى فضيحة وترجيت كان سيد عبدالعاطى هو ملك المغامرة الصحفية.

لم يتوقف قلمه عن الكتابة والمغامرة حتى وهو رئيس لمجلس إدارة وتحرير جريدة الوفد.

كان نبيلاً شريفًا لا يحيد عن قول الحق مهما كانت الإغراءات، تقلد كل المناصب بجريدة الوفد عن جدارة واستحقاق، وهو بالفعل أهم صحفى عرفته جريدة الوفد بعد الآباء المؤسسين مصطفى شردى وجمال بدوى وعباس الطرابيلى وسعيد عبدالخالق رحمة الله عليهم جميعًا.

رحل الأستاذ بجسده وبقيت فينا إنسانيته وتعاليمه، وسيظل بيننا رمزًا عشنا معه سيظل فى قلوبنا نسرًا شامخًا محلقًا فى أرواحنا.

وداعًا الحبيب والأب والأخ والصديق والمعلم أستاذى سيد عبدالعاطى.

ياسر شورى

 

المبتكر

لا يختلف أى زميل صحفى داخل مؤسسة الوفد الصحفية أو خارجها على موهبة وأهمية الأستاذ سيد عبدالعاطى رئيس مجلس إدارة وتحرير الوفد الأسبق، كصحفى أدخل أشكالا جديدة على الصحافة المصرية، خاصة التحقيقات الصحفية، أدخل أشكالاً لم تكن مأهولة لمن سبقه فى مجال التحقيقات، حتى أصبح أهم صحفى مصرى فى هذا المجال، وأصبح التحقيق الذى اخترعه سيد عبدالعاطى فيما بعد شكلاً من أشكال الصحافة المصرية.

لكن الأهم بالنسبة لى فى سيد عبدالعاطى على مستوى الإدارة، هو إجادته التامة فى تهيئة الجو المناسب لكتيبة العاملين فى مؤسسة الوفد «جريدة وموقع»، كان دائماً ينحاز للصحفى، يهيئ له الجو لكى يبدع. توليت رئاسة قسم الفن مع أول دورة له كرئيس تحرير مع الزميل والكاتب الصحفى الكبير سليمان جودة، ووجدته داعما كبيرا لنا، لا حدود لدعمه، طالما أنك تبدع وتطرح قضايا تهم القارئ المصرى، سيد عبدالعاطى كما كان موهوباً فى الكتابة، كان موهوباً فى الإدارة، لأن مهنة الصحافة تحتاج لمن يهيئ لها المناخ الصالح، يبعدك عن أى صدام مع السلطة الأعلى له فى المكان، هو حائط صد ضد ما يعكر صفو العمل الصحفى.

كان متابعا جيدا لكافة الأخبار رياضية، وفنية، واقتصادية، وسياسية لا يتدخل فى عمل أحد، ينصح ويوجه، ويهيئ المناخ فقط.

كان مؤمنا بالتخصص، ويعى جيداً قيمة الصحفى الموهوب، ولا يتدخل فى عمله على الإطلاق، برحيله فقدنا رمزا من رموز الصحافة المصرية والعربية.. تغمده الله بواسع رحمته.

أمجد مصطفى

 

 

الأستاذ والصديق

لم يكن الكاتب الصحفى الكبير الراحل سيد عبدالعاطى بالنسبة لى مجرد صحفى أو رئيس تحرير بل إنساناً ومهنياً من الطراز الرفيع عرفته فى منتصف التسعينيات وكان رئيساً لقسم التحقيقات صحفياً مغامراً، تطورت العلاقة بيننا وكنت حريصاً على أخذ رأيه فيما أكتبه فى قسم الفن. كان دائماً ما يقف بجوار الصحفيين الشباب ويشجعهم بشكل مذهل.

وحينما شغل منصب رئيس تحرير «الوفد» ورئيس مجلس الإدارة منذ سنوات كان الاتصال بيننا يومياً وكان يسند لى موضوعات فى كل المجالات الفنية وغيرها. كان التعامل بيننا تعامل أصدقاء وليس صحفياً ورئيس تحرير، ولم تنقطع علاقتنا أبداً من بعد أن بلغ السن القانونية بل استمر الود والاحترام. كان ولا يزال بالنسبة لى الصحفى المثالى المتكامل مهنياً وخلقياً. قاوم المرض اللعين حتى لقى ربه راضياً مرضياً، رحم الله الصحفى والأستاذ سيد عبدالعاطى.

أمجد مصباح

 

الباحث الأول عن المتاعب

إذا أردت أن تدرك المفهوم الحقيقى لأساسيات العمل الصحفى والرسالة التى تستهدفها تلك المهنة الجليلة فعليك تتبع تاريخ الكاتب الصحفى الكبير الراحل سيد عبدالعاطى.. أيقونة مثالية لشعار الصحافة الرسمى الذى يؤكد أنها مهنة البحث عن المتاعب، تتجسد فى معظم القضايا التى فجرها على صفحات جريدة الوفد كافة المفاهيم التى تعنى دور الصحافة الذى طالما قامت به الوفد تجاه المجتمع المصرى بهدف كشف الحقائق وبناء حالة موضوعية من المعارضة الوطنية.

تدرجت تحت قيادته وقت أن كان يتولى رئيس قسم التحقيقات منذ نحو 24 عاما حتى وصل لأن يتولى رئاسة مجلس الإدارة ورئيس التحرير لمؤسسة الوفد الصحفية، الشغف نحو تبنى القضايا الوطنية كان الهدف الأساسى الذى يبثه فى نفوس كل من يعمل معه، نقل إلينا تجاربه الفريدة التى تمثلت فى مغامرات صحفية شيقة تعد منهجًا أساسيًا لمبادئ العمل الصحفى، وصل جنونه الصحفى إلى أن قام بتمثيل دور مجنون حقيقى وإجراء معايشة داخل مستشفى الأمراض النفسية والعصبية بالعباسية ليكشف أخطاء كانت ترتكب بداخلها فى حق المرضى، بحث داخل الملفات الإسرائيلية والخبايا اليهودية إلى أن سافر إلى إسرائيل ليقوم بمغامرة حول أوضاع العرب داخل الأراضى المحتلة، وأصبح أخطر صحفى مصرى يتناول الشأن الإسرائيلى. وأفخر بأننى ذات يوم حملت أمانة منه بكتابة مذكرات الثعلب المصرى الراحل سمير الإسكندرانى من واقع روايته لقصة خداعه للموساد الإسرائيلى.

شهادة أقولها وكأنها القسم الصحفى الثانى الذى ألقيه، لقد وهبنى الله شرف التمتع بإيمان الأستاذ الكبير سيد عبدالعاطى بأننى أستحق أن أكون أحد تلامذته فى بلاط صاحبة الجلالة، حتى إننى كدت أن أترك تلك المهنة فى بدايتى لولا وقوفه بجوارى ووضع ثقته الغالية

فى قدراتى.. شكرَا إلى من وهبنى حق الكلمة وعلمنى قيمتى الصحفية.. وأتعهد أن يبقى علمك ينتفع به.. إلى جنة الخلد بإذن الله.

عبدالقادر إسماعيل

 

أستاذ جيلى

أستاذ جيلى سيد عبدالعاطى وداعاً.. منحنى فرصة السفر لسوريا وقت الحرب فى تجربة صحفية فريدة.

وداعاً أستاذى وصديقى وأخى الأكبر رئيس تحريرنا الأسبق الصحفى المدرسة سيد عبدالعاطى صاحب الفكر الصحفى المستنير الذى سبق عصره بمسافة كبيرة، وكان يعلم أن الصحفى هو المتنفس والحرية والنور للقارئ، وهو السند والمنتصر للحق، كان فى تحقيقاته الصحفية المختلفة عن الفكر التقليدى صاحب قضية تنحاز للبسطاء، كان جريئاً فى الرأى وعميقاً فى المضمون ومستقيماً فى الرأى ولا يترك طموحه ووهجه الصحفى ينزلق به لأى خطأ لفظى..تعلمت منه أهمية الصحافة الميدانية والاستقصائية فى شكل تحقيق صحفى، صاحب أفكار سبقت زمانه، صنع لنفسه تاريخاً ومجداً لا ينسى تعلمت منه أن أكون ذاكرة المواطن على الأرض ولأنه كان يحب تلاميذه ولا يبخل عليهم شجعنى على خوض مغامرة صحفية كانت غير مأمونة العواقب عندما جاءت لى فرصة السفر إلى سوريا عام 2018، وأتذكر وقتها أنه أعطانى درساً ممتعاً وعظيماً قبل سفرى الذى استمر 9 أيام فى سوريا، وكيف علىّ أن أركز على القصص الإنسانية خاصة قضايا الأطفال والمسنين المتضررين الأكبر من جراء الحرب فى سوريا، ووصف لى الطريق فى عمل أكثر من 9رسائل صحفية وحوارات مع شخصيات سورية مؤثرة منها وزير السياحة ووزير الإعلام ووزير التعليم والثقافةفى سوريا بخلاف تحقيقات موثقة بالصور عن وصف الحال فى دمشق وحلب والأماكن الأثرية والتراثية مثل المسجد الأموى وسوق دمشق وقلعة حلب والمنطقة القديمة بها..ساعدتنى أفكاره فى وصف حالة سوريا الشقيقة وقت الحرب، ورصدت الآمال والطموحات ورأى المثقفين والمفكرين فى سوريا فى هذه المحنة التى ضربت وطنهم، وكان لا يبخل علىّ فى إضافاته السحرية فى عنوانين موضوعاتى، وكان ينحاز للصورة الصحفية وهو من شجعنى على دخول مسابقات نقابة الصحفيين بموضوعاتى عن سوريا.. تعلمت منه أن الصحفى يستمر بالإبداع والاختلاف والعمق.. وداعاً أستاذ جيلى العظيم سيد عبدالعاطى.

أحمد عثمان

 

ظاهرة صحفية نادرة

كنت صديقاً مقرباً منه، وكنت زميلاً مفضلاً عنده، وكنت أخاً بديلاً عن شقيقيه بالغربة، عرفته زميلاً محترماً ورئيساً للتحرير داعماً، كان يفضفض لى عن همومه ومشاغله دون غيرى من أصدقائه.

كانت دائرة أصدقائه من زملاء المهنة لا تتعدى أصابع اليد، كان كريماً جداً فى الاستضافة بمنزله هو وزوجته الزميلة هالة الشقيرى.

أخلاقه كانت معروفة للجميع، لم يتفوه بألفاظ لزميل أو زميلة ولم يضطهد أحداً وكان أخاً أكبر لجميع الصحفيين بـ«الوفد» والموظفين وغيرهم.

سيد عبدالعاطى ظاهرة صحفية لن تتكرر مرة أخرى لجرأته غير المسبوقة فى عمل التحقيقات الصحفية والخبطات التى كانت تجعل مصر كلها تتحدث عنها ومعها تدور ردود أفعال قوية من نظام مبارك بسبب كشفه للسلبيات.

وكان أول من كتب عن فساد الكبار وأولادهم، وحقيقة قلبه كان ميتاً لا يخاف أحداً ولا يعمل حساباً لمسئول كان كل همه العمل الصحفى والنجاح بطريقته حسب خططه التى لا تنتهى.

سيد عبدالعاطى كان رئيساً للتحرير قوياً وبصراحة متناهية ومعروفة للجميع، كان يرفض تدخل أى أحد فى تغيير سياسات الجريدة، وكان يفصل بين العمل الصحفى والعمل الحزبى، وكان يرفض الإملاءات أو التعليمات من داخل الكيان لتغيير خبر أوموضوع، والدليل على ذلك أن مشاكله كانت معروفة مع أحد رؤساء الحزب سابقاً، فكان صاحب موقف وصاحب مبدأ لا يحيد عنهما مهما كان الثمن.

سيد عبدالعاطى كان وطنياً يحب وطنه، وأذكر له موقفاً أنه رفض عمل حوار صحفى مع رئيس وزراء إسرائيل أثناء زيارته للقدس لأنه كان داعماً للقضية الفلسطينية رغم إلحاح رئيس وزراء إسرائيل.

سيد عبدالعاطى أول من تنبأ بسقوط نظام مبارك وأول من اكتشف خطط تهريب أموال الكبار قبل ثورة يناير وبعدها، وأول من كتب عن فساد رجال مبارك وثرواتهم، وأول من هاجم نظام الإخوان فى حينه ولم يخف.

سيد عبدالعاطى كان سنداً للزملاء بـ«الوفد» فعندما كان رئيساً للتحرير كان يرفض وساطات المسئولين للضغط على صحفى أو المطالبة بوقف حملات الفساد، فكان داعماً لأى زميل طالما أنه يكتب من خلال المستندات أو الحقائق المدموغة.

سيد عبدالعاطى لم يلهث وراء منصب ولم يطلب أى مصلحة من المسئولين ولم يسعَ لنيل كرسى فى البرلمان أو غيره، وكان نظيف اليدين لذلك عاش فقيراً ومات فقيراً ولم يترك شيئاً لزوجته وابنه إلا السمعة الطيبة والسيرة الحسنة، لأنه بالفعل لم يتربح من عمله ولا منصبه بـ«الوفد» ولم يستغل علاقاته للحصول على مزايا أو مصالح.

سأفتقد جسدك يا سيد ولكن روحك وصورتك ستظلان أمامى، وسيشهد التاريخ كم كنت وطنياً وكنت طاهراً.

وداعاً يا سيد، وعزاؤنا الوحيد أن هالة وحازم موجودان معنا، مع السلامة يا صديقى.

رزق الطرابيشى

 

ملاك ضل طريقه للبشر

أبكيتنا يا أستاذ سيد وأنت تشاركنا الحياة، وبعد أن قابلت رباً كريماً، رحلت ولا نملك إلا التسليم بأمر الله، وكلنا راحلون وتبقى سيرتنا.. وسيرتكم تشرّف كل مصرى وكل صحفى وكل من يعرفك.

لا أنسى يوم أن اتصلت بى وقلت أين قلمك؟ أنا فى انتظارك غدا، ونفسى ترجع (العصفورة) يا عصفورة الوفد، وإن كان الجو تغير والأمور اختلفت واتفقنا، وعادت العصفورة تغرد لأنك منحتها الحياة وتحملت (الصوصوة) من الجميع ومن العصفورة كم كنت تهتم بما أكتب.. كم كنت تذكرنا بالأيام الحلوة والمواقف العظيمة لكل من أسس جريدة الوفد وعمل بها، وتضحك لمواقف لابد منها على حد تعبيرك، عليك رحمة الله.

كم تحدثنا معاً وكنا نسعد لأننا نضحك ولا نحزن ولا نبكى ولا نتباكى، يحتضنك تراب مصر غداً، الذى طالما عشقته وكتبت عنه وتغزلت فيه.. هنيئاً لك يا تراب مصر، فغداً تحضن أغلى صحفى في جيله وأزكاهم وأحبهم لقلوب البشر.

أبكيتنا يا صاحب القلم الرشيق والصدق والأمانة وعظيم الابتسامة، والله إنا لفراقك لمحزونون وأمامك مكسورون، نم هادئاً مطمئناً راضياً مرضياً، وعزائى لكل من عرفك ولأسرتك ولزوجتك الفاضلة العظيمة ولجريدة الوفد ولكل من عمل بها، الصامدة على مر الزمان، سبقتنا إلى دار الحق، فاللهم ألحقنا به على خير، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

سعاد أبوالنصر