رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

قارئ الملوك والرؤساء.. 44 عامًا على رحيل الشيخ مصطفى إسماعيل

الشيخ مصطفى إسماعيل
الشيخ مصطفى إسماعيل

 تمر اليوم الإثنين الذكرى الـ44 لرحيل أحد أشهر قراء القرآن الكريم في مصر والعالم أجمع، صوته نادر وطريقته مميزة في تلاوة القرآن الكريم جعلته واحدًا من أهم شيوخ التلاوة في العالم الإسلامي، فكان له القدرة على تركيب النغمات والمقامات في تلاوته بشكل بديع مع الحفاظ على أحكام التجويد.. إنه الشيخ مصطفى محمد المرسي إسماعيل، الشهير بالشيخ مصطفى إسماعيل.

 

 يعد الشيخ مصطفى إسماعيل، أول قارئ يسجل في الإذاعة المصرية من دون أن يمتحن فيها، واختاره الملك فاروق قارئًا للقصر الملكي، وكرمه عبدالناصر، وأخذه معه السادات في زيارته للقدس.

 

اقرأ أيضًا.. في ذكرى ميلاده.. قارئ الملوك والرؤساء والفقراء الشيخ مصطفى إسماعيل

 

 أتقن الشيخ مصطفى إسماعيل المقامات وقراءة القرآن بأكثر من 19 مقامًا بفروعها وبصوت عذب وأداء قوي، حتى عُرف عنه أنه صاحب نَفَس طويل في القراءة التجويدية.

 

سجَّل الشيخ مصطفى إسماعيل بصوته تلاوة القرآن الكريم كاملًا مرتلًا، وترك وراءه 1300 تلاوة لا تزال تبث عبر إذاعات القرآن الكريم، وركّب في تلاوته النغمات والمقامات بشكل استحوذ على إعجاب المستمعين، وكان ينتقل بسلاسة من نغمة إلى أخرى، ويعرف قدراته الصوتية بشكل جيد، وكيف يستخدمها فی الوقت المناسب.

 

 استطاع أن يمزج بين علم القراءات وأحكام التلاوة وعلم التفسير وعلم المقامات، وكان يستحضر حجة القرآن في صوته ويبثها في أفئدة المستمعين لاستشعار جلال المعنى القرآني.

 

ألقابه:

 لُقب الشيخ مصطفى إسماعيل بـ"قارئ الملوك والرؤساء"، و"ملك المقامات القرآنية"، و"صاحب الحنجرة الذهبية".

 

حياته ونشأته:

 ولد الشيخ مصطفى محمد المرسي إسماعيل في قرية "ميت غزال"، مركز السنطة، محافظة الغربية في 17 يونيو 1905 ميلادية (الموافق شهر ربيع الثاني 1323 هـ).

 

 حفظ القرآن الكريم ولما يتجاوز الثانية عشرة من العمر في كُتّاب القرية، ثم التحق بالمعهد الأحمدي في طنطا ليتم دراسة القراءات وأحكام التلاوة. أتم الشيخ تلاوة وتجويد القرآن الكريم وراجعه ثلاثين مرة على يد الشيخ إدريس فاخر.

 

 وفي إحدى ليالى شهر رمضان سنة 1917، كان الشيخ إدريس يسهر في منزل الشيخ مصطفى هو وابنه، فقال الشيخ إدريس لابنه اقرأ ربعًا وبعد أن فرغ ابنه من القراءة قال اقرأ يا مصطفى سورة (ص) فرد عليه مصطفى إسماعيل "دي طويلة يا سيدنا"، لكنه قرأها وعندما شمل أهل البيت السرور، وهنأ الشيخ إدريس تلميذه الموهوب، وقرر جد إسماعيل مكافأة الشيخ إدريس.

 أتم مصطفى إسماعيل تجويد القرآن وتلاوته بالقراءات العشر على يد الشيخ إدريس فاخر وعمره لم يتجاوز 16 عامًا.

 

بداية الشهرة:

 ذهب الشيخ مصطفى إسماعيل للإقامة بطنطا ومن هناك سجلت الانطلاقة الحقيقية لموهبته، عندما وصل جثمان السيد حسين بك القصبى من إسطنبول إلى طنطا، وخرجت طنطا كلها تستقبل الجثمان في محطة القطار بالمدينة، يقول الشيخ مصطفى إسماعيل: "خرجت مثل باقى الناس نستقبل الجثمان، ويوم العزاء دعاني أحد أقارب السيد القصبى للقراءة بالعزاء، وكان عمرى 16 عامًا ولبست العمة والجبة والقفطان والكاكولة، وأراد الله أن يسمعني جميع الناس من المديريات وجميع أعيان مصر، وذهبت إلى السرادق الضخم المقام لاستقبال الأمير محمد علي الوصي على عرش الملك فاروق، وسعد باشا زغلول، وعمر باشا طوسون، وأعيان مصر، وأعضاء الأسرة المالكة في ذلك الوقت، وحضر العزاء أيضًا أعيان الإسكندرية وبورسعيد.

 

تكريماته:

 حصل الشيخ مصطفى إسماعيل على وسام الاستحقاق من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر خلال احتفالية عيد العلم فى 19 ديسمبر 1965، وكانت المرة الأولى التى يمنح فيها الرئيس وسامًا لأحد المقرئين بمناسبة هذا العيد، كما منحه الرئيس الأسبق حسنى مبارك وسام الامتياز عام 1985.

 

 سفره للخارج:
 قرأ الشيخ مصطفى إسماعيل فى العديد من الدول العربية والإسلامية، وأيضًا فى بعض المدن الأوروبية، حيث زار 25 دولة عربية وإسلامية، كما سافر إلى جزيرة سيلان، وماليزيا، وتنزانيا، وزار أيضًا ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وتوفى فى مثل هذا اليوم 26 ديسمبر عام 1978، عن عمر ناهز 73 عامًا، تاركًا بصوته القرآن الكريم كاملاً مرتلاً، و1300 تلاوة لا تزال إذاعات القرآن الكريم تصدح بها إلى الآن.
 

وفاته:

 في الساعة التاسعة من صباح يوم الجمعة 22 ديسمبر سنة 1978م غادر الشيخ مصطفى إسماعيل عزبته في قرية ميت غزال "مودعًا ابنته ومتجهًا إلى دمياط للقراءة في افتتاح جامع البحر في حضور الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

 في ذلك اليوم وقبل أن يصل إلى دمياط كان يداعب

سائقه كعادته وكان يقرأ بعض آيات القرآن في السيارة، يقول السائق إن الشيخ يومها كان حائرًا لأنه كان ينسى بعض الآيات القرآنية التى كان يرددها فيلتفت إلى السائق قائلًا: والنبى قل لي يا محرم إيه الآية اللي بعد الآية دي؟

 في دمياط قرأ الشيخ تلاوته الأخيرة وبعدها طلب من السائق الرجوع إلى قريته بجوار طنطا، وعند مفترق الطريق بين طنطا والمحلة الكبرى طلب منه التوجه إلى الإسكندرية، وكان مرحًا جدًا مع محرم "السائق"، وعند دمنهور طلب من السائق التوقف لشراء بعض سندوتشات فول وأكلها مع سائقه، وكانت آخر ما أكل الشيخ في حياته.

 توجهت السيارة إلى فيللته بحى رشدى في الإسكندرية، وطلب من سائقه أن يضع المشمع فوق السيارة فتعجب السائق لهذا الطلب، لأن الشيخ مصطفى كان يمنعه دائمًا من وضع هذا المشمع فوق السيارة خشية أن يتلف لونها ويلزق فيها، ولما أبدى السائق دهشته قال له بالحرف الواحد "أنا مش طالع تانى يا سيدى".

 دخل الشيخ منزله وطلب من خادمته وزوجها أن يجلسا معه في الصالون، وظن زوج الخادمة أن الشيخ يريد طردهما من المنزل لأنها كانت أول مرة يدخل فيها زوج الخادمة المنزل، وأبدى الشيخ حبه للإثنين وطلب منهما الحفاظ على المنزل وأن يشربا الشاى معه.

قالت فراشة المنزل: "وفجأة أعرب الشيخ عن سعادته، وكان يقول أنا جالس الآن على كرسى العرش والعالم كله يصفق لى"، وبدت الدهشة على وجه الخادمة والشيخ يهم بالوقوف متجهًا إلى الدور الأول، حيث توجد غرفة نومه، وسألته إن كان يريد النوم الآن، وقال لها "أنا ماشي في دفنة فاطمة (اسم زوجة فضيلة الشيخ) لأنها ماتت"، وتعجبت الخادمة (وكانت زوجته مازالت على قيد الحياة) وعندما وصل إلى حجرة نومه جلس على السرير ينادى ابنته التي كانت معه في طنطا، وقالت له الخادمة أنا اسمى "سرارى"، فقال لها "تعالى يا بنتى شوفي إيه اللي في دماغى"، وأخذ يدها بيده وحاول أن يصل بها إلى رأسه – ووقعت اليدان إلى أسفل.

 

ظنت الخادمة أنه مرهق من السفر ويريد النوم، وكان تنفسه طبيعيًا ولم تعلم الخادمة بأنه أصيب بانفجار في المخ، وأن الشلل قد تسلل إلى جسده فتركته نائمًا في غيبوبة إلى اليوم التالي حتى الساعة الثانية والنصف ظهرًا، وكانت تدخل عليه بين الحين والآخر وتلاحظ أنه يتنفس عاديًا فتتركه نائمًا.

 

 اتصل أحد أصدقاء الشيخ تليفونيًا بالمنزل وسمع بالواقعة، وأحضر معه الأطباء، تم نقل الشيخ إلى المستشفى بالإسكندرية وهو في غيبوبة تامة، ظل بها أيامًا عدة إلى أن توفى في صباح يوم الثلاثاء 26 ديسمبر 1978، وأقيمت له جنازة رسمية يوم الخميس 28 ديسمبر 1978، ودفن في مسجده الملحق بداره في قرية ميت غزال بالسنطة بمحافظة الغربية.

 

 للمزيد من الأخبار طالع  alwafd news