رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المسرح ينتصر على كأس العالم فى أيام قرطاج المسرحية

بوابة الوفد الإلكترونية

 

يواصل مهرجان أيام قرطاج المسرحية فعاليات دورته الـ23، التى انطلقت يوم السبت الماضى، حيث يشهد المهرجان إقبال عدد كبير من الجمهور التونسى والعربى، والأفريقى الذى جاء من كل الدول للمشاركة فى تلك الفعالية التى تعد الأكبر فى أفريقيا، وعلى الرغم من إقامة المهرجان بالتوازى مع كأس العالم إلا ان جمهور المهرجان لم يتأثر بوجود مباريات فى نفس توقيت عرض المسرحيات، خاصة بعد خروج المنتخب التونسى من الأدوار الأولى ويشهد إقبالاً جماهيرياً كبيراً، خاصة أن سعر تذاكر المهرجان فى متناول الجميع.

ومن أهم ما يميز المهرجان هذا العام هو التنوع فى الفعاليات والعروض المشاركة سواء على مستوى الندوات أو المسابقات، من أهم الفعاليات على سبيل المثال التى يحرص المهرجان على إقامتها كل عام، مسابقة «مسرح الحرية»، أو مسرح السجون، من منطلق قناعتها بدور المسرح فى التأهيل وإعادة الإدماج النفسى والاجتماعى تحتضن تلك الدورة إنتاجات مسرحية للمؤسسات السجون والإصلاحية بالشراكة مع الهيئة العامة للسجون والإصلاح، ويبلغ عدد العروض المشاركة فى هذا القسم 12 عرضاً مسرحياً وهى: سجن المرناقية (مسرحية «ستار العيوب») وسجن برج العامرى (مسرحية «حكمة مجنون») وسجن المرناقية (مسرحية «XY») وسجن قبلى (مسرحية «خضرا») وسجن صفاقس (مسرحية «علاش هكة»)، وسجن برج الرومى «مسرحية «انهيار» وسجن مرناق «مسرحية «غالية»، وسجن الهوارب مسرحية «ترهويجة» وسجن سوسة بالمسعدين مسرحية «بالسلامة» وسجن قفصة مسرحية «أون بان» وسجن المهدية مسرحية «هذا بختى» ومركز إصلاح الأطفال بسيدى الهانى مسرحية «انفصام».

ومن الفعاليات المنتظرة التى بها اهتمام كبير من قبل المتواجدين بالمهرجان هى ندوة «موليار فى مرآة المسرح العربى والأفريقى» نظراً إلى اقترانها باكتمال أربعة قرون على ميلاد الشاعر والكاتب المسرحى الخالد موليير.

وتبرز هذه الندوة «دخول العرب عالم الفن الرابع عن طريق ترجمة وعرض أعمال هذا الفنان الفذ التى كانت أيضاً منصة اعتلاها المسرح الإغريقى الفرانكوفونى من أجل أهداف تعليمية ولطرح إشكاليات خصوصية الأعمال الإبداعية الدرامية فى القارة السمراء». 

وفى محاولة جادة من قبل إدارة المهرجان فى البحث عن طرق جديدة للإنتاج والترويج للعروض المسرحية أقيمت ضمن الفعاليات ندوة دولية بعنوان: «آفاق الإنتاج والترويج العربى والأفريقى» تحت إشراف الدكتور محمد مسعود إدريس.

وتناولت تلك الندوة مسارات الإنتاج والتوزيع المسرحى بالبلدان العربية والأفريقية، فى محاولة للتباحث حول سبل دعمها وتطويرها بما من شأنه أن يؤسس لصناعة إبداعية لهذا القطاع ترتكز أساساً على هيكلة تعتمد على مقاربة اقتصادية تتماشى وخصوصيات كل بلد فى المنطقة.

خاصة أنه قد شهدت العديد من البلدان العربية والأفريقية بعض المحاولات لخلق استقلالية فنية واقتصادية على مستوى الهياكل المسرحية، إلا أنها اقتصرت على مبادرات فردية ليس من شأنها إحداث تغيير شامل وجذرى، فى ظل تفرد الهياكل الرسمية فى أغلب الدول بدعم النشاط المسرحى إنتاجاً وتوزيعاً بما من شأنه أن يحول دون نشأة سوق محلية تدفع بالأعمال الفنية نحو الإشعاع العالمى بسبب غياب مسالك التوزيع العربية والأفريقية وهياكل لدعم الإنتاج والترويج.

وشارك فى تلك الندوة عدد من المختصين والمهنيين من منتجين ومشرفين على مؤسسات مانحة للمساعدة على الإنتاج والممولة للمشاريع الثقافية، وكذلك مديرو الفرق والمهرجانات.

تميزت تلك الدورة أيضاً بوجود عروض موسيقية حية فى شارع الحبيب بورقيبة، من تونس، السنغال، حيث يقام بشكل يومى كرنفال موسيقى وسط الشارع فى جزء مخصص للجمهور، تتعالى خلاله صوت الموسيقى والغناء، مما يجعل حالة من البهجة داخل الشوارع المحيطة التى تستمتع بالطاقة الناتجة عن تلك الحالة.

ولأنه لا يوجد شىء متكامل فى الحياة، فقد شهدت فعاليات الدورة بعض الأمور التى حاولت تعكير صفو تلك الفعالية، والتى منها اتهام إدارة المهرجان برفض مشاركة مسرحية «كاليجولا 2»

إنتاج المسرح الوطنى، للمخرج فاضل الجزيرى، بالتزامن مع افتتاح الفعاليات وهو الأمر الذى نفته مدبرة المهرجان نصاف بن حفصية، وأوضحت قائلة: أن المسرح الوطنى لم يرشح عمل فاضل الجزيرى «كاليجولا 2» بل الملف الذى تقدم به تضمن مسرحية «كاليجولا 1» التى تم عرضها فى سبتمبر 2019 والتى افتتحت الدورة 2019 من أيام قرطاج المسرحية، الشيء الذى لا يتناسب مع شروط الترشح التى تنص على أن تكون الأعمال المترشحة من إنتاج السنة الحالية 2022.

وقالت: «لجنة اختيار الأعمال انتهت من اختيار الملفات المترشحة وقدمت تقريرها فى شهر أكتوبر الماضى، لتتلقى بعدها اتصالاً من طرف المسرح الوطنى لإعلامها بأن هناك ملفاً آخر بصدد التحضير ويتضمن مسرحية «كاليجولا 2»، لكن اللجنة التزمت بالقانون ولم تقبل ملف الترشّح اعتبارا لختم الأعمال».

كما هاجم المخرج المسرحى التونسى الكبير توفيق الجبالى أيضاً إدارة المهرجان لعدم مشاركة عرضه المسرحى «على هواك» ضمن فعاليات المهرجان، وكتب عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك قائلاً: «نبلغ أصدقاءنا الذين يتساءلون عن سبب عدم برمجة عملنا الأخير على «هواك» فى فعاليات أيام قرطاج المسرحية أن اللجنة الفنية القائمة على شئوننا أبلغتنا قرارها بعدم برمجة «على هواك» لخلو ملف ترشحنا لشريط مصور للعمل !!!، وإن كنا نفخر بهذا القرار الحكيم السامى، إلا أن فخرنا كان سيتقد أكثر ويورق ويزهر لو كان وراء هذا القرار الادارى موقف نقدى/ جمالى من هذا العمل أو لا قدر الله / الشر بعيد، وحى يوحى من المسؤولين الأول عن حوكمة الشأن الثقافى الذين من بين جلالتهم من حضروا العمل فى افتتاح مهرجان الحمامات جويلية 2022، وانسحبوا بمجرد النهاية دون تحية فريق العمل مثلما يقتضيه البروتوكول الجارى به العمل من الأسلاف.

وأضاف الجبالى قائلاً: «إن إمعان أولى الألباب فى ازدراء منجزنا منذ عقود وتحفزهم للبحث عن مسوغات وهمية/ بارانوية لتصنيفنا إدارياً وعجزهم عن تمثل ماهية الفن عموما والمسرح خصوصاً وقطيعته الأنطولوجية مع الواقع كشرط من شروط تعريفه يزيدنا اعتزازاً باغترابنا الاختيارى عن عوالهم الادارية/ الجامدة وبطول المسافات الفاصلة بين ممارساتنا الجمالية وبيروقراطيتهم وحقولها الدلالية القاحلة… آخر أمنياتنا بهذه المناسبة السعيدة …أن يظل سوء التفاهم بيننا وبينهم الى آخر رمق …فى الأبد. محبتى».

وبرغم كل ما يحدث، فإنه لا صوت يعلو فوق صوت المسرح، وتشهد العروض المشاركة والفعاليات الكثير من الحرية فى التعبير عن قضاياهم ومشاكلهم.