رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحمد عبد النعيم.. فنان ساخر يحلم بالعالمية ودخول "جينيس" (حوار)

الكاتب الساخر احمد
الكاتب الساخر احمد عبد النعيم اثناء ورش عمل رسم للأطفال

يحتفي العالم بفاعليات الدورة الـ27، لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة، بشأن المناخ COP27 بشرم الشيخ، والتي قد انطلقت، الأحد الماضي، بمشاركة واسعة من جانب وفود أكثر من 190 دولة، وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بشئون البيئة والمناخ.

 

وقرر الكاتب الساخر الفنان أحمد عبد النعيم رسام الكاريكاتير، خوض تجربة لرسم أكبر جدارية في العالم، بطول 30 مترا، تحطم الأرقام القياسية لموسوعة "جينيس"، بمشاركة حوالي 50 طفلا، كرسالة من أطفال مصر لقمة المناخ، غداً الأحد، الموافق 13 من نوفمبر الجاري، وذلك الساعة الحادية عشر صباحاً، بالحديقة الثقافية بالسيدة زينب بالقاهرة، برعاية المركز القومي لثقافة الطفل. 

 


والفنان الكاتب "أحمد عبد النعيم" مواليد حي شبرا بالقاهرة عام 1966، حصل على بكالوريوس التجارة من جامعة عين شمس 1988، وعمل رساماً كاريكاتيرياً ورسام ومصمم كتب أطفال ورسام قصص مصورة للأطفال.


ألّف العديد من الكتب للكبار؛ منهم حكايات فى الفكاهة والكاريكاتير، وكاريكاتير الغلابة، ومجلة الكشكول (حكايات من دفتر احوال مصر)، بالإضافة إلى بعض المؤلفات للصغار منهم فى حب الكاريكاتير، السمكة الذكية ، بندق وفلفل، أحلام فرفور، النملة الحكيمة، حيلة دبدوب، سلسلة إقرأ.. أرسم.. لون (20 قصة)، لون الحيوانات الشقية، سلسلة فنان المستقبل (5 كتب)، وقدّم عدداً من البرامج التلفزيونية.
وتنفرد بوابة "الوفد" الإلكترونية، بأول حوار قبل بدء فعاليات أكبر لوحة بالعالم..


كيف بدأت في الرسم ؟ 
كان والدي يعمل محاسباً، يهوي الرسم منذ صغره، فكنت معتادا أن أرى والدى يرسم دائما في إجازته الإسبوعية، وحينها عرفت أن القلم ليس للكتابة فقط، بل يمكن تجسيد الأشخاص والبيئة حوله بواسطته. 
فكان وهج البداية في سن العاشرة، فكنت اتأمل تجمع الناس والكارنفالات التي كانت تقام أمام المدرسة بحي شبرا، أحببت حينها فكرة الصورة المتحركة التي كانت تحرك بوجداني شئ غريب عندما أراها لا أعرف مصدره، إلى أن حدث الشئ الذي غيّر موازين حياتي، عندما أتت مُعلمتي بالمدرسة بلوحة فنية مرسومة لجندي مصري مكتوب عليها "من أجل بلادي" ووضعت اللوحة فوق "السبورة" داخل الفصل، حينها شعرت بأن اللوحة عالم آخر، كل خط فيها يجذبني إليه ويجذب كل انتباهي ووجداني، وعندما رجعت إلي منزلي حينئذٍ بدأت أحاول في تقليدها بخطوط بسيطة على "درفة الدولاب"، ولا أعرف حتى الآن لماذا رسمتها ولماذا إخترت ذلك المكان بالأخص، كل ماأعرفه إني كنت شغوف جدا بما داخلها.

 


منذ متى بدأت في الفن التشكيلي، وبالأخص فن الرسم الساخر "الكاريكاتير"؟
بدأت فكرة الكاريكاتير، بالتوهج داخلي عندما شرعت بالمرحلة الثانوية، مرحلة الثانوية التي تحمل في طياتها التمرد علي كل شئ والإستقلال، حينها فكرت بدمج هوايتي مع الرأي المتمرد، دون أن أعرف مانتيجة ذلك العمل، حتي إكتشف إنه يمكنه تحقيق المعادلة الصعبة!. 
وشاءت الظروف، أن أشترك بمسابقة "حاول تبتسم" التي كان يقيمها الفنان مصطفي حسين بجريدة أخبار اليوم، وعرضت فني ولاقي قبولاً كبيراً بين الناشرين، ونُشر لي اول عمل بالجريدة، وكانت فرحتي عارمة ليس لها مثيل، ومنذ ذلك الوقت أحببت ذلك النوع من الفن.

 


من أين تأتي أفكار رسوماتك؟
الفكرة هي وليدة الموقف، فلا أرتب لفكرة أي لوحة أقوم برسمها، وجهة نظري أن ارتباط الإنسان في الحياة ومع الناس بيولد الكثير من الأفكار لدي.
فدائما خفة دم الشعب المصري وتعليقاتهم المرحة علي كل لوحة أشاركها علي موقع التواصل الإجتماعي، يخلق نوعاً خاصاً من الإبداع، أخرجه للنور من خلال لوحاتي.

 

كيف تولدت فكرة الجدارية؟
تولدت فكرة الجدارية عندما لقي مؤتمر قمة المناخ، الذي أقيم بشرم الشيخ الفترة الماضية، نجاحاً ساحقاً على مستوى العالم، ففكرت ببعث رسالة مرسومة وليست مكتوبة من أطفال مصر إلى قادة العالم بقمة المناخ. 
حيث تتكون تلك الجدارية من عدة رسائل مجمعة في جدارية طولها 30 مترا، تحطم موسوعة "جينيس" العالمية في الجداريات، وبالفعل تم عرض الفكرة على المركز القومي لثقافة الطفل، وتبني المركز الفكرة وتم توفير جميع الإمكانيات.

 

 

هل هذه أول جدارية تقوم بها؟
هذه الجدارية تمثل لي تجربة جديدة جيدة وفريدة، فتلك أول جدارية أعمل بها بهذه المساحة، فكل أعمالي لم تتجاوز حاجز 120سم، بالاضافة الي أن هذه اول جدارية لي تكون بمشاركة عدد من الأطفال.

 


هل هذا أول تعامل مع الأطفال في أعمالك؟
أرتبط كثيراً بأي حدث متعلق بالطفل وأحب أن أكون جزء من وجدان الأطفال، وشاركت الأطفال في الكثير من أعمالي، فتعاملت بإسلوب غير مباشر مع الأطفال عندما ألّفت حوالي 250 كتاب او قصص أطفال في مجلات الوطن العربي، وتعاملت أيضاً بإسلوب مباشر عندما نظمت ورش عمل للرسم للأطفال، ومدرسة للرسم تسمي "مصر ترسم" تتبني الأطفال الموهوبين من سن 7 سنوات حتي 18 سنة. 
فتنمية مهارات الطفل منذ الصغر قضية بالغة الاهمية، لأن الطفل المصري خارق الذكاء، قادر علي الابداع والتأثير في كل المحافل الدولية.

 


ما هي أهم الأعمال بالنسبة للمكفوفين؟
خُضت تجربة عمل فريدة للأطفال المكفوفين، وذلك من خلال تأليف كتب مكتوبة ومرسومة بطريقة "برايل"، يستخدم فيها الطفل جميع حواسه.
وبالفعل تبنت دار نشر خاصة الفكرة، ولكن لم تلق الفكرة إقبالاً كثيفاً، وذلك لقلة الإمكانيات.

 

 

كم يستغرق وقت العمل في الجدارية الواحدة؟
كل جدارية يختلف وقتها بإختلاف مساحة الجدارية وعدد المشاركين بها، وأأمل أن تكون الجدارية التي ستبدأ فعلياتها غداً الأحد، يتم إنجازها علي مدار الأسبوع، لضمان تواجد أكبر عدد من المشاركين والأطفال، فجودة هذا العمل ونجاحه، سيشجعني على عمل أكثر من جدارية في المستقبل.

 

 

من أكثر فنان تشكيلي تأثرت به؟
تأثرت بأكثر من فنان مصري، فكنت قريباً جداً من الفنان "زهدي العدوي"، الذي يعد من أهم رسامين الجيل الأول من رسامي الكاريكاتير، وارتبطت بيه إرتباطاً فنياً وكان قدوة حسنة لي. 
وارتبطُ فنياً أيضا بالفنان الكاريكاتيري "مصطفى حسين"، فتأثرت بيه فنياً وعلي المستوي الإنساني والحياتي، فهو كان فناناً عبقرياً. 
ولكن علي المستوي التشكيلي، فأنا أملك ثراءاً بصرياً، فأذهب بشكل يومي لمعارض اللوحات "الجاليريهات" حتى وقتنا هذا، لكي أشبع حسي الفني، واتعلم من الأساليب المختلفة والمدارس المتنوعة.

 

هل شاركت مشاركة دولية من قبل؟
المشاركة الدولية الآن أسهل بكثير من المشاركة الدولية في الماضي، نظراً للتطور التكنولوجي وتوافر وسائل التواصل الإجتماعي. 
فشاركت في أكثر من مسابقة دولية بأمريكا وألمانيا وتركيا وفرنسا، وفي أكثر من مكان بالوطن العربي، فياريت في معرض أبو ظبي للكتاب في أكثر من دورة، بأكثر من فاعلية سواء كانت من خلال اللوحات أو إلقاء محاضرات في فن الرسم أو ورش العمل للأطفال. 

 


كلمة أخيرة ونصيحة توجهها في نهاية الحديث..
ثقافة الرسم أطلق عليها ثقافة الوجدان، فكل إنسان بداخله فنان، فأنا أقتنع بمقولة "إن لم تستطع أن تصنع فناً، تستطيع أن تتذوقه، فكل عين تذهب ناحية الجمال وليس القبح". 
انتشار ثقافة الجمال في الوجدان منذ الصغر أمر بالغ الأهمية، لأن كل طفل يولد، يمتلك الاستعداد الكامل لممارسة الهوايات والفنون، فمن المهم إدراك موهبة الطفل وتنميتها لزيادة نسبة الموهبة لديه. 
فكل طفل عنده موهبة، لا يستطيع أحد أن يحول أفكاره إلى أفكار متطرفة هدامة، لأن وجدانه وجدان حي لابد أن ينشأ بطريقة صحيحة منذ البداية.