بطل العالم في رفع الأثقال للمكفوفين يحلم بلقاء الرئيس وراعيًا رسميًا.. شاهد

ليس كل كفيف لا يري.. فالكفيف الحقيقي هو كل من لايملك حلم يسعى لتحقيقه، فهناك أشخاص حٌرموا من نعمة البصر ونور العين، لكنهم لم يحُرموا من علو البصيرة، ونور القلب، وذكاء العقل، فكثيراً ماينجب العالم اشخاصاً من أصحاب الهمم، ولكن يعتبروا هم أكثر فئة تأثيراً بالمجتمع بل العالم أجمع.

اقرأ أيضًا: بطلة من ذوي الهمم تدعو "السيسي" لحضور زفافها.. والرئيس يقدم لها هدية

 

 

"مصطفي صبحي رميح" يبلغ من زهرة شبابه السادس والعشرين، يقطن بقرية "المنشية الإبراهيمية" التابعة لمركز دمنهور بمحافظة البحيرة، كان بصيرًا في بداية حياته، ولكن بدأ نور بصره بالتلاشي تدريجياً بسبب انفجار في خلايا العين، حتى أصبح مشهد الظلام الحالك هو الدائم أمام عينيه.

لم ييأس "مصطفي" ولم يستسلم للوضع الجديد، فدائماً ماتولد الإنجازات من رحم المعاناه، فهو إستطاع أن يقهر الصعاب والمواصلة في إكمال دراسته حتي بلغ المرحلة الجامعية، وإلتحق بكلية الاداب بجامعة دمنهور، وبالرغم من صعوبة التعلم بالطريقة الجديدة الطارئة عليه، طريقة "برايل"، إلا إنه تفوق في دراسته إلي أن تخرج عام 2022.

اتخذ من قوة عضلاته نورًا يتكئ عليه، وقرر البدء في هواية رياضية جديدة، رأي بريقها بنور بصيرته وهي رياضة "رفع الأثقال"، وبالرغم من إنها إحدى ألعاب القوى الصعبة، إلا إنه أصبح بواسطتها بطلاً على مستوى العالم.

بدأ رحلته في عالم الرياضة عام 2019، عندما أُنيرت بصيرته، بفريق كرة الجرس بالبحيرة حتي حقق إنتصارات محلية كبيرة، ثم اكتشفه الجهاز الفني لمنتخب مصر لرياضات المكفوفين، برع في رفع الأثقال وتألق في اول مشاركة ببطولة جمهورية وحصد فيها علي ميدالية، ثم واصل إبداعه حتي حقق المركز الثاني علي مستوي افريقيا بفريق منتخب مصر، ثم اختتم انجازاته بهذا العام وحصل علي المركز الثالث عالمياً.

لن تتوقف إنجازات "مصطفي"، بل واصل في تمريناته وتدريباته بكل جهد وحماس، حتي شارك ببطولة عالمية أقيمت بجورجيا وحصل فيها على المركز الثاني على مستوى العالم عام 2021.

أما في عام 2022؛ ضاعف مجهوده حتي يمكنه المشاركة ببطولة جديدة تُضاف لقائمة إنجازاته، حتي شارك بها في الفترة من 1 اكتوبر حتي 8 اكتوبر، وكلل مجهوده بالنجاح وتوِّج فيها بالمركز

الأول علي مستوي العالم في رفع الاثقال للمكفوفين.

وأثناء حوار جريدة الوفد؛ أكد "مصطفي" أن الرياضة على وجه العموم تُنمي العقل وتزود نشاط الجسم، وتجعل الأفراد الأصحاء او ذوي الهمم أكثر اندماجاً قي المجتمع، كما استفاد من رفع الأثقال في زيادة دائرة معارفه وسفره للكثير من البلاد التي لا تُهمش أصحاب القدرات الخاصة بل تدعمهم في أي نوع من الرياضات.

 

كما يتوجه بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية على اهتمامه بذوي القدرات الخاصة، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة علي تكريمه له، وأيضًا يتوجه بالمزيد من الشكر لكل من دعمه حتى حقق بطولاته، ويخص بالشكر والده ووالدته وأسرته والجهاز الفني لمنتخب مصر في رفع الأثقال وكل شخص قدم له يد العون والدعم، فلولاهم لما كان توصل إلي هذه الإنجازات، ويعدهم بأن يستمر علي وتيرة المركز الاول، و ألا يخذلهم في ثقتهم العالية به وبقدراته.

 

وذَكر "مصطفي" أن العقبة الوحيدة التي يواجهها في رفع الأثقال هي التكلفة العالية، بالإضافة إلى احتياجه لمكملات غذائية وفيتامينات بشكل دائم حتى يتمكن من المحافظة على مستواه الرياضي، بالإضافة إلى احتياجه لراعٍ رسمي له سواء أندية رياضية أو رجال أعمال.

 

وفي ختام الحوار؛ تمنى تكريمه من الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما تمنى ضم لعبة رفع الأثقال للمكفوفين بأندية الشركات الكبري، والمشاركة في الأوليمبيات، ويحصل بها على المركز الأول، كما يحلم بنشر رياضة رفع الأثقال عالميًا.