رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نميرة نجم تشرح سيناريو يوم القيامة المناخى

جانب من مؤتمر السفيرة
جانب من مؤتمر السفيرة نميرة نجم

قالت السفيرة الدكتورة نميرة نجم مدير مرصد الهجرة الإفريقي، إنه في ضوء عدم اتخاذ إجراءات من جانب تنفيذ توصيات مؤتمرات التغيرالمناخى المتتالية، لن يؤدي الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وحده إلى معالجة اختفاء بعض الجزر الصغيرة ، مثل توفالو وتونغا وبابوا نيو  غينيا وسيشيل وبقية الدول الجزرية الصغيرة النامية ، على سبيل المثال لا الحصر. 


وسردت قائلة: " دعونى أعود إلى أصول القانون الدولي وأركان الدولة أعني الشعب والأرض والحكومة ، الآن ستختفي أرض دولة، ومع ذلك لدينا الشعب والحكومة ،كيف يمكننا توصيفهم من الناحية القانونية الآن ، نتيجة لهذه الكارثة ، علينا أن ندرك أنه سيتعين علينا التعامل مع مجموعة جديدة غير مصنقة من المهاجرين ،فهم ليسوا مهاجرين شرعيين وليسوا غير شرعيين ،لن يطلق عليهم لاجئين  إنهم يحملون جوازات سفر دولة بأرض مختفية  فكيف يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهل دعوات هذه الدول لإيجاد علاج لمنع سيناريو يوم القيامة بالنسبة لهم".


جاء ذلك في كلمتها بعنوان أفريقيا وتحدي تغير المناخ  في ختام المؤتمر السنوي الحادي عشر  للجمعية الأفريقية للقانون الدولي بالقاهرة أمس.
  
 وأشارت: " ان تغير المناخ لم يعد سرابًا أو أسطورة ،إنه حقيقي ، إنه يحدث والاقتصادات الأصغر هي الأكثر معاناة.  من الفيضانات إلى الجفاف ، إلى الهجرة الناجمة عن المناخ ، العالم ليس على وشك أزمة ، لكنه يعيشها، فعندما نتحدث عن الالتزامات القانونية ، ونتحدث عن الحقوق ، والمرونة ، والتكيف ، والخسارة والأضرار، لكن ماذا لو حاولنا إعطاء كل هذه بعض المعاني من الناحية القانونية والإنسانية  تمت مناقشة بعضها خلال هذه الاجتماعات ، والبعض الآخر لم تتم مناقشته بعمق".
 
 وأضافت : " ان تأثير آخر لتغير المناخ والافتقار إلى الحد الأدنى من الإجراءات في العلاقات لتقليل النظام البيئي لبحارنا ومحيطاتنا ،لقد شهدنا الأرض تتحرك ، مثل سومطرة بعد تسونامي ،نشهد سواحل مغمورة تحت  البحر ،لترجمة ذلك من الناحية القانونية ، هل أدركنا ، نحن هنا ، المجتمع الدولي ، التغيير الذي قد يحدث في خطوط الأساس ما هي عواقب هذا التغيير على المناطق البحرية وترسيم حدودها التي تخضع بالفعل للعديد من الدعاوى القضائية، هل نعلم  أن قرار محكمة العدل الدوليةالخاص بكينيا والصومال فيما يتعلق بترسيم الحدود قد يؤثر على الساحل الشرقي لأفريقيا بالكامل ،ألن يتسبب ذلك في مزيد من عدم الاستقرار والنزاعات الأمنية في القارة بالطبع ، أفريقيا ليست القارة الوحيدة التي ستواجه مثل هذه المشاكل فيما يتعلق بالحدود، نرى ذلك في كثير من البلدان الأخرى ،هذا مجرد مثال آخر لما كان وما زال يحدثه تغير المناخ في عالمنا". 
 
و أشارت ان الهجرة الداخلية والعابرة للحدود اليوم تتعلق بتغير المناخ ،كما سمعنا أن بعض النزاعات قد نشأت بسبب ذلك ، وعندما نتحدث عن السواحل المتلاشية بسبب ارتفاع مستويات سطح البحر ، هذا يعني أن المجتمعات الساحلية تفقد أراضيها و  تهاجر للأراضي الداخلية ، لم تعد أراضي صالحة للزراعة بسبب الملوحة ، وهذا يعني انتقال المزارعين من هذه الأراضي ، مما يؤدي إلى هجرة ريفية إلى حضرية .
 
ونوهت نجم أن اقتصادات البلدان النامية تعاني بالفعل بعد كوفيد 19 ، ولا عصا سحرية لزيادة الاستثمار الأجنبي المباشر ، ومن هنا تأتي الزيادة في الهجرة الدولية غير الشرعية ، نقول إنها هجرة اقتصادية لكننا لا نحلل لماذا؟  هذا لأننا نفتقر إلى البيانات الموثوقة التي تصدر من القارة لتقديم إرشادات سياسية يمكن ترجمتها إلى التزامات قانونية ، نقول فقط إننا ما زلنا نفتقر إلى التنمية ،ومع ذلك ، فإن تطوير الأراضي التي ضربتها الأعاصير  ، أو  زراعة المحاصيل في الأراضي التي أصابها الجفاف ليست بالمهمة السهلة ،وهي تكلف أكثر مما تستطيع الاقتصادات الهشة أن تتحمله.
 واستكملت: "لن اتطرق الى الأزمات الاجتماعية التي تنشأ من وجود صراعات ثقافية داخل إقليم دولة واحدة ، ولن اذكر بالاستخدام غير المستدام لمواردنا الطبيعية أو التهديدات الأمنية التي نواجهها باستمرار بسبب الفقر

وانعدام الحكم الرشيد ولكن حتى لو لم تكن لدينا هذه العوامل والتهديدات الإضافية ، فلا يمكننا فعل ذلك بمفردنا في إفريقيا".
 والآن في هذه الصورة هل تروننا ، نحن الأفارقة الذي نحاول العبور في قوارب غير آمنة إلى أجزاء أخرى من العالم وأثناء قيامنا بذلك نواجه الموت وسوء المعاملة والمعاناة مع عدم تحمل أي شخص مسؤولية كيف ولماذا انتهى بنا المطاف في  هذه المواقف أو محاولة إيجاد علاج لمواقفنا. 
 
وأكدت السفيرة انها تعلم انها رسمت صورة قاتمة للغاية، قائلة : " ولكن الآن يمكنني أن أعطيكم لمحة من الأمل ، فقد أظهر لنا هذا المؤتمر العلاقة بين تغير المناخ والتجارة وحقوق الإنسان والاستثمارات والتنمية المستدامة والحوكمة المؤسسية.  وبما أنني أتيت من إحدى هذه المؤسسات ، أود أن أؤكد لكم أننا ، في الاتحاد الأفريقي وداخل دولنا الأعضاء ، ندرك المشاكل التي اثرتموها ونحاول إيجاد حلول في حدود قدرتنا ، فلدينا نظام إنذار مبكر وقدرة إفريقية بشأن المخاطر من أجل التخطيط بشكل أفضل والاستعداد والاستجابة لظواهر الطقس المتطرفة والكوارث الطبيعية ، وأنشأنا 3 مراكز للهجرة للتعامل مع جميع أنواع الهجرة بما في ذلك الهجرة الناجمة عن المناخ ونحن نعمل في المرصد الافريقي للهجرة مع الأمم المتحدة والبنك الدولي والمنظمة الدولية للهجرة وشركاء آخرين تحت مظلة مبادرة التنقل المناخي لضمان تعزيز قدرتنا في القارة على توليد بيانات موثوقة لاتخاذ قرارات قائمة على المعرفة لإيجاد حلول لأزمة المناخ".  
و قالت: " من أجلنا كأفارقة ، بينما اجتمعنا هنا في القاهرة وقبل مؤتمر CO27 في مصر بشرم الشيخ في أقل من 10 أيام ، يسعدني جدًا أننا أجرينا مناقشات مثمرة حول التغيير المناخي وتأثيراتها مع العديد من التوصيات من اللجان التي يمكن أن تكون مفيدة لقادتنا أثناء التفاوض على الحلول لقارتنا، وعندما أشير إلى الحلول هنا ، أعني الحلول المستدامة للتعامل مع الأزمة القانونية والإنسانية التي نواجهها بسبب تغير المناخ قبل أن تخرج عن نطاق السيطرة".
  كما ذكرت خلال هذا المؤتمر ، يجب أن نعد هيكلًا جديدًا لحكوماتنا للوصول إلى 0٪ انبعاثات أثناء التحضير للثورة الصناعية الجديدة،  وأجرؤ على القول ، إنها بدأت بالفعل وأتمنى ألا نتأخر عن العمل على استراتيجياتنا ليس فقط للتعامل مع المسائل المناخية ولكن أيضًا لمعالجة الآثار المتعلقة بحياة البشر وسبل العيش والهجرة. 
 
وشددت السفيرة في نهاية كلمتها ان  COP27 سيرسل رسالة قوية للتأكد من أن المجتمع الدولي سينفذ التزاماته تجاه شعوب العالم ،هذا لضمان أنه لا يزال بإمكاننا عقد الاجتماع السنوي القادم لـ AFSIL في المدن الساحلية داكار أو سيشيل أو موريشيوس أو كابو فيردي.