رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محمد محسن : «القلعة للموسيقى والغناء» مشروع حضارى ووطنى.. وجمهوره يعبر عن ثقافتى

الفنان الشاب محمد
الفنان الشاب محمد محسن

التجريف الثقافى وغياب التوعية الموسيقية أخطر ما يواجه الأغنية العربية..وحفظ «القرآن الكريم» ضرورى للفنان

 

بأسلوبه الفريد, وطبقات صوته الرصينة التى تحمل عبق التراث, متأثراً بالمدرسة الكلاسيكية فى الغناء, تمكن الفنان الشاب محمد محسن من كسب قاعدة جماهيرية عريضة تتابع جديده الفنى.

 

أدرك مبكراً أن الأصعب هو الأجمل, والاختلاف سر التميز, فقد سلك طريقاً صعباً فى عالم الأغنية, فهو يختار من الكلمات التى تتوحد مع أفكاره واللحن الذى يلامس مشاعره, حتى جعل من الأغنية الملتزمة والجادة بصمة يوقع بها أينما حلَ وارتحل.

 

اقتحامه مشروع «إحياء التراث» لم يأت من باب المصادفة, ولا رغبة فى الظهور أو الانتشار, فهو يراه مسئولية كبيرة تقع على عاتقه فى تعريف الجيل الجديد من الشباب بالرموز الفنية الكبيرة مع تقديم معالجة بسيطة تتناسب مع أذواقهم.

 

يرى محسن أن السوشيال ميديا سيطرت على سوق الموسيقى وتقييم الفنان الآن وفرص ظهوره مرتبطة بعدد متابعيه على مواقع التواصل الاجتماعى بغض النظر عن الفن الذى يقدمه، لافتاً إلى أنه لا يشغله «التريند» ولا يبحث عن الكلمات السهلة وإنما تلك التى تحمل عمق وتحمل رسالة وتحكى حالة معينة.

 

للعام التاسع على التوالى، يشارك «محسن» فى مهرجان القلعة الدولى للموسيقى والغناء، الذى يرى نفسه ينتمى لجمهور القلعة الذى يعبر عن همومه وأفكاره، فيشعر بالدفء على مسرح القلعة، ويستلهم من التاريخ والحضارة التى تحيط بالمسرح أغانيه التى تجمع بين الحداثة والتراث.

 

إحياء التراث مسئولية كبيرة.. وهذه طموحاتى لنقيب الموسيقيين الجديد

 

 التقينا بالفنان محمد محسن قبيل حفلته بأيام، يطالعنا على مشاريعه الغنائية الجديدة، وسر شغفه بالكلمة الملتزمة، وغردنا معه عن حال الأغنية الكلاسيكية وسط الموجات الغنائية الجديدة.. وإلى نص الحوار:

محمد محسن :  «القلعة للموسيقى والغناء» مشروع حضارى ووطنى.. وجمهوره يعبر عن ثقافتى

● بداية.. بعدما احتلت حفلات مهرجان القلعة فى دورته الثلاثين «التريند».. هل أصبح المهرجان منارة ثقافية تحارب الموجات الغنائية المتتابعة؟

- مهرجان القلعة نجح على مدار ثلاثين عاماً، أن يصنع لنفسه هوية خاصة به تفرده عن سائر المهرجانات الأخرى، فهو مشروع حضارى ووطنى، يمنح الجمهور فرصة الاستماع إلى أنماط موسيقية مختلفة، مقابل مبلغ مادى زهيد، إلى جانب أن المهرجان ولأول مرة يتم بثه مباشرة على فضائية الحياة، وهو المطلب الذى نادينا به مراراً. أتمنى أن يحافظ المهرجان على هويته المصرية ورسالته، وأتمنى أن يُقام المهرجان 10 مرات فى العام الواحد فى المحافظات والأقاليم لتحقيق مبدأ العدالة الثقافية.

 

● تقف على مسرح المحكى للعام التاسع على التوالى.. كيف ترى تجاوب وتفاعل الجمهور معك فى كل حفلة؟

- تربطنى علاقة قوية بجمهور القلعة، حيث أشعر كأننى أغنى وسط أهلى وناسى، فهذه الطبقة البسيطة تشبهنى، وفخور أننى أصبحت جزءاً من هذا الكيان الكبير الذى أعتز به، فهو المهرجان الذى أنتظره بشغف من العام للعام، لإيمانى برسالته الهامة والسامية والدور الفعَال الذى يقوم به.

 

لست ضد نوع موسيقى معين.. والأغنية الكلاسيكية مازالت محتفظة بحضورها

 

● إعادة إحياء التراث مشروع مكرر وهناك كيانات قائمة عليه بالفعل ودار الأوبرا المصرية خير مثال.. فما الذى يميز محمد محسن عن غيره فى هذا الطرح؟

- إحياء التراث هو مشروع قائم بالفعل، ودار الأوبرا المصرية واحدة من الكيانات التى تهتم بهذا المشروع بشكل كبير، لكنها تلتزم بطرح ونقل التراث فى صورته التقليدية، لكن ما أقوم به هو معالجة هذا النمط بطريقة تشبهنى وتتواءم مع أفكارى دون الإخلال بأصالة الأغنية حتى يتناسب مع أذواق الجيل الحالى.

 

● ولماذا اخترت هذا المسار تحديداً؟

- إحياء التراث مسئولية كبيرة تقع على عاتق كل فنان يريد أن يرتقى بفنه، لتعريف الأجيال الجديدة برموزنا الفنية الكبيرة، كنت أتعجب كثيراً عندما أعلم أن هناك أجيالاً لا تعرف الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب، وسيد درويش وغيره من المطربين الكبار، لهذا قررت أن أعيد إحياء الأغانى التراثية بأسلوب معاصر، حتى لا يحدث نوع من التجريف الثقافى بسبب الفجوة الكبيرة بين الجيل الحالى والقديم، إلى جانب أننى من عشاق المدرسة الكلاسيكية وتربيت على هؤلاء الأصوات الكبيرة التى شكلت ثقافتى الفنية.

● هل توجد أحلام مؤجلة لمحمد محسن؟

- أحلامى تختصر فى مشاريعى الغنائية، أريد أن أقدم لون موسيقى يشبهنى ويحقق ردود فعل طيبة لدى الجمهور، ولدى حلم آخر وهو الغناء بأكثر من لهجة، والانفتاح على مدارس تراثية عربية، فقد سبق وغنيت بالتونسى والمغربى.

 

● ولكن البعض يرى أن غناء الفنان لأكثر من لهجة يعتبر تشتيتاً؟

- هو ليس تشتيتاً وإنما هو إبداع، الاطلاع على ثقافات موسيقية مختلفة يساعد الفنان على تحديد مساره وتمنحه الخبرة الكافية فى اختيار أعماله الغنائية، الفن لغة عالمية ولا تقف اللغة كحاجز فى العالم العربى، ولا أرى حرجاً فى الغناء بغير اللهجة الأصلية إذا كان المطرب يجيد هذه اللهجة وسيضيف وتضيف له. وأرى نفسى كثيراً فى هذه المنطقة لأننى تعلمت قراءة القرآن الكريم بالقراءات السبع، وهذا ما أثر

بالايجاب على مخارج الحروف لدىّ، سر نجاح أم كلثوم حفظها للقرآن الكريم، وقد تكفل القرآن بتهذيب صوتها ونطقها ولفظها وتلفظها ومخارجها.

محمد محسن :  «القلعة للموسيقى والغناء» مشروع حضارى ووطنى.. وجمهوره يعبر عن ثقافتى

● برأيك: هل ما زالت الأغنية العربية الكلاسيكية محتفظة بحضورها فى عصر السوشيال ميديا؟

- بالتأكيد، الأغنية الكلاسيكية ما زالت مطلوبة، فهى أساسيات الفن، فهناك أغان قديمة لكوكب الشرق أم كلثوم، يتم الاستعانة ببعض كلمات أغانيها وعمل تعديلات وتنويعات عليها فى تقديم أغان جديدة، التراث عامّة يمثّل تراكمات ثقافية ويسمح لنا بتكوين مخزون سمعى يساعدنا على إنتاج أفكار وأعمال جديدة.

 

● بالعودة لمهرجان القلعة.. وصول حفلاته لـ«التريند» يضع شركات الإنتاج الغنائى فى قفص الاتهام باعتبارها وحدها المُلامة فى فرض لون غنائى واحد دون غيره؟

- المشكلة ليس شركات الإنتاج وحدها، وليست فى المطرب نفسه ولا فى قلة المواهب، والأصوات الجميلة موجودة والموهبة حاضرة، ولكن المشكلة تكمن فى القائمين على الأغنية الذين يحاولون تغيير المطرب شكلاً ومضموناً، وعلى ذكر هذا أنا لست ضد نوع موسيقى بعينه طالما له جمهور وحضور، ولكن ضد أن يتحول الفنان من نسق جمالى إلى مجرد صورة، المشكلة الحقيقية فى التوعية الموسيقية، أن يتم تعريف الجمهور برموزنا الفنية والاهتمام بإذاعة الحفلات الغنائية على الفضائيات.

 

● هل لديك اشتراطات على الأشعار التى تغنيها؟

- ألا تستخف بعقل وأذن المتلقى، وتكون كلماتها قريبة من نبض الناس وواقعهم المعيش، وتتحدث عن أحلامهم ومشاعرهم.

 

● شغفك بالكلمة الجادة ألم يقدك للبحث فى أشعار نزار قبانى وغيره من كبار الشعر والأدب؟

- بالفعل، أحضر لقصيدة جديدة بالفصحى لأحد الشعراء الكبار توزيع وألحان خالد عز، وقريباً سيتم طرحها على اليوتيوب بعد الانتهاء من تسجيلها.

 

● هل «الترند» يصنع النجومية التى يبحث عنها الفنان؟

- أنا كفنان ليس مطلوباً منى طوال الوقت التفكير فى التريند، مهمتى هو تقديم أغان تعبر عن ثقافتى وأفكارى، كما أن التريند زائل وليس دائماً، ونجاحه مؤقت، مهرجان القلعة تريند اليوم بعد غد سيغيب عن المشهد، الأغنية الملتزمة هى التى تبقى وتعيش وتخلد.

 

● شاركت فى بطولة مسرحية «ليلة من ألف ليلة» أمام الفنان الكبير يحيى الفخرانى.. لماذا خطواتك فى مجال التمثيل بطيئة؟

- ليست بطيئة وإنما محسوبة، مسرحية ألف ليلة وليلة استمر عرضها نحو خمسة أعوام وحققت نجاحاً جماهيرياً كبيراً على المسرح القومى، وأنتظر «ورق» يكون على قدر القيمة والنجاح.

 

● تعطى الأولوية بداخلك للمطرب أم الممثل؟

- للمطرب، أعتبر مهنتى الأساسية هى الطرب وليس التمثيل، ومسرحية ألف ليلة وليلة مسرحية غنائية، فلست من المطربين الذين يستغلون شهرتهم واسمهم لخوض مجال التمثيل، فهناك من هو أحق وأجدر منى ينتظر الفرصة للتعبير عن نفسه كفنان.

 

● ما الخطوات التى تتمنى أن يقوم بها نقيب الموسيقيين الجديد؟

- التوعية الموسيقية، نحن أمام جيل لم يتعلم أن يحضر حصة موسيقى ولا يعرف عن التراث شيئاً ولم يسمع أم كلثوم ما تسبب فى حدوث نوع من التجريف الثقافى فى الـ30 أو الـ40 عاماً الماضية، أثر كل ذلك كلياً على أذواق الجمهور، وظهور أنواع جديدة من الفن يحيد عن هوية الفن المصرى، والتوسع فى المهرجانات الغنائية، والاهتمام بإذاعتها على الفضائيات، وإذاعة حفلات الأوبرا التى تمتلك أصواتاً فنية رائعة جديرة بالانتشار والاستماع.