التغييرات المناخية السر في سيول السعودية وجفاف أوروبا

التغييرات المناخية أصبحت هي الشغل الشاغل لجميع  دول العالم، وهناك مخاوف كبيرة مما قد يترتب عليها من أزمات ومشكلات بيئية، مثل جفاف بعض الأنهار والبحيرات في أوربا، والسيول التي تشهدها السعودية.

 

اقرأ أيضًا.. مجالات جائزة مواجهة التغير المناخي بإفريقيا لمستقبل أخضر أفضل

 

وتشهد مصر في نوفمبر  المقبل، في مدينة شرم الشيخ، قمة المناخ، وتعد هذه المرة الأولى التي تجتمع فيها الحكومات، منذ اختتام الدورة 26 لمؤتمر الأطراف في جلاسكو في تشرين نوفمبر الماضي، والتي شهدت الانتهاء بنجاح من التفاصيل التشغيلية لاتفاق باريس لعام 2015، مما يمهد الطريق لتنفيذها.

 

سيول السعودية وجفاف أوروبا:

شهدت صحراء الربع الخالي في السعودية، تقلبات جوية وهطول أمطار غزيرة تصل لحد السيول، وهي واقعة نادرة، وغطت مياه الأمطار صحراء الربع الخالي في المملكة العربية السعودية خلال الأيام القليلة الماضية، وهو ما يحدث  للمرة الأولى، وتم تداول العديد من الفيديوهات التي ظهرت فيها المياه وهي تتدفق في جميع أنحاء صحراء الربع الخالي.

 

وغطت المياه الكثير من الأماكن في رمال الصحراء، وغمرتها على الرغم من أن صحراء الربع الخالي تعتبر من أثر الأماكن التي صنفت على أنها شديدة الجفاف حول العالم، إلا أنها شهدت خلال الساعات الماضية أمطارًا كثيفة وسيولاً، في مشهد غير مألوف عن تلك المنطقة.

 

وعلق الكثير من رواد السوشيال ميديا، على سيول صحراء الربع الخالي، وربطها بحديث النبي الذي يقول :"حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا يعقوب وهو ابن عبد الرحمن القارئ، عن سهيل، عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحداً يقبلها منه وحتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً". 

 

تعتبر صحراء الربع الخالي هي ثاني أكبر صحراء من حيث المساحة، وتمتد بين أربعة دول عربية وهما اليمن والإمارات العربية المتحدة و المملكة العربية السعودية وعمان، ولكن الجزء الأكبر منها في المملكة، وأطلق عليها في القدم اسم واحة بيرين نسبة إلى الواحة التي توجد بها والتي تقع في الجزء الشمالي من الصحراء.

 

وضربت أوربا أسوأ موجة جفاف منذ 500 عام، أدت إلى انخفاض مستوى المياه في البحيرات والأنهار بما يهدد إمدادات مياه الري والشرب والشحن النهري، بالإضافة إلى جفاف الأراضي الزراعية.

 

تواصل فرنسا تسجيل أرقام قياسية على صعيد الجفاف، وأفضى هذا الأمر إلى تضاءل كميات المياه الجارية في

"أنهارها العظيمة"، مثل لوار ودوردون، واختفت المياه كليًا في بعض المناطق مثل البحيرات الإقليمية والخزانات.

 

كما تسبب  الجفاف في انخفاض مستويات أنهار كبرى مثل نهر الراين الشهير إلى مستويات قياسية، لكن الجريان توقف بشكل شبه تام في نهر لوار الذي يمر في الأراضي الفرنسية حصرا.

وأعلن وزير البيئة البرتغالى، إن بلاده تعرضت لأسوأ موجة جفاف هذا القرن، و كان يوليو الأكثر دفئًا منذ عام 1931، وتم قياس 3 ملم من الأمطار على مستوى البلاد، وفقًا لمعهد الأرصاد الجوية IPMA، وكان متوسط درجة الحرارة أعلى بنحو 3 درجات عن المعدل الطبيعي لشهر يوليو.

 

شهدت إيطاليا حالة من الجفاف بسبب تغير المناخ مما أدى إلى جفاف قاحل لنهر "بو" والبحيرات الإيطالية المجاورة؛ إذ انتابت المواطنين حالة من الفزع  بسبب جفاف أهم أنهارها، حيث تراجعت مياهه إلى مستوى منخفض للغاية.

 

وبدأت موجة الحر على الصين منذ يونيو الماضي، واستمرت لتصل إلى ذروتها منذ أيام، ما دفع بالمركز الوطني للأرصاد الجوية في البلاد إلى إصدار تحذير من "الدرجة القصوى" بشأن درجات الحرارة الحارقة، وبحسب المركز الوطني للمناخ في الصين، فإن موجات الحر التي ضربت البلاد منذ 13 يونيو 2022 هي الأقوى منذ عام 1961 عندما بدأت البلاد في الاحتفاظ بسجلات كاملة للأرصاد الجوية.

 

وتعاني بعض المناطق في جميع أنحاء الصين من الجفاف الذي قد يستمر حتى أواخر شهر أغسطس، وهي فترة حرجة لزراعة "حبوب الخريف"، والتي تمثل 75 في المئة من إنتاج الحبوب السنوي للبلاد. كما إن محاصيل أشجار الشاي والحمضيات والمانجو ستكون "هشة" أمام موجات الحر.