عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الاتجاه إلى الأسواق العربية والأفريقية أفضل مسار لمواجهة صدمات الاقتصاد

محمد عسل
محمد عسل

 

 

4 محاور للاستراتيجية تحافظ على ريادة الشركة

 

 

 

من كانت رغبته فى الانطلاق بقوة، لا يمكن أن يرضى لنفسه أبدا بالزحف.. فقيمتك لا تأتى مما تملكه من مال، ولكن تنبع من إنجازات متتالية.. اعلم أنه كلّما كانت إنجازاتك أعظم، وتصب فى مصلحة الآخرين، ازدادت قيمتك وارتفعت، فمهمتك ليست البقاء على قيد الحياة، بل إن تحقق النجاح، فيمكن أن تحول قصتك إلى تجربة نجاح رائعة.. وهكذا محدثى فى قاموسه السعى إلى تحقيق الغاية التى وجدت من أجلها تجعلك على قمة العظماء.

التحديات هى العطايا التى تجبرك على البحث عن مركز ثقل جديد، لا تحاربها، وابحث عن طريقة جديدة للنهوض بعد كل تعثر، وعلى هذا الأساس كانت رحلة الرجل تحديات ومطبات، لكن نجح فى تجاوزها إلى أن استقر على قمة النجاح.

محمد عسل رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة العربية وبولفارا للغزل والنسيج.. فلسفته إذا لم تكن تعرف إلى أين أنت ذاهب فأنت لا تمتلك هدفا، لا يخشى من التجارب مهما كانت محفوفة بالمخاطر، الاجتهاد والإصرار وجهان لعملة واحدة فى قاموسه، البساطة أسلوب حياة، والصدق والأمانة دستور تعاملاته.

بمنطقة ريفية ترسم لوحة فنية رائعة مكوناتها من أشجار مثمرة، ومياه، وأراض زراعية بمساحة واسعة، حيث سور خرسانى يحاط بالنخيل، والنباتات المختلفة، رقعة كبيرة من الأرض الفضاء، عبارة عن مزرعة للخيول، مما يضفى رونقا وبهاء على المكان، مع الألوان المختلفة لهذه الخيول، مزيجا من الورد والياسمين، عند ممرات المدخل الرئيسى، الألوان الهادئة تسود حوائط المكان، مجموعة متنوعة من اللوحات الخاصة بالخيول.. مجسمات نحاسية تحكى تفاصيل حركات الخيل.

أنتيكات، وفازات ملونة أكثر المقتنيات فى الطابق الأول.. على بعد أمتار وبالطابق الثانى حيث غرفة مكتبه، المكدسة بالكتب النادرة، الحوائط التى تحمل قصص التراث، صورة لعضوية مجلس الشعب، ومجموعة من الروايات، وقصص التاريخ، تزين المكتب، سطح مكتبه أكثر تنظيما، يسطر كل حركاته وخططه وأعماله فى قصاصات ورقية، ويدون تفاصيل حكايته منذ الصبا، وما تعرض له من مطبات، وتعثر.. فى افتتاحية ذكرياته يدعو للعمل وعدم الاختلاف، بقوله «أرجو ألا تختلفوا على أمرا زائل، فلا طريق يكتمل سوى بالتسامح والرضى».

بمنطق الهدوء، والتوازن، والتركيز يحلل المشهد الاقتصادى، يحدد رؤية مستقبلية تتماشى مع إمكانيات، وقوة الاقتصاد.. يقول إن كل المؤشرات تشير إلى أن الاقتصاد فى المسار الصحيح، وأن تدفق الاستثمارات العربية فى السوق المحلى، يؤكد الجاذبية، والرغبة الشديدة فى الاستثمار بالقطاعات المتعددة، وقد تكشف ذلك فى العديد من المجالات الصناعية، والعقارية، وهنا يجب استمرار تقديم التيسيرات لكافة الاستثمارات، المتبادلة مع الدول خاصة مع الأسواق العربية، والأفريقية، التى من شأنها تخفيف تداعيات المتغيرات الخارجية، على السوق المحلية.

الشجاعة وعدم الخوف، فى قاموس محدثى تعنى الصراحة، ويتكشف ذلك فى حديثه عن المشروعات العملاقة والنهضة فى البنية التحتية التى ساهمت بصورة كبيرة، فى خلق فرص عمل، والعمل على المساهمة فى تحقيق النمو الاقتصادى، والتنمية المستدامة، بالإضافة إلى التوجه الحكومى فى الاهتمام بالقطاع الزراعى الذى يعد واحد من القطاعات المهمة، والذى ساهم فى توفير احتياجات الدولة، وتبين ذلك بصورة أكبر فى تدبير العديد من السلع الاستراتيجية والرئيسية، ومنها القمح الذى تم التوسع فى زراعته، وهو ما ساعد على عدم الإحساس بالأزمات التى ضربت اقتصاديات الدول المتقدمة.

< أذن..="" كيف="" ترى="" المشهد="" اقتصاديا="" فى="">

- بموضوعية وحكمة يجيبنى قائلا إن «الاهتمام بالعديد من القطاعات والمجالات القادرة على تحقيق قفزات، تعزز مؤشرات الاقتصاد، خاصة السياحة التى من شأنها تحقيق إيرادات، تعمل على توفير جزء من الموارد الدولارية، وكذلك التغير الكبير فى سياسة التصدير للسلع والخدمات، وارتفاعها مؤخرا، وكذلك التيسيرات التى قام بها البنك المركزى من مبادرات دعمت الاقتصاد».

بمنطق رأس مالك هو علمك يرسم الرجل رؤيته فى تحليل الأحداث، وضمنها معدلات التضخم العالمى، وتأثيره على السوق المحلى، حيث يعتبر أن تداعيات معدلات التضخم محليا، لن تستمر طويلا، فى ظل الدور الكبير الذى تلعبه الحكومة لمواجهة معدلات التضخم، وارتفاع الأسعار، لتحقيق الاستقرار للسوق، من خلال المنافذ المتعددة لتلبية احتياجات السواد الأعظم من المواطنين.

التجارب المتعددة التى خاضها الرجل تجعله أكثر دقة عندما يتحدث عن مدى إمكانية استفادة رجل الشارع من الإجراءات الإصلاحية، التى اتخذت منذ 7 سنوات، يعتبر أن الخدمات التى قدمتها الحكومة للمواطنين، سواء الخدمات الطبية، والرعاية الصحية، أو القفزة الكبيرة التى تحققت فى شبكة الطرق والمواصلات والبنية التحتية، كلها أمور استفاد منها المواطن، خاصة بعد رفع الحد الأدنى للأجور، بما يتناسب مع معدلات التضخم، وتعويض هذه القفزات.

الصراحة والموضوعية من السمات التى اكتسبها من والده، تجده حينما يتحدث عن ملف السياسة النقدية ممثلة فى البنك المركزى، أكثر دقة يقول إن «البنك قام بدور كبير، فى تحقيق الاستقرار للسوق وأسعار الصرف، ومعدلات التضخم، ورغم هذا الدور إلا أن للرجل بعض التحفظات، على أداء السياسة النقدية، بسبب بعض القيود التى فرضت على الاستيراد، بما فيها مستلزمات الإنتاج، حيث أن استيراد متطلبات الصناعة، يعمل على التصنيع، وبالتالى تنشيط المنتج المحلى، والعمل على تصديره للأسواق الخليجية والأفريقية».

< حالة="" كبيرة="" من="" الجدل="" حول="" زيادة="" وخفض="" أسعار="" الفائدة..="" كيف="" تحلل="" المشهد="" وما="">

- بهدوئه المعتاد يجيبنى قائلا إن «المتغيرات الخارجية التى تعرض لها الاقتصاد الوطنى، دفعت البنك المركزى على غرار بعض البنوك الخارجية، إلى رفع أسعار الفائدة، وذلك لاستقطاب المزيد من استثمارات المستثمرين الأجانب، وتعزيز الاحتياط النقدى، من خلال استثمارات المحفظة سواء كانت أذون خزانة، أو سندات».

الصدق والأمانة هما سلاحه وسر ثقته بنفسه حينما يحلل ملف الاقتراض الخارجى، يعتبر أن الدين الخارجى لا يمثل قلقا فى ظل الرؤية التى تتبناها الحكومة، والاستفادة من هذه الأموال، بضخها فى المشروعات القومية التى تحقق عائدا، ومن خلال هذا العائد، يتم سداد المستحق، وخدمة الدين، لكن رغم ذلك إلا أن الرجل يرى أنه على الحكومة الترشيد من الاستمرار من الاقتراض، واستبداله بالاستثمارات المباشرة.

فى جعبة الرجل الكثير والكثير من الحكايات فى هذا الملف، حيث يعتبر أن استقرار أسعار الصرف، وتعافى الجنيه، أمام الدولار يتطلب زيادة الصادرات، وهذا لن يكون ألا من الإنتاج، والعمل على تنشيط الاقتصاد

بزيادة إيرادات الدولة من السياحة، وقناة السويس، وكل ذلك يصب فى مصلحة الاقتصاد، والنمو.

«قمة المجد ليست فى عدم الإخفاق أو الفشل.. بل فى القيام بعد كل عثرة» هكذا يؤمن الرجل ونفس الحال حينما يتحدث عن ملف السياسة المالية، يعتبر أن الاعتماد على إيرادات الموازنة العامة للدولة قائمة بنسبة تتجاوز 80% على منظومة الضرائب، وهو أمرا غير مقبول، لذلك على الدولة أن تتجه فى هذا الشأن إلى التوسع فى الاستثمار، من خلال تشجيع المستثمرين، بالإجراءات التحفيزية، بما يعمل على استقطاب الأموال والتوسع فى الاستثمارات، سواء من خلال إعفاءات ضريبية، وإصدار تشريعات وقوانين تيسر ذلك، على غرار ما حدث فى عام 2005 حينما تم تخفيض نسبة الضرائب، وبالتالى شهدت الحصيلة الضريبية نشاطا كبيرا، بالإضافة إلى أنه مع تطبيق الشمول المالى، وضم الاقتصاد غير الرسمى إلى منظومة الاقتصاد الرسمى، فإنه متوقع أن تشهد الإيرادات ارتفاعات كبيرة.

ببساطة وأسلوب سهل يحلل ملف الاستثمار بموضوعية.. يقول إن «ملف الاستثمار فى حاجة إلى ثورة تشريعية، من خلال حزمة محفزات عبارة عن تسهيلات وإعفاءات ضريبية، وكذلك رسم خريطة استثمارية واضحة، بحيث يتم توطين كل صناعة فى المحافظة المتخصصة فى هذه الصناعة».

واستشهد فى هذا الصدد بالصناعات والقطاعات التى من شأنها المساهمة فى تحقيق طفرة، مثل قطاع الغزل والنسيج، وكذلك القطاع الزراعى وما يقوم عليها من صناعات أخرى، من شأنها تحقيق إيرادات من العملة الصعبة، والمساهمة فى تحقيق التنمية المستدامة، بالإضافة إلى قطاع السياحة والعمل على تنميتها بما يحقق مستهدفاتها، والوصول إلى أكبر عدد من السائحين، فى ظل الثورة التى تحققت فى جميع المدن السياحية.

< إذن="" كيف="" تقيم="" المشهد="" فى="" القطاع="" الخاص،="" ودوره="" فى="" تحقيق="">

- لحظات صمت تسود قبل أن يجيبنى قائلا إن «القطاع الخاص فى حاجة إلى التعامل مع الأحداث برؤية وطنية تعمل على حماية المواطنين، وليس العمل بمنطق الربح والمكسب على طول الطريق، بالإضافة إلى أن هناك العديد من القطاعات الاستراتيجية فى حاجة أن تكون الدولة متواجدة بشكل مستمر، فيما تتيح الفرصة للقطاع الخاص فى القطاعات الأخرى، بما يسهم فى توفير فرص عمل، وتراجع معدلات البطالة».

يظل الشغل الشاغل للرجل مصير برنامج الطروحات الحكومية، والمطلوب لهذا الملف، حيث يعتبر أن الملف من أهم الملفات التى تتطلب متابعة من الحكومة، بالعمل على تجهيز سوق الأوراق المالية، وتقديم محفزات تشجيعية، فى خفض رسوم القيد، وكذلك إلغاء ضريبة الأرباح الرأسمالية، بما يتيح للسوق توافر السيولة، وبالتالى دخول القطاع الخاص بقوة، مع دراسة تجارب الدول الأخرى، التى حققت نجاحا كبيرا فى هذا الشأن، بتقسيم الشركات المؤهلة للطرح، من شركات رابحة رابحة، وخاسرة رابحة، أو خاسرة خاسرة، بما يسمح لطرحها، ويعكس رؤية إيجابية.

محطات شاقة، وكفاح متواصل علامة مضيئة فى مشواره الطويل الذى تكلل بالنجاح، مروره بمراحل متعددة تجعله يشعر بطعم النجاح، بدأت بخبراته المكتسبة خلال فترة عمله بأوربا إلى أن أصبح مسئولا عن الشركة، والتى اتخذت العديد من الاستراتيجية المستقبلية للشركة، وما تحقق ومنها دراسة الرجل مع مجلس الإدارة لعدد 4 محاور منها دراسة تكاليف الشركة، من مصروفات، وإيرادات ومعالجة الخلل بينهما، خاصة أن الأجور كانت تمثل أكثر من 60% من قيمة المنتج، وكذلك عمل مجلس الإدارة على الهيكلة الإدارية والفنية والمالية للشركة، التركيز على الجودة وزيادة الإنتاج، من خلال الخطوط، وتجديد ماكينات، وآلات الشركة، مع صيانة هذه الماكينات، بما يعمل على رفع الكفاءة والثقة لدى العاملين.

المخاطرة خير لك على أن تبقى تقليديا وتسمح لغيرك بأن يسبقوك، لذلك تجده أكثر مخاطرة، ويبنى استراتيجيته القادمة للشركة على 4 بنود، يتصدرها العمل على إدخال خيوط الطرف المفتوح، والتصدير للأسواق، ضمنها السوق التركى، وأيضاً زيادة بعض خطوط لبعض المصانع لزيادة الإنتاج.

بمنطق الناجح هو شخص طبيعى ولكن لديه تركيز حادا، هكذا يكون الرجل، لذلك تكون خطواته فى طريقها الصحيح، من هنا كانت نصيحته لأولاده «بعدم الغرور» والعمل على خدمة الآخرين.

لكن يظل شغله الشاغل مع مجلس الإدارة الحفاظ على ريادة الشركة فى السوق.. فهل يستطيع ذلك؟