رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محمد دياب: غيَّرت الصورة النمطية المأخوذة عن مصر فى Moon Knight.. والمسلسل ثقافة مصرية بنكهة أجنبية

بوابة الوفد الإلكترونية

 

استطاع المخرج محمد دياب بفكره المتميز، أن يكون أول عربى يدخل عالم مارفل ستوديوز، من خلال مسلسل moon knight، ليحدث تغييرا جذريا داخل هذا العالم الذى غيَّر فى خريطة صناعة السينما العالمية ونجح أن يكون جزءا من اقتصاد أمريكا.

 لم يعمل «دياب» فى عالم مارفل، وفقا لأهوائهم الذاتية، ولم يرسم صورة مشوهة عن مصر مثلما فعل أغلب المخرجين والكتاب المصريين الذين عبروا عن مصر برؤى قد نتفق أو نختلف حولها للحاق بركب المشاركة فى المهرجانات السينمائية العالمية الشغوفة بتاريخ مصر على مدار كل العصور. فهو يعمل وفق رؤيته الفنية المتسقة مع قناعاته وأفكاره ومبادئه الفنية. حتى تم ترشيحه لتولى مسئولية مسلسل «Moon Knight» أو فارس القمر، كمخرج ومؤلف كذلك، والعمل مزيج من الروح الفرعونية والدراما الهوليودية، والذى دارت أحداثه حول المرتزق مارك سبكتور، والذى ينقذ حياته من خطر محقق اﻹله خونشو، إله القمر لدى المصريين القدماء، بينما يتعامل مارك مع شخصية أخرى داخل جسده تُدعى ستيفين جرانت. وقدم فيه مفاجأة أخرى وهى أول سوبر هيرو مصرية «مى قلماوى». وهو العمل الذى نال إشادات واسعة حتى تم ترشيحه لـ8 جوائز فى قوائم جوائز إيمى العالمية Emmy Awards، عن التمثيل والتصوير والأكشن والملابس والصوت والموسيقى التصويرية للموهوب هشام نزيه.

رفض «دياب» الذى يتعامل مع الإخراج والكتابة من باب الهواة، التى امتدت للاحتراف المهنى، أن يأخذ الفرصة بمفرده، فكون فريقا مصريا بالكامل يعمل معه وقدمته شركة مارفل استوديوز، التى أثنت على أدائهم.

من يلاحظ رحلة «دياب» الفنية القصيرة، سيرى أنه مخرج يمتلك رؤى مختلفة تنطبع فى أفلامه التى أصبحت علامات مضيئة فى مشواره الفنى القصير الذى مازال يحبو فيه ومازال لديه طموحات يأمل فى تحقيقها كمخرج وكاتب. ومن أهم أفلامه التى وصل بها إلى أكبر مهرجانات السينما العالمية مثل «كان» وفينيسيا» بقضايا مصرية خالصة منها «اشتباك» و«678» و«أميرة». وأجرينا معه هذا الحوار حول ترشيحات المسلسل لجائزة إيمى العالمية.

● بداية.. كيف تعاملت مع تجربة moon knight بصفتك أول مخرج عربى فى تاريخ مارفل ستوديوز يتم اختياره لإخراج 4 حلقات من أصل 6 للمسلسل؟

●● فخور بالتجربة جدا، ولكن المسئولية المُلقاه على عاتقى كانت أكبر من سعادتى، التجربة كانت بالنسبة لى تحديا فى إثبات نفسى كمخرج، حيثُ كنت المخرج الرئيسى الذى يعمل تصورا للمشروع بالكامل ومسئولا عن الحلقات الأولى والأخيرة من المسلسل، وأصررت على النجاح حتى أكون سببا فى إتاحة الفرصة لزملائى من المخرجين بالعمل فى هوليوود، وبفضل الله العمل حقق نجاحا لافتا بشهادة الجمهور والنقاد الذين أثنوا على التجربة، وأشاد رئيس شركة مارفل بالعمل وأخبرنى بأن المسلسل من أهم التجارب التى قدمها مارفل ستوديوز مؤخرا.

● ومَن صاحب فكرة تقديم حلقات عن عالم مارفل مستمدة من الروح الفرعونية المصرية التى تحمل صبغة عالمية؟

●● «مارفل» دائما تبحث عن أفكار مبتكرة خارج الصندوق، ففى البداية تحدثوا لى عن تقديم مشروع جديد ومختلف وهو «مون نايت» الذى يتحدث عن تاريخ مصر الفرعونى، وتم اختيار هذه الحقبة تحديدا لما تحمله من عناصر مبهرة بالنسبة لهم، فكانوا يرون أن هذه الحقبة من الممكن أن نخرج منها بفكرة مختلفة لم تقدم من قبل، وهذا ما تبحث عنه مارفل وكنت ضمن عدد كبير ممن تقدموا أنا والمخرجة المصرية سارة جوهر، وشعرنا بالتميز والفخر لأننا قدمنا فكرة جديدة ومختلفة تعبر عن الثقافة المصرية الفرعونية.

● عبرت عن الثقافة المصرية بشكل مختلف معتمدا على الأساطير الفرعونية؟

●● كنت حريصا أن أظهر صورة مصر بشكل جديد ومختلف بعيدا عن الصورة النمطية المأخوذة فى أفلام الغرب عن مصر، كان يهمنا النقل الدقيق، وأن يكون هناك نقل حضارى.

● بما أن العمل يتحدث عن مصر.. لماذا لم تصور فى بعض الأماكن الأثرية لأظهار جمال وروعة مصر وتطعيم العمل بالمصداقية؟

●● كنت أتمنى ذلك، وكان يهمنى إظهار جمال وروعة مصر فى عمل فنى يعرض على منصة عالمية يشاهدها العالم أجمع، لكن الروتين والبيروقراطية التى تزيد من صعوبة الحصول على تصريحات للتصوير فى مصر، حالت دون تحقيق ذلك، فاضطررنا إلى تصوير المشروع بالكامل خارج مصر وبالتحديد فى المجر لأننا كنا مرتبطين بتوقيت محدد.

● حرصت على تشكيل فريق مصرى بالكامل للعمل معك فى مشروع «مون نايت» هل أردت من خلالهم إضفاء الروح المصرية داخل اللوكيشن لمساعدتك على تقديم فيلم مصرى بنكهة عالمية؟

●● العمل يعبر عن الثقافة المصرية، وأنا مؤمن أن العمل الذى يعبر عن ثقافة بعينها لا ينجح فى التعبير عنها سوى أبناء بلدها، لذلك قررت تشكيل فريق مصرى قوى، يساعدنى فى ذلك، ومن جهة أخرى أكون سببا فى تقديم مواهب تشق طريقها للعالمية، فأنا لست مهووسا بأن أكون الأول أو الثانى، ما يشغلنى هو تقديم مشروع جيد يحكى عنه العالم، وهذا ما تحقق فى «مون نايت»، وسعدت كثيرا بإشادة رئيس شركة مارفل

بالمونتير أحمد حافظ، لأننى أراه من الموهوبين الذين سيكون لهم حظ وفير خلال الفترة المقبلة، وأعتقد أن اختيار شخصيات مصرية أحدث فارقا كبيرا جدا فى الإقناع والمصداقية.

● كنت سببا فى إقحام فتاة مصرية كأول شخصية خارقة فى تاريخ مارفل؟

●● أولا أحب أن أبدى فخرى وسعادتى بمى قلماوى، التى راهنت عليها فى البداية، ورشحتها بعدما أعجبت بأدائها فى مسلسل «رامى»، الذى يتناول حياة شخص أمريكى من أصول مصرية، وكانت تمثل شخصية شقيقة رامى، وتواصلت معها سارة زوجتى، للتأكد من عدم ارتباطها بتصوير أعمال أخرى فى توقيت تصويرنا للمسلسل، وهى رحبت جدا بالدور، على الرغم من تخوفها منه فى البداية، وأتوقع أن يكون لها مستقبل فى عالم مارفل، وأفكر فى مشروع جديد تكون هى بطلته.

● تم تطعيم قصة «مون نايت» ببعض الأغانى المصرية الكلاسيكية الشهيرة لـوردة وصباح.. لماذا؟

●● بما أن العمل يتناول الثقافة المصرية، أردت أن نطعم ذلك بموسيقى مصرية خالصة، لأن كان من المهم بالنسبة لى أن يرى الغرب جمال ثقافتنا بكافة أشكالها، وسعيد بتجاوب الغرب مع الموسيقى والأغانى التى استعنت بها داخل أحداث المسلسل، والتى حققت نجاحا يوازى نجاح العمل نفسه.

● ومن صاحب اختيار الأغانى المصرية والأجنبية داخل أحداث العمل؟

●● مهمة اختيار الأغانى تولتها سارة جوهر.

● التحديات التى واجهتك فى «مون نايت»؟

●● المشروع كله عبارة عن تحدٍ لقدراتى كمخرج يريد إثبات نفسه فى أول تجربة له مع مارفل، والتحدى فى تقديم صورة مغايرة عن مصر بعيدا عن السائدة المأخوذة عنها لدى الغرب، وإظهار شخصيات مصرية بشكل جديد ومختلف تضمن البقاء وترى لها طريقا فى عالم مارفل بجانب الأبطال الخارقين المعروفين، ويكفينى أن الممثل العالمى أوسكار إيزاك أخطرنى بأن العمل أكثر مشروع فخور به فى حياته، ومارفيل نفسها فى إعلاناتها كانت تؤكد أنه أفضل مشروع قدمته.

● «اشتباك» و«678» و«أميرة» ومؤخرا «مون نايت».. تلاحظ أن أعمالك يصاحبها جدل كبير لماذا؟

●● أرفض أن أكون مخرجا عابرا فى مشروع فنى، أحب أن أترك بصمتى داخل كل عمل أقدمه، وإن كان الجدل مزعجا لصُناع العمل، لكنه يفتح بابا من المناقشات لإيضاح رؤيتى ورؤية صُناع العمل للجمهور.

● كيف وصل «دياب» بأعماله للعالمية؟

●● من خلال استغراقى فى المحلية، لم أبتكر قصة خيالية أو أصنع عملا فانتازيا بعيدا كل البعد عن ثقافتنا المصرية وحقيقة شوارعنا، حتى اتجه للسينما العالمية، الفنان الحقيقى الناجح هو القادر أن يكون لسان حال مجتمعه، ويعبر عن همومهم وقضاياهم ومشكلاتهم، مثلما فعلت فى أفلامى، حتى فى مشروع «مون نايت» قدمت فكرة مصرية من منظورى وليس من منظور مارفل.

● ما الذى ينقص مصر للحاق بالعالمية؟

●● مصر لم ينقصها شيء، ومن الممكن صناعة أعمال ضخمة توازى أفلام مارفل السينمائية، وتؤثر فى المجتمع المصرى والعالمى، ولكن هذا يتطلب معالجة سليمة، والابتعاد عن الاجترار الفكرى فى صناعة الأفلام، وإنتاج أفلام تشبهنا وتشبه شوارعنا.

● فى النهاية.. ما المشروعات الفنية الجديدة التى تعمل عليها؟

●● فى الفترة الحالية أركز فى العمل مع مارفل استوديوز، وهناك أكثر من مشروع أحضر له بالتعاون مع سارة فى إطار الخيال العلمى، وأحلم بتقديم عمل فى هوليوود يتم تصويره فى مصر لإظهار جمال وروعة مصر.