عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

عين السيليين بالفيوم ممشى الملوك ووجهة ملكات الجمال تبحث عن التطوير

منطقة عين السيليين
منطقة عين السيليين

تعد منطقة عين السيليين من المناطق السياحية القديمة بمحافظة الفيوم، وهى عبارة عن عيون طبيعية خلفتها الطبيعة الجذابة التى تشتهر بها المحافظة منذ زمن طويل، وتعتبر من المزارات المهمة لما  تتمتع به من جمال نادر، ويحيط بها العيون والواقعة فى منخفض يبلغ عمقه 43 مترًا عن سطح البحر، وسط حدائق أشجار المانجو والنخيل وثمار الفاكهة والأنواع المختلفة والنادرة من الاشجار.
ظلت المنطقة مزارًا سياحيًا معروفًا لكل من حط الرحال لزيارة المحافظة، وكانت ممشى الملك فاروق حينما يأتى إلى أوبرج الفيوم في فصل الصيف وخلال رحلات صيد الطيور، كما كانت الفائزة بلقب ملكة جمال مصر يتم منحها جائزة عبارة عن زيارة لمدة ثلاثة أيام إلى عين السيليين.


 زارها العديد من رواد السينما والفن، وكانت هدفًا لكاميرات السينما وظهرت بأفلام عدة للفنانين فريد الأطرش وسميرة أحمد وأحمد مظهر وفاتن حمامة والمخرج حسن الإمام، والعديد من المطربين الذين تغنوا بجمالها.
وبدأت حكاية عين السيليين مع السينما المصرية سنة 1951 من خلال الفيلم النادر "ليلة غرام" بطولة مريم فخر الدين وجمال فارس وإخراج أحمد بدرخان، وشهد الفيلم أغنية "حود مرة على الفيوم" للفنانة شادية، والتى تم تصويرها وسط أبراج الحمام وحدائق مدرجات عين السيليين، عندما كانت السلالم مصنوعة من جذوع النخل، إضافة إلى الطاحونة وهدارات المياه، وظهرت المنطقة في عدة مشاهد من فيلم همسات الليل سنة 1977 بطولة نور الشريف ومحمود ياسين ومريم فخر الدين وناهد شريف وإخراج حسين حلمي.


 وتعتبر منطقة عين السيليين السياحية من أشهر مناطق الجذب السياحى بمحافظة الفيوم، حيث تتمتع بالخضرة الكثيفة، والمدرجات الخضراء، وهدارات المياه والطاحونة القديمة، التى يرجع تاريخها الى عهد سيدنا يوسف عليه السلام، وينابيع الماء الطبيعية العذبة الغنية بالكالسيوم والبوتاسيوم والمغنسيوم التى تخرج من باطن الأرض، وتعتبر عين السيليين من أشهر العيون الطبيعية فى مصر، فمياهها من أعظم المياه المعدنية الصالحة للشرب، وهى مياه قلوية معتدلة الملوحة تحتوى على 70% من الكربونات فى هيئة بيكربونات، ومياه عين السيليين تعالج آلام المعدة والحموضة، وتفيد فى علاج تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم.
وتمتاز المنطقة بالطبيعة الخلابة والخضرة التى تملأ المكان، بالإضافة إلى فنادقها ومطاعمها وأسواق المنتجات السياحية اليدوية، ومجراها المائى وقناطرها الأنيقة، وسط جمال الطبيعة والهدوء المحبب والنقاء البيئى، ففيها الطبيعة تختلف لتكون ذات مذاق خاص مميز ومحبب لجميع أهل الفيوم وزائريها.

 وتقع عين السيلين وسط دلتا بحر يوسف الذى يحاكى النيل بواديه ودلتاه وشماله الساحلى، فى منطقة خضراء وافرة الأشجار فى قلب دلتا الفيوم حيث حدائق الفاكهة والبساتين تحيط بالمدرجات التى تملأ المكان، وتتوسط المنطقة خط السير السياحى الواصل بين مدينة الفيوم وبحيرة قارون، فى منتصف المسافة بين مدينة الفيوم التى تقع على مسافة 8 كم من الفيوم وبحيرة قارون التى تقع على مسافة 13 كم، وهي من أشهر وأقدم المقاصد السياحية فى مصر، وهى المقصد السياحى الرئيسى للسياحة الداخلية فى المحافظة، وتمثل عين السيليين الرحلة المؤكده والثمينة فى برامج السياحة الداخلية للقاهره والجيزه وشمال الصعيد والاجانب المقيمين بالقاهرة،  بالإضافة إلى أفواج السياحة الاجنبية، فضلًا عن رحلات المدارس والهيئات والأندية الرياضية.

 ويقول الدكتور نبيل حنضل الخبير السياحي ومدير عام السياحة بالفيوم سابقًا، إن منطقة عين السيليين تنتظر من يجدد لها المكان لتنعم بعبق الماضى، وتصبح كما كانت إحدى المزارات السياحية المهمة للمحافظة، وهو مزار سياحى يبحث عن المكانة فى واحة الجمال لتكتمل الصورة الحقيقية للمعالم السياحية بمحافظة الفيوم. 
   
وأضاف "حنضل" بأن عين السيليين كانت قبل أن تجف عيونها فى زلزال 1992 هى قاعة مؤتمرات الفيوم والمحافظات المجاورة، وكانت هى مكان الضيافه الرسمي المفضل بقاعاتها ومطاعمها الشهيره وشاليهاتها التى كانت مقامه على المدرجات، ومعرضها الذى كان يضم كل منتجات الفيوم البيئيه ومنتجات الأسر المنتجة، كما كان لطريقها إطلاله

جميلة على الوادى الذى تكسوه الخضرة وتحوطه الحدائق المثمره، وتخترقه ترع جميلة فى منظر طبيعى خلاب تفوح منه روائح الزهور والفاكهه التى تشتهر بها المنطقة.  
اشتهرت عين السيليين بعيونها الطبيعية، وأقيم بمدخلها مصنع لتعبئة المياه التى شهدت لها معامل التحاليل الكيميائية والجيولوجية بأنها مفيدة وشافية، ولم يستمر المصنع طويلًا حيث توقف عن الإنتاج كما توقفت العيون عن ضخ المياه بعد أن ضربها زلزال 1992.
ورغم أن المنطقة تتلقى العناية بين حين وآخر، إلا أن مهمة تنميتها ككل لم تكتمل حتى الآن، ولم تشمل العناية بها كل معالمها التى تنسحب الواحده تلو الأخرى عن الصوره، كما انسحبت طواحينها التى تعمل بدفع المياه فأصبحت أطلالًا، وانسحبت كافيتريا عين الشاعر المطلة على المجرى المائى وأصبحت حطامًا، إلا اننى اؤكد أن الأمر اصبح ملحًا وفى حاجة ماسة إلى نظره شامله وخطه كاملة وتمويل قادر وجهد مخلص حتى يمكن ان يعود للمنطقة بريقها القديم، وحتى لا نفقد عنصر جذب مهم من على خريطة الفيوم وخريطة مصر السياحية، وحتى يعود التدفق السياحى الغزير من المصريين والأجانب اليها وتعود للفيوم رئتها السياحية.
وأوضح الخبير السياحى أن عملية إعادة تطوير المنطقة تتمثل في عناصر محددة، ومنها تقييم الموقف الحالى مع تحرك محلى سريع للنظافة داخل المنطقة السياحية، بتطهير مجراها المائى وممراتها الجميلة وما حول الطاحونة ومنطقة عين الشاعر، بالإضافة إلى حصر حالات العشوائيات والبناء بلا ترخيص و المخالف فى المناطق التابعة لها، وإنارة الطريق السياحي الى ضفاف بحيرة قارون وتجهيزه بالعلامات الإرشادية وزراعة جانبيه بالأشجار والورود. 

 
وأكد على ضرورة دعم مركز الاستعلامات السياحية فى المحافظة، لتستأنف دورها الذى كانت تؤديه للعناية بالمعالم السياحية، التى تخصها إلى جانب دورها فى استقبال الزوار ووضع البرامج السياحية التى تناسبهم ومرافقة الوفود والرد على الاستفسارات وحل المشكلات ونشر العلامات الإرشادية وتوزيع المطبوعات بمختلف اللغات، مع دعم وتجهيز المرافق بأنواعها، خصوصًا الوحدات الصحية ومرافق الإسعاف والمطافئ وغيرها.
ونطالب الدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الفيوم، بالتدخل حتى تباشر الأجهزة التنفيذية دورها للحفاظ على طبيعة المنطقة وتراثها، باعتبارها منطقة سياحية رسمية صادر بها قرار وزير السياحة، باعتبارها ضمن المناطق السياحية فى الفيوم، كما أن الهيئة العامة للتنمية السياحية سبق وأن وضعت مخططًا بالتعاون مع التخطيط العمرانى بالمحافظه لتنمية المنطقة ولم يطبق حتى الآن، مع ضرورة البدء بالتنفيذ بتخطيط علمى يطور المنطقة ويعيدها على صدر خريطة السياحة الداخلية، ولتعود متنزهًا وقاعة للمؤتمرات ومعرضًا وبانوراما لتاريخ الفيوم وإمكاناتها السياحيه وسببًا فى دعم الدخل المحلى.