عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

واقع المسلمين

 

 

فى ختام الكتاب يصر براين ويتاكر على النظر إلى واقع المسلمين عبر تجربة التاريخ الأوروبى، وكأن التاريخ يدور حول مركز عالمى هو أوروبا، وبالتالى فإن ما حدث فى أوروبا سوف يحدث حتمًا فى كل مكان فى العالم بالترتيب نفسه. يرى ويتاكر أن الـمكانة الـمتـميّزة التى يـحظى بها الدّين عربياً اليوم مشابهة تـمـاماً لـمـا كان عليه حال أوروبا، فأفلاطون عندما كان يدعو لعِقاب من «يتكلّمون أو يتصرّفون بوقاحةٍ» عن آلهة اليونان القديـمة، لكن أوروبا اتـجهت تدريـجياً نـحو العلمـانيّةً وبات الإلـحاد أمراً شائعاً جدًّا الآن، فالرحلة الـممتدّة من اعتراف توماس مور بعدم جدوى معاقبة غير الـمؤمنين، إلى تقبّل الـحقّ بالإلـحاد، لـم تـحدث بـمعزل عن أمور أخرى. فـمفهوم الـحرية الدينية تطور بالتّوازى مع أفكارٍ سياسيّةٍ (حكومةٍ مـحدودةٍ وسيادة الشّعب واستقلال الفرد). يقول ستيفن غاي: لـم يكن مـمكناً الاستـمرار بالهجـمـات الرّسـميّة ضدّ الإلـحاد بأوروبا مع الـجوّ الفلسفيّ الذى خلقه التّنوير، والتّجريبيّة والشّكّ الفكريّ والثورة العلمية الـمرافقة للتنوير، جعلت الـحفاظ

على الـحـمـاية القانونيّة للسّلطة الدّينيّة صعباً.

وإدراك أوروبا التدريـجى بأنّ قـمع الإلـحاد غير قابلٍ للاستـمرار يطرح احتـمـال أن تـحذو الدول العربيّة حذوَها فى النهاية!!!

ويرى ويتاكر أن الوضع العربى الراهن قد لا يستـمرّ طويلاً، فالشّرعيّة الدّينيّة كانت بديلاً عن الشّرعيّة الانتخابيّة، وهذا أقل قبولاً لدى الشعوب اليوم، وقد يتحول لنقطة ضعف مستقبلاً، فالعرب بدأوا يدركون أنّ الـحكومات التّقيّة والورعة ليست كالـحكومات الـمؤهلة.

انتهى كلام براين ويتاكر، وانتهى تلخيص كتابه الذى أرهقنى إرهاقًا شديدًا لحرصى التام على نقل أفكار بأقصى درجة ممكنة من الدقة. وكم هو مرهق ذهنيًا منع النفس من التعليق (إلا للضرورة القصوى) على كتاب مليء بالألغام!

 

وللحديث بقية