رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

استرداد سيناء حرب استخدمت فيها كل الطرق والوسائل

بوابة الوفد الإلكترونية

الرئيس السيسى بنى أنفاق قناة السويس لينهى إلى الأبد

 

«ياللى من البحيرة وياللى من آخر الصعيد، ياللى من العريش الحرة أو من بورسعيد، هنوا بعضيكم وشاركوا جمعنا السعيد، سيناء رجعت كاملة لينا، ومصر اليوم، مصر اليوم فى عيد ».. اليوم وفى الذكرى ٤٠ لتحرير سيناء الحبيبة، لابد للمصريين أن يرفعوا عنقهم إلى السماء، اليوم فقط أحس المصريون أنهم فى دولة قوية تعرف اتجاه بوصلتها، وتحدد الطريق الصحيح نحو البناء والتنمية فى ظل حرب ضروس تخوضها بخير أجناد الأرض لتطهير أرض الفيروز من الإرهاب الأسود، اليوم وكل يوم تقف مصر بشعبها العظيم ضد كل الأيادى الآثمة التى تحاول إعاقة نموها، وقيامها، لتقول للعالم كله أنا مصر وهذا شعب مصر.

نعم «تحيا مصر»، واليوم وفى هذه الأيام التى تواكب الاحتفال بعيد تحرير سيناء ٢٥ إبريل، يقوم صندوق «تحيا مصر» بوضع اللبنات الأولى لتنمية سيناء، ليخطو خطوة بناء جديدة، تلبية لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى التى أطلقها مع بداية العملية الشاملة ٢٠١٨، لانطلاق التنمية الشاملة فى سيناء، بالتوازى مع تواصل ملحمة تحرير سيناء من براثن إرهاب أسود ضحى خلالها ولايزالون خيرة أبنائها بدمائهم من أجل أن تبقى مصر.

ويقول العميد محمد عبدالقادر بطل من أبطال حرب أكتوبر سلاح المدفعية:

فى الخامس والعشرين من إبريل يحل علينا العيد الـ٤٠ لتحرير أخر حبة رمل من أرض سيناء الغالية. (فيما عدا مساحة صغيرة لم تتعد الكيلومتر المربع ثار عليها نزاع قانونى وتم استعادتها لاحقا]. ففى مثل ذلك اليوم من عام ألف وتسعمائة واثنين وثمانين تم رفع العلم المصرى على كافة ربوع سيناء الحبيبة إعلانا بعودتها إلى حضن أمها الغالية مصر.

والعجيب أن استرداد سيناء قد استخدمت فيه كافة الطرق والوسائل، وهو ما لم يحدث على مدى التاريخ لأحداث مشابهة على مستوى العالم. وكيف لا وهى أرض باركها رب العالمين بتجليه عليها فحق أن تتميز بشىء من العجائب، فقد تم استخدام الحرب كوسيلة لتحرير جزء منها أعقبها استخدام المحادثات العسكرية، لتفصيل ما جاء بمعاهدة السلام من وضع خطوط محددة تنسحب إليها قوات العدو الإسرائيلى ثم محادثات دبلوماسية لفض الخلافات الناشئة عن المحادثات العسكرية، وأخيرا استخدام القانون من خلال محكمة العدل الدولية لاسترداد الجزء الأخير والمتمثل فى مثلث طابا، الأمر الذى يبرز بوضوح مدى عناد وتعنت المحتل الإسرائيلى وسعيه فى الحصول على أى مكاسب يخرج بها، ومدى إصرار الجانب المصرى على استعادة ترابه الوطنى كاملا غير منقوص.

ويخطئ من يظن ان الأمر كان سهلا أو هينا فقد مرت عملية تحرير سيناء بمراحل أوجزها فيما يلي:

قادت معاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل برعاية أمريكية إلى وضع جدول زمنى يحدد آلية الانسحاب الإسرائيلى من سيناء. على النحو التالي:

1- فى السادس والعشرين من شهر مارس عام 1979م: رُفع العلم المصريّ فوق منطقة العريش، وانسحبت إسرائيل من خط العريش – رأس محمد، وشرعت فى تنفيذ اتفاقيّة السلام.

2- فى السادس والعشرين من شهر يوليو عام 1979م: المرحلة الثانيّة من الانسحاب، أخلت إسرائيل مساحة قدرها 6000 كيلومتر مربع من منطقة أبوزنيمة إلى منطقة أبوخربة.

3- فى التاسع عشر من شهر نوفمبر عام 1979م: انسحبت إسرائيل من مناطق سانت كاترين ووادى الطور، وعُدَّ ذلك اليوم بمثابة العيد القومى لمحافظة جنوب سيناء.

4- فى الخامس والعشرين من إبريل عام 1982م: رُفع العلم المصرى على حدود مصر من الجهة الشرقية، أى على مدينة رفح شمال سيناء، وشرم الشيخ جنوب سيناء.

ومنذ ذلك التاريخ فقد قامت الحكومات المتعاقبة -على استحياء- بوضع خطط لتعمير سيناء والاهتمام بها وبأبنائها لاسيما بعد ما تبين ما فيها من ثروات طبيعية وسياحية، إلا انه فى الحقيقة لم يرق التنفيذ إلى مستوى الأحلام والآمال، فقد أقيمت بعض المشروعات السياحية البسيطة على أنقاض ما بدأه المحتل الإسرائيلى فى منطقة شرم الشيخ وطابا، بعد ان لفت الانتباه إلى ما

لهذه المنطقة من مزايا سياحية متعددة.

وفى العقد الأخير طالت يد التعمير والبناء والتنمية كافة النواحى فى سيناء بعد أن توفرت الإرادة السياسية، فوضعت خطط لتنمية سيناء قابلة للتحقيق، واحتل بند تعمير سيناء مكانا بارزا فى ميزانية الدولة السنوية وخططها الطموحة.

ففى القطاع السياحي: تم تطوير مناطق شرم الشيخ -طابا- رأس محمد- دهب -نويبع، بحيث صارت مناطق سياحية عالمية لها سمعتها على مستوى العالم ويقصدها السائحون من كافة بقاع المعمورة، كذلك منطقة سانت كاترين والتى صارت مقصدا سياحيا هاما لمعتنقى المسيحية على مستوى العالم.

وفى القطاع الصناعي: أنشئت مصانع تعتمد على المواد الخام التى تشكل ثروات سيناء الحقيقية، مثل مصانع الأسمنت -مصانع الجرانيت- مصانع الرخام- مصانع الإلكترونيات التى تعتمد فى موادها الخام على «خام السليكون» المأخوذ من الرمال بعد أن تبين أن رمال سيناء من أنقى الرمال لهذه الصناعة. وغيرها من الصناعات.

وفى القطاع الزراعي: تم إنشاء مزارع سمكية على بحيرة البردويل وفى شرق القناة، كما تم تخصيص مئات الآلاف من الأفدنة لزراعات تجود وتصلح تماما للمناخ السيناوى ونوعية التربة، وتم إنشاء الصناعات القائمة على تلك النوعيات من الزراعات.

وفى القطاع التجارى: تم إنشاء مطار العريش وتحسين المطارات القائمة حاليا فى سيناء، بالإضافة إلى قرب الانتهاء من تحويل ميناء العريش إلى ميناء دولى يستقبل كافة انواع السفن.

وفى مجال الرعاية الاجتماعية: تم إنشاء العديد من المجتمعات البدوية فى كافة ربوع سيناء، كما تم إنشاء مجتمعات عمرانية تحوى آلاف الوحدات السكنية المؤثثة فى المدن ترضى أذواق مواطنى سيناء من سكان المدينة، ووزعت عليهم بأسعار رمزية.

وفى مجال بناء الإنسان: أنشئ عدد من الجامعات موزعة على كامل المساحات المأهولة مجهزة بأحدث وسائل التعليم التكنولوجى اشتملت على تخصصات تخدم البيئة السيناوية، بالإضافة إلى المدارس والمعاهد التى تلبى احتياجات سكان سيناء.

هذا التدخل الإيجابى الرائع من كافة أجهزة الدولة فتح الآفاق ووفر للشباب السيناوى مئات الآلاف من فرص العمل وزيادة الدخل، وأصبحت سيناء اليوم محط أنظار الكثيرين من شباب ومستثمرى الوادي.

وإمعانا فى تكريم سيناء بعد ما لاقته وباقى مصر من إرهاب غادر على مدى سنوات على أيدى الجماعة الإرهابية انتهى بنصر مبين، فقد أنشئت الأنفاق التى تربط الوادى بسيناء منهية إلى الأبد عزلة سيناء عن جسد أمها مصر من خلال تلك الشرايين الحيوية.

هنيئا لسيناء بعيد تحريرها، وهنيئا لسيناء بقيادة سياسية أولتها الاهتمام اللائق بها فجعلت منها قبلة للمستثمرين وواحة لراغبى السياحة ومحط أنظار راغبى العمل، وأنهت تماما فكرة «عزلة سيناء» التى قضى عليها تماما ذلك التحرير الذى تحتفل ونحتفل معها به اليوم.