الوفد في جولة خاصة داخل قاعة النسيج بالمتحف القومي للحضارة

إنجاز جديد داخل المتحف القومي للحضارة المصرية القديمة، حيث افتتح الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار قاعة النسيج والتي تضم مقتنيات متحف النسيج بعد نقله من شارع المعز، لتكون إضافة ثرية لقاعات المتحف الذي نال بريق خاص بعد نقل المومياوات الملكية له في موكب مهيب من المتحف المصري بالتحرير العام الماضي مما جعله واحد من أهم المتاحف الأثرية بمصر بل والعالم بأكمله.

(اقرأ أيضًا) تعرّف على شروط دخول قاعة المومياوات الملكية بمتحف الحضارة

ويفتح متحف الحضارة أبوابه أمام المواطنين طوال أيام العام من الساعة 9 لـ5 مساءً، بالإضافة للفترة المسائية يوم الجمعة من الساعة 6 لـ 9 مساءً، أما عن مواعيد شهر رمضان تكون من الساعة 9 لـ 4 مساءً، ويبلغ سعر التذكر للمواطن المصري 60 جنيهًا والطالب 30 جنيهًا، أما الأجنبي 200 جنيهًا والطالب 100 جنيهًا.

وقامت "جريدة الوفد" بجولة داخل قاعة النسيج بالمتحف القومي للحضارة عقب افتتاحها، للتعرف على أهم القطع الأثرية المعروضة وشكل سيناريو العرض.

 

عند الدخول من أبواب المتحف تأخذك خطواتك في ممر طويل ينتهي بالقاعة الرئيسية، التي تقع على يسارها قاعة النسيج، فعند دخولها تبدأ رحلة جميلة تأخذك آلاف السنوات للماضي للتعرف على بداية نشأة صناعة النسيج في مصر منذ عصور ما قبل التاريخ ومراحل تطورها عبر العصور المختلفة لتعرف من خلالها إبداع المصري وقدرته على التميز ووضع بصماته الفريدة على تلك الصناعة التي نشأت على أرض الكنانة.

وقال سيد أبو الفضل، المتحدث الرسمي للشئون الأثرية بالمتحف القومي للحضارة المصرية القديمة، إن افتتاح قاعة النسيج جاء تزامنًا مع يوم التراث العالمي الذي يوافق 18 إبريل من كل عام، وتضم القاعة مقتنيات متحف النسيج الذي تم نقله من مكانه القديم في شارع المعز لعدم تناسب المكان مع طبيعة العرض.

وأضاف أبو الفضل، خلال الجولة التي أجرتها جريدة الوفد داخل قاعة النسيج بمتحف الحضارة، إنه تم نقل مقتنيات متحف النسيج والتي بلغ عددها حوالي 600 قطعة، وتم الاستعانة منهم بحوالي 400 قطعة للعرض داخل القاعة التي تم افتتاحها ثم تدعيم سيناريو العرض بـ 250 قطعة أخرى من متاحف مختلفة مثل المتحف المصري والزراعي والمركبات الملكية والإسلامي، وذلك بهدف التغير في سيناريو العرض وتجديده على لا يكون نسخ من متحف النسيج في مكانه القديم.

وتتكون قاعة النسيج من طابقين، الأول يبدأ من نشأة وصناعة النسيج في مصر القديمة ويضم رداء من الأسرة السادسة يعد نموذج لشغل "البليسيه"، وعرض لورشة صناعة النسيج والكتان عند قدماء المصريين، وأيضًا الأدوات والخامات المستخدمة في مراحل الصناعة المختلفة، فضلًا عن نموذج لسرير وسجادة من الصوف.

 ومن العصر الفرعوني إلى اليوناني الروماني وعرض نموذج من الملابس التي كانت تميزه، ثم فترة القبطي وعرض نموذج من البطرشيل وهو الرداء الذي يرتديه القص بالإضافة للأدوات المستخدمة في صناعة النسيج، وتم القاعة أيضًا "ديفليه" أو عرض أزياء للملابس المصرية التراثية من البيئات المختلفة.

ويضم الطابق الأول من القاعة عرض مميز للنسيج في العصر الإسلامي باختلاف فتراته من الأموي والعباسي والطولوني والفاطمي والأيوبي والمملوكي، حتى العصر العثماني، فضلًا عن كسوة الكعبة التي ترجع لعهد الملك فاروق 1940م/ 1359هـ، ونموذج للهودج الذي

كان يحمل الكسوة من مصر إلى السعودية.

أما عن الطابق العلوي من قاعة النسيج، يبدأ العرض به من شغل الخيامية الذي تفردت به مصر حتى يومنا هذا، ثم عرض لبعض مقتنيات أسرة محمد علي التي تعرض للمرة الأولى مثل فستان الأميرة ناريمان وبعض المجوهرات الخاصة بالأسرة ونماذج لملابس الخدم مثل الأمشجي.

تضم القاعة شاشات عرض ضخمة لعرض الأفلام الوثائقية التي تشرح نشأة ومراحل صناعة النسيج في مصر منذ عصور ما قبل التاريخ حتى اليوم، فضلًا عن وجود بطاقات تعريفية على كل قطعة، وذلك للتسهيل على الزائر في التعرف على القطعة واستخدامها وصناعتها.

وأكد المتحدث الرسمي للشئون الأثرية بالمتحف القومي للحضارة المصرية القديمة، إنهم يعملون على تجهيز القاعة وترميم القطع الأثرية ووضع سيناريو العرض منذ قرابة العام على الفور بعد غلق متحف النسيج بشارع المعز ونقل مقتنياته إلى متحف الحضارة، موضحًا أنهم حريصون على ضبط "الأتموسفير" داخل القاعة وتهيئة الجو العام للحفاظ على المعروضات من التلف، فضلًا عن المتابعة الدورية اليومية لكافة المقتنيات للتأكد من سلامتها.

ومن ناحيته، استكمل محروس الصناديدي، المشرف على قاعة النسيج بالمتحف القومي للحضارة المصرية القديمة، جولة الوفد، داخل القاعة لشرح المزيد من التفاصيل، موضحًا أن القاعة تحكي قصة نشأة صناعة النسيج في مصر وتطورها على مر العصور وعشق المصري للأزياء والموضة منذ عصور ما قبل التاريخ، واستخدامه للخامات المختلفة بداية من الجلد والكتان والصون والقطن والحرير وغيرها من الخامات.

ابتكر المصري القديم العديد من الأدوات والآلات التي تساعده في صناعة النسيج مثل المغازل والأمشاط والنول الذي يعد أقدم آلة لصناعة النسيج، فالمصري كانت متقدم في الصناعة والصباغة وثبات الألوان، ما جعله ملهم العالم في الموضة والأزياء المختلفة.

وأشار الصناديدي، إلى مئز الملك توت عنخ آمون والذي يعد من أهم المعروضات في قاعة النسيج، وأيضًا طوب قماش طوله 13 متر ويرجه تاريخه لـ 4200 عام، وعبائة من عصر العمارنة تم جلبها من المتحف الزراعي ويرجح أنها تخص اخناتون.

واختتم: القاعة تُقام على مساحة 1000 متر، وتضم حوالي 650 قطعة أثرية.

طالع المزيد من الأخبار عبر موقع الوفد