رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كيف يغتنم المسلم ما تبقى من رمضان

الشيخ محمد مجدي فؤاد،
الشيخ محمد مجدي فؤاد، أحد علماء وزارة الأوقاف

قال الشيخ محمد مجدي فؤاد، أحد علماء وزارة الأوقاف، إن رمضان شهر يغفر فيه لمن تتبع أسباب المغفرة بالصيام والقيام وتلمس ليلة القدر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "... ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له"، وقال المناوي: "رغم أنف من علم أنه لو كفّ نفسه عن الشهوات شهراً في كل سنة، وأتى بما وُظفَ له فيه من صيام وقيام غفر له ما سلف من الذنوب فقصّر ولم يفعل حتى انسلخ الشهر ومضى، فمن وجد فرصة عظيمة بأن قام فيه إيماناً واحتساباً عظّمه الله، ومنْ لم يعظِّمه الله حقَّره وأهانه"، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"، "وما تأخر".

 ‏

اقرأ أيضًا.. واعظ بالأزهر: الصدقة من أفضل الطاعات وأعظمها عند الله

 

أضاف "فؤاد" في تصريحه لـ"بوابة الوفد" إن حكمة الله - عز وجل- اقتضت أن يجعل هذه الدنيا مزرعةً للآخرة وميدانًا للتنافس وكان من فضله - عز وجل - على عباده وكرمه أن يجزي على القليل كثيرًا، ويضاعف الحساب ويجعل لعباده مواسم تعظم فيها هذه المضاعفة، فالسعيد من اغتنم مواسم الطاعات، وتقرَّب فيها إلى مولاه بما أمكنه من وظائف الطاعات؛ عسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات فيسعد بها سعادة يأمن بعدها من النار وما فيها من اللفحات.

 

كيف نغتنم ما تبقى في هذا الموسم العظيم

أكد فؤاد، أن المسلم يغتنم رمضان، بالمبادرة إلى التوبة الصادقة المستوفية لشروطها وكثرة الاستغفار قال الله - عز وجل -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} (التحريم:8)، وبتعلم ما لابد منه من فقه الصيام أحكامه وآدابه والعبادات المرتبطة برمضان من اعتكاف وعمرة وزكاة فِطر وغيرها قال رسول - صلى الله عليه وآله وسلم -: «طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ». (صحيح رواه ابن ماجه).

 

وأشار إلى من الأمور التي تساعد على الصيام والقيام، أن يعقد المسلم العزم الصادق والهمة العالية على تعمير ما تبقى من رمضان بالأعمال الصالحة قال تعالى: {فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} (محمد:21)، واستحضار أن رمضان كما وصفه الله - عز وجل - أيام معدودات، سرعان ما يولي، فهو موسم فاضل، ولكنه سريع الرحيل، واستحضار أن المشقة الناشئة عن الاجتهاد في العبادة تذهب أيضًا، ويبقى الأجر، وشَرْحُ الصدر، فإن فرط الإنسان ذهبت ساعات لهوه وغفلته، وبقيت تبعاتها وأوزارها.

 

وتابع: يجب الاستكثار من الأعمال الصالحات، فإن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها ومن ذلك: تلاوة القرآن الكريم: فإن رمضان هو شهر القرآن فينبغي أن يكثر العبد المسلم من تلاوته وحفظه، وتدبره، وعرضه على من أقرأ منه، وقيام رمضان: فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ سدد خطاكم قَالَ كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - يُرَغِّبُ فِى قِيَامِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فِيهِ بِعَزِيمَةٍ فَيَقُولُ: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنٍْ ذَنْبِهِ» (رواه البخاري ومسلم).

 

وقال فؤاد، إن الصدقة لها فضل كبير وأجر عظيم في رمضان، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ» (رواه البخاري ومسلم)، ومن صور الصدقة إطعام الطعام، وتفطير الصُوّام، قال - صلى الله عليه وآله وسلم -: «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا» (صحيح رواه الترمذي)، فإن عجز عن عَشائه فطَّره على تمرة أو شربة ماء أو لبن، وقال - صلى الله عليه وآله وسلم -: «اتَّقُواالنَّارَ، وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ» (رواه البخاري ومسلم).

 

واستشهد أيضًا بما روي عن عليّ - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا»، فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَدَامَ الصِّيَامَ، وَصَلَّى للهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ» (حسن رواه أحمد والترمذي)، (غُرَفًا) جَمْعُ غُرْفَةٍ، أَيْ عَلَالِيَّ فِي غَايَةٍ مِنْ اللَّطَافَةِ وَنِهَايَةٍ مِنْ الصَّفَاءِ وَالنَّظَافَةِ (تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا) لِكَوْنِهَا شَفَّافَةً لَا تَحْجُبُ مَا وَرَاءَهَا. (لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَام، وأطعمة الطعام)

 

واختتم قائلًا: يجب على المسلم لكي يغتنم رمضان بأن يكثر من النوافل بعد الفرائض: كالسُّنن القبلية والبعدية، وصلاة التسبيح، والضحى، والذكر والاستغفار، والدعاء خصوصًا في أوقات الإجابة، وعند الإفطار، وفي ثلث الليل الآخر، وفي الأسحار، وساعة الإجابة يوم الجمعة، والمحافظة على صلاة الجماعة في المسجد: والاجتهاد في تطبيق قول رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - «مَنْ صَلَّى للهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الْأُولَى كُتِبَت لَهُ بَرَاءَتَانِ بَرَاءَةٌ مِنْ النَّارِ وَبَرَاءَةٌ مِنْ النِّفَاقِ»، (حسن رواه الترمذي).

 

لمزيد من أخبار قسم دنيا ودين تابع alwafd.news