رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

"سادات قريش".. أول مسجد فى أفريقيا بناه عمرو بن العاص بعد انتصاره على الرومان

أول مسجد فى أفريقيا
أول مسجد فى أفريقيا بناه عمرو بن العاص

 يُعد مسجد "سادات قريش" ببلبيس من أهم المعالم الإسلامية البارزة في مصر والعالم العربي والإسلامي والقارة الأفريقية، لما يتمتع به من مكانة تاريخية وأآثرية ممتدة لأكثر من 1400 عام.

 

 

 يقول الشيخ رفيق سمير محمود رفاعي، إمام وخطيب المسجد، مسجد سادت قريش من أقدم المساجد في مصر، وأطلق عليه الاسم تكريمًا لشهداء المسلمين من صحابة رسول الله في معركتهم ضد الرومان عند فتح مصر، التي دارت في أرض بلبيس بقيادة عمرو بن العاص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، واستشهد فيها 250 شهيدًا، 40 منهم من الصحابة، و210 من التابعين رضي الله عنهم من قبيلة قريش، التي تنتسب للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى مقتل 1000جندي روماني وأسر 3000.

 

 

وأشار إمام مسجد سادت قريش في تصريحات خاصة للوفد، إلى أن سبب حضور الجيش الإسلامي إلى مصر آنذاك هو رفع الظلم عن أهل مصر من الحكم الروماني الطاغي؛ ونشر العدل والمسامحة بين أهلها الطيبين، لافتًا إلى أن أرض بلبيس تباركت بمرور الصحابة والتابعين أفراد الجيش الإسلامي، ودفن فيها شهداء أطهار بأرضها؛ لذلك توارث أهلها الأخلاق الحسنة والطيبة والكرم حتى يومنا هذا، خصوصًا أن بعض المصادر ذكرت أن السيدة زينب بنت الإمام علي، رضي الله عنهما، مكثت في بلبيس وفي هذا المسجد لمدة شهرًا، تتعبد فيه ربها، وذلك بسبب رؤية رأت فيها جدها النبي محمد صلى الله عليه وسلم يأخد بيدها حتى جاءت إلى أرض بلبيس، واستقبلها أهلها بكرم ومودة وترحاب.

 

وذكر الشيخ رفيق أن مساحة المسجد 3 آلاف متر تقريبًا، والنسبة المخصصة للصلاة 1500 متر فقط، وتم تجديد المسجد في العهد العثماني على يد الأمير مصطفى الكاشف، الذي أنشأ المأذنة عام 1003 هحرية، وتعاهد عليه الخلفاء الراشدين منهم الخليفة المأمون في العصر العثماني، وأقام فيه 40 يومًا اعتنى خلاله بالمسجد وقام على إعماره والاهتمام به.

 

  ولفت إمام المسجد إلى أنه تم تشييده على الطراز الإسلامي القديم، وسقفه من الخشب، ومساحته مستطيلة الشكل، تضم 3 صفوف من الأعمدة الرخامية، مقسم إلى 4 أروقة موازية لحائط القبلة، وتيجان الأعمدة مختلفة الأشكال، وتم تغيير بابه الرئيسي العام الماضي بما يتناسب مع مكانته التاريخية، إضافة إلى ترميم المئذنة بعد بعد سقوط جزء منها، واستكمال الحجارة المتآكلة في الجزء العلوي من المئذنة التي تضم نقوشًا من الرسوم الهندسية الأثرية، وتحكيل العراميص وتنظيفها، وذلك للحفاظ على المادة التاريخية للمباني الأثرية، وإبراز قيمتها وأصالتها، باعتبارها تعكس حقبة زمنية وفترة في تاريخ مصر.

 

وأوضح أن مسجد سادات قريش يتمتع بأهمية كبرى لدى المسلمين، سواء في الداخل والخارج، مشيرًا إلى أنه

شاهد منذ أسبوعين وفدًا من مسلمي بنجلاديش يزورون المسجد، وكانوا يتطلعون لزيارة قبور الصحابة المدفونين في جميع أرجاء المسجد إلا أنهم لم يتمكنوا من الوصول إليهم ولا لأرضية المئذنة التي مر عليها أكثر من 400 عام لوجود حراسة عليها من الآثار، وذلك لحبهم للمكانة الطاهرة التي يتمتع بها المسجد.

 

 وألمح إلى أن المصادر التاريخية أشارت إلى أن مدينة بلبيس التي تشرفت وبوركت بوجود مسجد سادات قريش بين أرجائها؛ تحتل المكانة رقم 5 بالنسبة للمدن في العالم، من حيث القدم والبناء والناحية الأثرية، لافتًا إلى أن المسجد يكتظ بالمصلين في جميع الفرائض، وتزداد الأعداد في صلاتي الجمعة والتراويح في شهر رمضان التي تمتد الصفوف لخارجه من كثرة المصلين والمريدين، فضلًا عن مداومة الأهالي إقامة صلاة الجنائز فيه، لما يتمتع به من قدسية من وروحانية خاصة تمتد للصحابة رضوان الله عليهم جميعًا.

 

 

وطالب محمد سعد الهلالي، والسيد بكر، وأحمد عبدالفتاح، من أهالي مدينة بلبيس، وهي إحدى مدن محافظة الشرقية، وتعد واحدة من أقدم مدن مصر، وأحد أهم المدن التاريخية بها، ولها أهمية إستراتيجية كبرى لكونها البوابة الشرقية لمصر ومعبرًا للوافدين عليها في العصور الأولى، وكانت إحدى مقرات الهكسوس، ومقرًا لحكم الكثير من حكام مصر القديمة لمدة 145 عامًا، منهم رمسيس الأول والثانى، وكان يطلق عليها العاصمة السابعة؛ نطالب المسؤولين بضرورة إلقاء نظرة اهتمام للمسجد المبارك الذي بناه عمرو بن العاص، ويحتل المركز 13 في تاريخ المساجد الإسلامية على مستوى العالم، من حيث القدم؛ المعاملة بالمثل مع مسجد الإمام الحسين الذي بني بعده ويشهد من وقت لآخر أعمال تطوير، راجين أن يتم صيانة المسجد في القريب العاجل ويعاد تأهيله بما يتناسب مع مكانته التاريخية والدينية التي يستحقها.