تعرف على.. مسجد "سادات قريش" بالشرقية أقدم مساجد مصر وأفريقيا

 تنتشر على أرض محافظة الشرقية العديد من المناطق الأثرية والمزارات السياحة الدينية، سواء الإسلامية، أو القبطية، لتصبح شاهدة على تعاقب الحضارات المصرية العظيمة عبر مختلف العصور التاريخية، التي تعود لفترات مهمة من تاريخ الدولة المصرية العتيقة، وتتنوع مفرداتها المعمارية والفنية ويحمل كل منها طابعه المميز، ترصد "الوفد" خلال جولتها أشهر المساجد الأثرية بالمحافظة.

 

مسجد "سادات قريش":

 يعد مسجد "سادات قريش" أحد المعالم الأثرية الإسلامية في محافظة الشرقية، الذي يقع في مدينة بلبيس، ويعتبر من أهم المعالم الأثرية الإسلامية، وأحد أقدم المساجد المصرية وهو أول مسجد بني في مصر والقارة الأفريقية، قبل مسجد "عمرو بن العاص"، وقد أطلق عليه هذا الاسم تكريمًا لشهداء المسلمين من صحابة الرسول في معركتهم ضد الجيش الروماني عند فتحهم لمصر.

 

 ويرجع تاريخ إنشاء المسجد إلى دخول الجيش العربي الإسلامي بقيادة عمرو بن العاص لفتح مصر ووصوله إلى مدينة بلبيس، حيث دارت معركة طاحنة بينهم وبين الجيش الروماني سميت بـ"معركة بلبيس" سنة 18 هجريًا، التي انتهت بهزيمة ساحقة للرومان وخسارة 1000 قتيل، وأسر 3 آلاف جندى من الجيش الروماني، كما استشهد ما يقارب من 250 مسلمًا منهم 40 صحابيًا و210 من التابعين، منهم عدد كبير ينتسبون إلى قبيلة قريش وهي قبيلة الرسول

"صلى الله عليه وسلم".

 

 عقب انتهاء "معركة بلبيس" أقدم "عمرو بن العاص" على بناء المسجد فى المكان ذاته الذى استشهد فيه المسلمون وكان من بينهم 20 من صحابة الرسول تم دفنهم أسفل المسجد وأطلق عليه مسجد "سادات قريش"، ليؤدي الجنود صلاتهم فيه ومعهم من أسلم من أهل بلبيس، تكريمًا وتخليدًا لذكرى الشهداء.

 

تبلغ مساحة المسجد نحو 3 آلاف متر مربع، والمسجد مستطيل الشكل يحتوي على 3 صفوف من الأعمدة الرخامية، ومقسم إلى 4 أروقة موازية لحائط القبلة، وتيجان الأعمدة مختلفة الأشكال، وتم تجديد المسجد في العهد العثماني على يد أمير مصر في ذلك الوقت "أحمد الكاشف" الذي أنشأ المئذنة، فيما يضم المسجد بعض المعالم الفرعونية الموجودة بغرب المسجد على هيئة نوافذ زجاجية وسقف خشبي، وآخر ترميم للمسجد تم فى عهد الخليفة "المأمون" بالعصر العباسي.