رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مستغلة الأزمة العالمية... إيران تزيد من نشاطها في سوريا

إيران
إيران

يبدو أن إيران شعرت بالخطر مؤخرا، على مكتسباتها من الحرب السورية، لاسيما بعد الضربات الإسرائيلية المتتالية على مواقعها وقوافلها العسكرية في الساحل السوري، بالإضافة إلى التطبيع العربي المستمر مع دمشق، ما يشكل خطرا حتميا على نفوذ طهران في سوريا.

وسرّعت إيران مؤخرا من وتيرة توسعها العسكري والاقتصادي، في إطار هيمنتها على الكثير من القطاعات الاقتصادية، أبرزها الطاقة والاتصالات إضافة إلى محاولة التوسع العسكري في مناطق الجنوب والشمال الشرقي للبلاد.

منذ أن دخلت إيران الساحة السورية عسكرياً، وجهت أنظارها إلى أقصى شرق البلاد، دير الزور. ظلّت إيران تحضّر مليشياتها للسيطرة بدير الزور، فكان لها ذلك في الربع الأخير من عام 2017، عندما دخلت الضفة الجنوبية من محافظة دير الزور، بعد انسحاب القوات الروسية، ودخول قوات الأسد والمليشيات الإيرانية.

مع دخول إيران دير الزور، جعلت من المدن الكبيرة في المحافظة أهمية قصوى لها، وخصوصاً مدينة البوكمال الحدودية، التي أولتها اهتماماً خاصاً منذ الأيام الأولى، عن طريق تواجد القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني “قاسم سليماني” في البوكمال، وبسط سيطرته عليها.
غير ذلك تعمل إيران على تجنيد وإغراء المدنيين للإنخراط في أعمالها الإجرامية في سوريا، بالإضافة إلى تسهيل تهريب السلاح والأثار السورية ودخول مرتزقة بهدف ديني من أفغانستان والعراق. حيث ذكر تقرير للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، أن جهات إيرانية أرسلت في الشهور الأخيرة حقائب مليئة بالدولارات إلى عدة جهات في البلدات السورية الجنوبية، في منطقتي حوران والجولان، بغرض تجنيدها لأهدافها السياسية والعقائدية. وبحسب التقرير الإسرائيلي، وصلت الأموال إلى قادة بلدة قرفا التي نجحت إيران في تحويلها من المذهب السني إلى المذهب الشيعي، وإلى جهات أخرى تسعى لتجنيدها أو تشييعها واستخدامها في تسهيل مهمات حزب الله.

يؤكد الخبير العسكري والسياسي أسامة الدنوري، أنه منذ مطلع عام 2022 بدأت إيران اتخاذ مجموعة من الأنشطة السياسية والعسكرية والاقتصادية والأمنية بالتنسيق مع نظام الأسد، كانت بمثابة مؤشرات على إعادة التموضع في سوريا. حيث أن الزيارة الأخيرة التي قام بها علي مملوك مدير مكتب الأمن الوطني لنظام الأسد

إلى طهران تدل على الحاجة الملحة إلى تعزيز التنسيق الأمني بين الطرفين والاستعداد لأي تأثير محتمل للصراع في أوكرانيا على سوريا.

كما يؤكد الدنوري، إلى أن نشاط الخلايا الأمنية التابعة للميليشيات الإيرانية قد ازداد ضمن مناطق سيطرة قسد شمال شرق سوريا، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى التهديد الأمني الذي تمثله ضد قواعد قوات التحالف الدولي والقوات الأمريكية بشكل خاص.

ويختم الدنوري، إن استمرار الصراع في أوكرانيا قد يؤدي إلى تراجع اهتمام روسيا بالقضية السورية، ولن تفوت إيران هذه الفرصة لتعزيز وتوسيع نفوذها في قطاعات مختلفة، مستفيدة من حاجة النظام للحصول على المساعدة والدعم، لا سيما في حال توقيع الاتفاق النووي بين إيران والغرب وما قد يترتب عليه من تخفيف للقيود الاقتصادية عنها.

تشهد المدن السورية تصعيداً كبيراً في عمليات الاغتيال والتصفية بالإضافة إلى السرقات وانتشار الميليشيات، في المناطق التي تنتشر فيها الميليشيات التابعة لإيران، وتهدف هذه العمليات التي تقوم بها إيران لتكون سوريا منطقة لترويج إديلوجيتها الدينية ومشروعها الاستعماري الذي تسعى على تنفيذه في سوريا. 

ولم تتوقف إيران عن محاولاتها التمدد داخل سوريا بالرغم من المعارضة الشديدة لهذا الأمر من قبل الشعب السوري، وقد عملت خلال سنوات الثورة السورية على ترسيخ وجودها سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وحتى ثقافياً، إذ سيطرت على مفاصل مهمة في سوريا وعملت على أجندة مقلقة بالنسبة لكل السوريين.