رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ثورة 1919 من أعظم أحداث التاريخ الإنسانى

ثورة 1919
ثورة 1919

الشعب المصرى ذو إرادة صلبة ألهمت شعوب العالم بالاستقلال والحرية

"كيرتزر": القوى الغربية أحبطت تجربة الوفد الديمقراطية وتحالفت مع الإسلام السياسى

 

أحيا معهد «فالداى للدراسات الروسية» ذكرى إعلان استقلال مصر فى 28 فبراير 1922، الذى جاء بعد اندلاع ثورة 1919 بقيادة الزعيم سعد زغلول التى قادت إلى إعلان مصر مملكة مستقلة عن الدولة العثمانية، وأوضح الدكتور دانيل كيرتزر أستاذ الشئون الدولية فى جامعة برينستون، أنه على الرغم من مرور مائة عام على ثورة 1919 إلا أن إعلان استقلال مصر بفضل هذه الثورة كان له تداعيات على المستويين المحلى والدولى من أهمها إثبات قوة إرادة المصريين الذين استطاعوا الحصول على استقلالهم من خلال ثورة سلمية تعتبر من أعظم ثورات التاريخ الإنسانى، على حد قول كيرتزر، مضيفا أن المصريين عكسوا مدى تحضرهم أثناء أحداث الثورة وكذلك فئات الشعب المتنوعة التى شاركت فى الثورة من الطلاب والموظفين والعمال الذين ينتمون إلى كل الاديان معلنين استقلالهم امام قوة الاحتلال الإنجليزى فى ذلك الوقت.

وأكد الدكتور «كيرتزر» أن ثورة 1919 كانت أول خطوة فى تقويض الاحتلال الغربى فى دول المنطقة حيث انتصر الشعب المصرى على قوة بريطانيا العظمى إحدى الدول المنتصرة فى الحرب العالمية الأولى وهو ما مهد الطريق لحصول باقى الشعوب الأفريقية والآسيوية والعربية على استقلالها، وكشف كيرتزر عن مفاجأة مدوية وهو أن الغرب يكيل بمكيالين وأنه لم يعن أبدا بالديمقراطية، على حد قوله، حيث تحالفت القوى الغربية مع حركة الإسلام السياسى فى مصر من أجل السيطرة على مقاليد البلاد والشرق الأوسط وإحباط القوة الشعبية لحزب الوفد بعد فوزه بالاغلبية الساحقة فى الانتخابات وتشكيل سعد زغلول للحكومة فى 1924، ووصلت محاولات الاحتلال إلى التبرع بـ500 جنيه إلى زعيم حركة الإسلام السياسى فى مصر آنذاك، وهو الأمر الذى يعتبره «كيرتزر» محاولة صريحة من الغرب فى إحباط تجربة الديمقراطية فى مصر، بل وامتد الأمر إلى بث الفرقة بين المسلمين والمسيحيين وكذلك بين طوائف المسلمين بعضهم البعض.

وأشار موقع مركز «فالداى للدراسات الروسية» إلى الدعم الروسى للثورة المصرية فى 1919

وإرسال الزعيم السوفيتى لينين خطابا إلى نظيره المصرى سعد زغلول مبديا استعداده لتقديم كافة أشكال الدعم والتشجيع لبسالة الشعب المصرى ومقاومته للاحتلال البريطانى، كما رصد الموقع أداء الزعيم الوفدى الراحل مصطفى باشا النحاس الذى أبدى إعجابه بتجربة الشعب الروسى الذى حارب من أجل سيادته على أراضيه وحريته فى أحد المؤتمرات بلندن.

كان معهد فالداى للدراسات الروسية قد أعد دراسة عن ثورة 1919 أكد من خلالها الدكتور دانيل كيرتز على انفراد وقوة ثورة 1919 آنذاك حيث كانت أول ثورة شعبية تطلق شعارات «كفاية ولا» فى وجه المعايير المزدوجة التى تكيل بها القوى الغربية والتى حكمت بها شعوب العالم، فعلى سبيل المثال وقف الرئيس الأمريكى وودرو ويلسون أمام الكونجرس ليعلن المبادئ 14 لمنظمة الامم المتحدة فى 8 يناير 1918 وعلى رأسها حق الشعوب فى تقرير مصيرها وكان يعنى بها الشعوب الأوروبية بعد الحرب العالمية الأولى متجاهلا حق الشعب المصرى فى الحصول على استقلاله وحريته من أجل استمرار استغلال بريطانيا للجنود المصريين فى حملاتها العسكرية فى سوريا وفلسطين حتى تنفصلا عن الدولة العثمانية، وأضاف «كيرتزر» أن الشعب المصرى تحدى كل العقبات واستمر فى كفاحه لمدة ثلاثة عقود متتالية حتى حصل على الاستقلال التام فى منتصف الخمسينيات، مقدما نموذجا ودرسا عالميا تعلمت منه واقتدت به عشرات من الشعوب التى حصلت على استقلالها فيما بعد.