مقاصد سورة القارعة
التدبر فى كتاب الله من صفات المتقين وللحديث عن مقاصد سورة القارعة، لا بدّ من التغلغل بين ثناياها، تتحدّث سورة القارعة عن أهوال يوم القيامة، ومدى شدّتها وقساوتها، وخروج النّاس فيها من قبورهم، وانتشارهم كالحشرات المتطايرة في كلّ مكان، وكأنهم يتحرّكون على غير هدى، وتبدأ مقاصد سورة القارعة بلفت الانتباه إلى أحد الأسماء المرعبة، "القارعة" وهو اسم من أسماء يوم القيامة: " القارعة" اليوم الذي يقرعُ القلوب، ويخيفها بعد قرعه للأسماع، وذلك عند النّفْخ في الصّور، كما قال - تعالى -: {وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ}.
ومن مقاصد سورة القارعة تكرار اسم السورة مع الاستفهام، {مَا الْقَارِعَةُ}،ولكن للتّعظيم والتفخيم لا للاستفسارلأنّ الله -سبحانه- يعلم الجواب، وهذه من أساليب القرآن في التّربية ولفت النظر، ومن مقاصد سورة القارعة أيضًا تكرار الاستفهام مع الإضافة عليه، {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ}،أي: أيّ شيء أخبرك عن هذه القارعة؟ أي: ما أعظمها! وما أشدّها من حادثة!. قال -تعالى- {يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ}،أي: كالحشرات الكثيرة المنتشرة حول شعلة نار في ليلة ظلماء، {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ}، بينما الجبال تكون كالقطن أوالصّوف الذي نفشته الأيدي.
ومن مقاصد سورة القارعة أنّ الله سبحانه وتعالى قد بيّن للعباد
ومن المقاصد أيضًا استخدام أسلوب الاستفهام للتّغظيم والتّفخيم للنّار التي سيعذّب فيها المجرمون: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ، نَارٌ حَامِيَةٌ}،ومن خلال هذا التّخويف من هول يوم القيامة، فإنّه ينبغي على المؤمن أن يقيَ نفسه من عذاب ذلك اليوم، وهذه الوقاية إنّما تكون بفِعْل الخيرات، ولو بأقلّ القليل؛ لقول النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: "..فاتَّقُوا النَّارَ ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ".