د. وجدى زين الدين يكتب من شرم الشيخ: رسائل السلام من أرض السلام

فى افتتاح منتدى شباب العالم، دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى دول العالم إلى العمل معاً لتجاوز تحديات البقاء وإنهاء الأزمات الراهنة من أجل الإنسانية وإحلال السلام، وتحدث الرئيس عن ضرورة إخلاص النوايا باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الصراعات وإدارة الاختلاف فى العالم. ورغم أن كلمة الرئيس السيسى كانت قليلة، إلا أنها عبارة عن عدد من الرسائل المهمة إلى العالم أجمع، وحوت العديد من المضامين المهمة، من أجل نفع الإنسانية بشكل يفوق كل خيال أو تصور.

الرئيس السيسى تحدث واصفاً المنتدى بأنه بات منصة لتبادل الحوار والتواصل بين الشباب وأداة لتبادل الرؤى بين كل دول العالم. ويؤكد الرئيس على حتمية الحوار وأهمية إدارة الاختلاف وتشكيل حالة من الإيمان واليقين بأن حكمة الخالق وسره فى هذا الكون هى الاختلاف دون تمييز.

ورغم أن كلمة الرئيس فى الافتتاح قصيرة جداً إلا أنها تحمل رسائل كثيرة جداً، أولاها أنه بات من الضرورى والحتمى نبذ الخلافات والصراعات، وحدد الرئيس أن الإخلاص فى النوايا هو السبيل الوحيد لوقف الأزمات والصراعات التى تعد تهديداً مباشراً للإنسانية، وهى رسالة تحمل من مضامين الرحمة والسلام الكثير والكثير، ولا أحد فى الكون يختلف فى أن الاختلاف هو سنة الحياة وسر الخالق فى الأرض كما قال الرئيس، لكن الأهم هو إدارة هذا الاختلاف بما يتماشى مع السلام ونبذ الصراع والحروب وخلافه بما لا يضر بالإنسانية التى هى فوق كل اعتبار وأهم ما فى الكون. والرئيس السيسى وجه رسالة أخرى غاية فى الأهمية وهى العمل بكل السبل والطرق على القضاء على الأزمات التى تتعرض لها الإنسانية وفرض السلام على الجميع من أجل خدمة الإنسانية، وهناك رسالة سياسية بالغة الأهمية وهى حتمية الحوار بين كل دول العالم لتبادل الرؤى والأفكار، وهذا هو هدف منتدى الشباب فى شرم الشيخ.

وجدنا رسائل أخرى مهمة على لسان ضيوف مصر الذين شاركوا فى افتتاح المنتدى، فالرئيس المالطى قال إن نقاشات منتدى الشباب فى شرم الشيخ تسهم فى تبادل الأفكار على المستوى الدولى، ورئيس زامبيا يؤكد تقديره لهذه الفرصة التى يقدمها المنتدى للتعرف على إبداعات الشباب من كل أرجاء الدنيا.

أما تنزانيا فتدعو لبذل كل الجهود المشتركة بين المؤسسات الدولية للتغلب على كل التحديات التى تواجه الإنسانية. أما وزيرة الشباب بالإمارات فتؤكد أن مصر قلب العروبة، وأن منتدى الشباب منصة حوارية مهمة للغاية بين جموع الشباب، وممثل الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، فيرى أن المنتدى فرصة ذهبية استثنائية لحوار تفاعلى واحد.

وجاءت الرسالة الأخيرة على لسان السفير الأمريكى بالقاهرة عندما قال إن بلاده تعمل مع الحكومة المصرية لمواجهة توابع كورونا، ما يدل على وجود تعاون وثيق واستراتيجى بين البلدين.

هذه كانت رسائل تدعو إلى السلام من أرض السلام «شرم الشيخ» وكلها رسائل من الأهمية بمكان لخدمة الإنسانية جمعاء كما قال الرئيس السيسى، إضافة إلى أمر بالغ الأهمية وهو ضرورة الاهتمام بالشباب لأنه القادر الحقيقى على تحقيق حلم السلام بين جميع دول العالم فى المستقبل، ولذلك جاءت منصة الحوار المهم فى شرم الشيخ التى يرعاها الرئيس السيسى.