تعرف على من هم المؤلفة قلوبهم المذكورة فى سورة التوبة
التدبر فى كتاب الله من اسباب زيادة الايمان والثبات على الطاعة وقال الله تعالى : {إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفى الرقاب والغارمين وفى سبيل الله} التوبة : 60 .
المؤلفة قلوبهم منهم مسلمون ومنهم كافرون، والمسلمون أقسام أربعة :
القسم الأول - قوم من سادات المسلمين لهم نظراء من الكفار، إذا أعطيناهم من الزكاة يرجى إسلام نظرائهم ، كعدى بن حاتم والزبرقان ابن بدر حيث أعطاهما أبو بكر مع حسن إسلامهما .
القسم الثانى- زعماء ضعفاء الإيمان لكنهم مطاعون فى أقوامهم ، ويرجى بإعطائهم من الزكاة تثبيت الإيمان فى قلوبهم ، كمن أعطاهم النبى صلى الله عليه وسلم فى غزوة حنين ، وهم مسلمة الفتح ، أى الذين دخلوا فى الإسلام حديثا عند فتح مكة التى كانت غزوة حنين عقب الفتح قبل أن يعود النبى صلى الله عليه وسلم إلى المدينة .
القسم الثالث - قوم من المسلمين يخشى أن يستميلهم العدو لمصلحته ، وهم العملاء الذين ينشطون حين يرون الفائدة ميسرة لهم .
القسم الرابع - قوم من المسلمين يحتاج إليهم لجباية الزكاة ، لأنهم ذوو نفوذ فى أقوامهم ، لا تجبى إلا بسلطانهم أو بقتالهم ، فيرتكب أخف الضررين ويعطون شيئا من الزكاة بدل أن تضيع كلها .
أما الكافرون من المؤلفة قلوبهم فهم قسمان :
القسم الأول : من يرجى إيمانه ، كصفوان بن أمية الذى أعطاه الرسول من غنائم حنين .
القسم الثانى : من يخشى شره
ويقال : إن هؤلا أسلموا فى فتح مكة قبل أن يعطيهم النبى صلى الله عليه وسلم من حنين ، فهم داخلون فى القسم الثانى من المسلمين .
والإمام الشافعى قال : لا تعطى الزكاة إلى المؤلفة قلوبهم إلا إذا كانوا مسلمين ، فلا تعطى لكافر، وأما الفاسق فلا مانع من إعطائه .
وقال أبو حنيفة وأصحابه : إن سهم المؤلفة قلوبهم قد سقط بانتشار الإسلام ، كما فعل عمر رضى الله عنه ، فلا تعطى الزكاة لأحد منهم ، مسلما كان أوكافرا .
والمختار الآن عدم إعطاء الكفار من هذا السهم لدفع شرهم ، وإن جاز إعطاؤهم من سهم "سبيل الله" لأنه جهاد ، والجهاد وسائله كثيرة ، منها المال . ويمكن الرجوع إلى تفسير المنار لمن يريد مزيدا من التوضيح ، وكذلك إلى " المغنى لابن قدامة" باب الزكاة.