رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعرف على اسم الله المعيد

بوابة الوفد الإلكترونية

 

خلق الله تعالى كل شيء في السموات والأرض ثم يوم القيامة ينفخ في الصور ليبعثنا بعد أن أمات كل من على الأرض وهذا ما يوضحه شرح اسم الله "المعيد" من كتاب شرح أسماء الله الحسنى لسعيد بن وهف القحطاني. ورد اسم الله "المعيد" في القرآن الكريم ، قال تعالى: "إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ"، البروج. والمعيد: الله الذي يعيد الخلق بعد الحياة إلى الممات، ثم يعيدهم بعد الموت إلى الحياة، ومن يتذكر العودة إلى مولاه صفا قلبه، ونال مناه، والله بدأ خلق الناس، ثم هو يعيدهم أى يحشرهم، والأشياء كلها منه بدأت واليه تعود.

 

 إن الله -سبحانه وتعالى- قد بنى هذا الكون الذي نعيش فيه على البدء والإعادة، الخلق ثم البعث، الليل ثم النهار، الحياة ثم الممات؛ ولولا بدء الله وإعادته للأحياء والأفلاك والخلائق لفنيت الأجناس وفني كل شيء؛ لكن الله -عز وجل- قائم على خلقه بالبدء والإعادة ليحفظه من الزوال؛ -فسبحانه- هو الله المبدئ المعيد.

 

 تتشابه معانى اسمي الله المبدئ والمعيد لكنها لا تتطابق، فكل منهما يدل على الإيجاد؛ لكن المبدئ من يُوجِد من عدم، والمعيد من يُوجِد ما كان موجودًا من قبل؛ فمعنى اسم الله المبدئ أي: الموجد والمظهر من عدم على غير مثال سابق بتقدير وتدبير وإبداع.

 

أما اسم الله المعيد فمعناه الموجد لما كان موجودًا من قبل ثم فني؛ فإن الإيجاد إن كان مسبوقًا بمثله يسمى إعادة، وإِن لم يكن مسبوقا بمثله سمي إبداء، فالله -تعالى- هو "المبدئ خلقه بلا مثال، والمعيد لها بعد فنائها" (التوحيد لابن مَنْدَه).

 

وهما اسمان متكاملان، إذا اجتمعا يوجبان الكمال لله -تعالى-، لذا لا ينبغي إفراد أحدهما عن الآخر؛ لأنه قد يوهم النقص في حقه -سبحانه وتعالى-.

 

ولم يرد الاسمان الجليلان في القرآن ولا في السنة الصحيحة إلا بصيغة الفعل، كما في قوله -تعالى-: (إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ) [البروج: 13]، وقوله -عز من قائل-: (وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) [يونس: 4]، وكذا جاء في السُنة فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "قال الله: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك؛ فأما تكذيبه إياي فقوله: لن يعيدني كما بدأني" (البخاري).

 

وسيتضح لنا -إن شاء الله- عند الحديث عن صور البدء والإعادة أن من معاني اسم الله المبدئ: المظهر والمبدع، وأن من معاني اسم الله المعيد: باعث الناس يوم الحساب، ومعدد الألوان والأشكال والأجناس.

 

أيها المؤمنون: قد ورد من النصوص ما يوهم أن الاعادة على الله أهون من الابتداء، أو أن الابتداء أصعب عليه -سبحانه- من الإعادة! وذلك كقوله -عز من قائل-: (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ

الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) [الروم: 27]، والجواب: أن هذا غير مراد من الآية، وأن الله -عز وجل- يستوى عنده البدء والإعادة، فإنما الجميع بكلمته، قال -تعالى-: (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [النحل: 40]؛ والمراد بالآية الكريمة ما يلي:

 

أولًا: أنها من باب مجاراة منكري البعث القائلين: (أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا) [الإسراء: 49]، وإقناعهم وفقًا لما يعتقدون من كون الإعادة أهون من الإنشاء والابتداء؛ وذلك ليؤمنوا بالبعث، ومنه قول الله -تعالى-: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [الأحقاف: 33]؛ فإن الذي قدر على ابتداء خلق الإنسان من عدم قادر كذلك على إعادته -بعد موته- حيًا بل هو عندكم أيسر، ومثله قوله -عز من قائل-: (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) [الأنبياء: 104]، قال القرطبي: "هذا مثل ضربه الله -تعالى- لعباده، يقول: إعادة الشيء على الخلائق أهون من ابتدائه، فينبغي أن يكون البعث لمن قدر على البداية عندكم وفيما بينكم أهون عليه من الإنشاء".

 

ثانيًا: أن كلمة: "أهون" بمعنى هين يسير، ويكون معنى الآية: "هو هين عليه وما من شيء عليه بعزيز" (تفسير الخازن)، وقد تكرر هذا المعنى في القرآن كثيرًا، قال -تعالى-: (أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [العنكبوت: 19-20]، وقال -عز من قائل-: (زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) [التغابن: 7].