رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تعرف آداب نصح الناس

بوابة الوفد الإلكترونية

المؤمن هين لين رفيق سهل، يستعمل اللين والرفق ما أمكن، وينصح إذا نصح بالتي هي أحسن، ويتحمل أذى الخلق، ويكف أذاه عنهم، وإذا انتهكت حرمات الله تعالى؛ غضب لله، وأنكر المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة.

 

فهو يحرص على الجمع بين المصالح رعاية لحق الله تعالى، وحق عباده، فإذا كان شخص ما يرتكب منكرا، وأمكن مناصحته سرا، فهو أولى من مناصحته علانية، وإن كانت في هذا الشخص صفة مستهجنة، لكنه لم يرتكب منكرا، كأن كان كثير الكلام مثلا؛ فإنه يحرص على نصحه دلالة له على الخير الذي يقربه إلى الله تعالى، ويحفظ عليه دينه، فهو في أفعاله كلها يراقب ربه، ويحرص على مرضاته.

فإن كان في النصح غير المباشر غنية لم يلجأ إلى النصح المباشر؛ لئلا يخجل ذلك الشخص، أو يحرجه تأسيا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- إذ كان يقول: ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا، وإن لم تنفع النصيحة غير المباشرة، فإنه يتحرى أرفق الكلمات، وأرقها، وأنسب الأوقات ليوجه نصحه لهذا الشخص، مع الحرص التام على ألا يخجله، بل يبين له أنه إنما ينصحه لكونه يحبه؛ ولأن المؤمن مرآة أخيه؛ ولأنه ليس أحد سالما من العيوب، ونحو ذلك.

 

فيجمع بذلك بين المصالح كلها؛ إذ الشرع قد أتى بتحصيل المصالح وتكميلها، وتقليل المفاسد وتعطيلها، وهو في ذلك كله يبحث عن الأرضى لله تعالى، فيفعله، ويتقي الله تعالى في خلقه،

ويرحمهم جميعا، ويحرص على مصلحتهم في دنياهم وآخرتهم.

 

وأما نصيحة الناس في الملأ؛ فأمر لا ينبغي، ولا يليق، بل هو بالتعيير أشبه من أن يكون نصيحة، وقد نبه العلماء على هذا المعنى، وبينوا أن الذي يتعين هو النصح سرا، ما أمكن؛ لئلا تصير النصيحة فضيحة.

 

قال ابن رجب -رحمه الله: قال الفضيل: المؤمن يستر وينصح، والفاجر يهتك ويعير، فهذا الذي ذكره الفضيل من علامات النصح والتعيير، وهو أن النصح يقترن به الستر، والتعيير يقترن به الإعلان. وكان يقال: (من أمر أخاه على رؤوس الملأ فقد عيَّره) أو بهذا المعنى. وكان السلف يكرهون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على هذا الوجه، ويحبون أن يكون سرًّا فيما بين الآمر والمأمور، فإن هذا من علامات النصح، فإن الناصح ليس له غرض في إشاعة عيوب من ينصح له، وإنما غرضه إزالة المفسدة التي وقع فيها. وأما إشاعة وإظهار العيوب؛ فهو مما حرمه الله ورسوله.