تعرف على الفرق بين الشكر والحمد
يسأل الكثير من الناس عن الفرق بين الشكر والحمد فأجاب الشيخ عطية صقر رحمه الله وقال قالوا الشكر مثل الحمد إلا أن الشكر أخص، فإنك تحمد الإنسان على صفاته الجميلة وعلى معروفه ولا تشكره إلا على معروفه دون صفاته. فمثلاَ الرجل الخلوق المهذب، أنت تحمد له أدبه بالثناء عليه وإنما تشكر له فعل الأدب نفسه إن وقع. فالحمد يكون على الصفات وعلى المعروف، أما الشكر فيكون على المعروف دون الصفات، قال ثعلب وهو أحد أئمة اللغة: "الشكر لا يكون إلا عن يد، أما الحمد فيكون عن يد أو عن غير يد"، سواء أعطاك أو لم يعطك.
قال القرطبي: "وتكلم الناس في الحمد والشكر هل هو بمعنى واحد أم بمعنيين فذهب الطبري والمبرد إلى أنهما في معنى واحد وهذا غير مرضي! والصحيح أن الحمد ثناء على الممدوح بصفاته من غير سابق إحسان، والشكر ثناء على المشكور بما أولى من الإحسان". لذا قال الله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّـهِ} [الفاتحة من الآية:2] ابتداءً سواء أسدى إليك أم لم يسد فهو محمود سبحانه وتعالى لذاته بجميل صفاته بجميل أفعاله. يقول ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين: "الفرق بين الشكر والحمد أن الشكر أعم من جهة أنواعه وأسبابه وأخص من جهة متعلقاته. فالشكر يكون بالقلب خضوعاً وإستكانة، وباللسان ثناءً واعترافاً، وبالجوارح طاعة وانقيادا".
قلبك ينكسر بشهود النعمة، فشهود النعم أحد مرققات القلوب
من حيث المتعلقات: أي أن الشكرمتعلق بالنعم دون الأوصاف. فأنت تشكر على النعم ولا تشكر على الصفة، يعني لا تشكر الله أنه تواب وإنما تحمده أنه تواب وتشكره أنه تاب عليك. لذلك لا يُقال شكرنا الله على حياته وسمعه وبصره وعلمه إنما يقال حمدنا الله فهو المحمود عليها كما هو محمود على إحسانه وعدله.