تلك اليد المحتالة.. مجموعة قصصية جديدة لـ يوسف المحيميد
صدرت مجموعة قصصية جديدة للروائي السعودي يوسف المحيميد، عن دار خطوط وظلال في عمّان بالأردن، وذلك بعد تجربة سردية طويلة، تمثلت في نحو ثماني روايات وأربع مجموعات قصصية كرَّست اسمه على المستويين العربي والعالمي، وذلك بعد ترجمة أبرز أعماله مثل (فخاخ الرائحة) و(القارورة) و(الحمام لا يطير في بريدة) إلى عدد من اللغات أبرزها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والرومانية والتركية وغيرها.
اقرأ أيضا.. "هندسة العالم" مجموعة قصصية بمعرض عمان الدولي للكتاب
تأتي مجموعة (تلك اليد المحتالة) بعد روايته الأخيرة (أكثر من سلالم) التي صدرت قبل عام عن المركز الثقافي العربي في بيروت والدار البيضاء، وتناولت حياة فتاتين، إحداهما تهرب من تجربة حبٍّ قصيرة إلى حبٍّ أكثر نضجًا وعمقًا، من الرياض إلى لوس أنجلوس، في رحلة بحث واكتشاف، والأخرى تبحث عن هويتها، ووطنها، وأبيها الذي اختفى منذ عشرين عامًا.
حكايتان تتقاطعان لتكشف كل واحدة منهما الصراع الأبدي بين مرارة الواقع ومتاهة الحلم، وتسيران بخطين متناقضين؛ بين بحث عن هواء حرٍّ في بلاد غريبة، وآخر عن هوية ضائعة ووطن بعيد. تكشف هذه الرواية في حكايتين متواليتين ومتداخلتين أن الحياة دوائر لا تنتهي، وسلالم تفضي إلى عدم وخواء.
في مجموعته القصصية الجديدة (تلك اليد المحتالة) ينحو يوسف المحيميد مجدَّدًا باتجاه السرد المكثّف، ذلك السرد الذي لا يتوقف عند جماليات النثر، بل ينزاح نحو آفاق جمالية أوسع تستلهم حتى الفنون غير الأدبية. فهي تشبه ضربات لونيّة سريعة وموحية، من هنا قدرتها مثلاً أن تنقلنا لأجواء التسعينات ببضع خبطات سردية
هي أيضًا لعبة ضوء وعتمة، تحدد بدقّة ما تخفي وما تظهر، ولا يمكن قراءتها دون استحضار جماليات الفوتوغراف.
مجموعة (تلك اليد المحتالة) للروائي يوسف المحيميد هي بمثابة نقطة التقاء تصبّ فيها فنون كثيرة، وبلمساتها السرديّة الخفيفة لكن المعجونة بخبرة طويلة في فنون القصّ، تتحرك وسط هذا الفضاء برشاقة لافتة، وتضيء ما هو مشترك بين كل هذه الفنون.
من فضاءات تلك المجموعة، نص قصير جدًا بعنوان (جَدّ): "كلما استيقظ وجلاً، متلفِّتًا حوله، تكاد حبَّات العرق تتعثَّر في حاجبيه الأبيضين الكثَّين، ينهض متثاقلاً نحو خزانة عتيقة، ليخرج مسدسًا بجراب متيبِّس بدم قديم، وقبل أن يصوبه نحو حلمه المتكرر، يتذكَّر أنه بلا رصاص.