هل التوكل على اللّه لا يفيد إلا بعد اتخاذ الأسباب
التوكل على اللّه لا يفيد إلا بعد اتخاذ الأسباب ، وبدون ذلك يكون تواكلا وهو مذموم ، ويشير إليه قول عمر: لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ويقول : اللهم ارزقنى ، فإن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة .
وقال الشيخ عطية صقر رحمه الله الذى لا يتخذ الأسباب لا يقبل دعاؤه ، والرسول نفسه نبه بعض الصحابة إلى ذلك حيث طلب واحد منهم مرافقته فى الجنة ، فقال له : " فأعنِّى على ذلك بكثرة السجود " أى الصلاة .
مع العلم بأن الدعاء لا يقبل إلا بشروط ، منها طاعة الداعى لله وعدم عصيانه ، والتعفف عن أكل الحرام ، وكون الدعاء بخشوع وحضور الذهن والقلب ، على نسق ما جاء فى قبول الله دعاء أيوب وذى النون وزكريا ، حيث قال الله تعالى : {إنهم كانوا يسارعون فى الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين} الأنبياء : 90 وعدم الاستعجال حيث يقول : دعوت فلم يستجب لى .
وعلى فرض أن الداعى فيه هذه المواصفات ، فإن الاستجابة تكون بصور مختلفة، إعطاء الداعى ما سأله أو صرف سوء عنه يكون أحسن من نيل
وقد يكون عدم الاستجابة امتحانا لإيمان الإنسان ، هل يرضى بقضاء الله ويصبر على البلاء الذى يشكو منه ، أو يجزع ويعترض ، {ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين . الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} البقرة : 155 - 157.