رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الشاعرالعراقى أمجد سعيد: مصر قادت الأمة العربية عبر الحقب المختلفة

بوابة الوفد الإلكترونية

تبقى مصر دائما ملهمة الشعراء والفنانين في العالم , عاش فيها فى الشاعر اللبنانى خليل مطران حتى  لقبوه بشاعر القطرين-مصر ولبنان- وهو اللقب الذى منحته إياه جماعة "أبلو" للشعر بتزكية من أمير الشعراء أحمد شوقى.

كتب"مطران" الكثير من قصائده يتغزل فى مصر وشعبها وجمالها,  بل انخرط  فى العمل الأدبى والصحفى فى مصر , فقد عمل رئيسا لتحرير صحيفة الأهرام العريقة,ومديرا للمسرح القومى.

والشاعر اللبنانى إيليا أبو ماضى عاش فى مصر ونشر أجمل أشعاره فيها , و كذلك المبدعين ميخائيل نعمية, والعراقى مهدى الجواهرى الذي عاش سنوات فى مصر فترةالستينات  وبداية السبعينات , ثم عاد إليها مرة أخرى ليحيا بها سنوات حياته الأخيرة, وكتب فيها أكثر من قصيدة, وحظي بالحفاوة والتكريم.

واليوم موعدنا مع الشاعر العراقى أمجد سعيد الذى ذاب عشقا فى تراب مصر وكتب فى حبها 40 قصيدة, بعد أن إختاراها مستقرا ومستودعا , عاش فيها أجمل سنوات عمره ، ترك بلاده وفضل البقاء فيها،, وصف" المحروسة"  بأنها قلب الوطن العربي النابض، و مبدعيها بأنهم حملة المشاعر, وكانت النتيجة الطبيعية أن تشهد المعشوقة نهاية عاشقها وإسدال الستارعلى رحلته الإبداعية .

" سعيد " كان يزور دائماً المناطق التاريخية في القاهرة ويتأمل في طبيعة الحضارة الإسلامية العربية المبدعة ويقرأ كثيراً عن الحضارة الفرعونية التي أنجزت هي وشقيقتها السومرية في العراق القديم بدايات الحضارة الإنسانية.

وفى قصيدته الرائعة والتى أسماها"مصر" جاء وصفه لها معبرا عن العشق والوله وقال فيها:

مصر

شفق علي شفق

وماء فوق ماء

يرسم الاسم النبيلا

أرث من اللهب الذي لا ينتهي

جيلاً

فجيلاً

بلي الزمان

علي سواحلك التي

يا مصر

تختصر المراحل

والعوالم

والفصولا

ويظل سحرك يلهم الأجيال

مبتدعاً

رؤي بكراً

ومحتضناً

زعيماً

أو حكيماً

أو رسولاً

مأمونة

أرضاً

وتاريخاً

وشعب مفاخر جلي

ونيلاً

وكتب قصيدة أخرى لا تقل روعة وجمالا عن سابقتها يتحدث فيها عن ميدان طلعت حرب قال فيها:

 

ميدان طلعت حرب

يأتيه الخلق زرافات

أو وحدانا

أزياء

أديان

لهجات

سحنات

ولغات

من أربع أطراف الدنيا

ويضيعون سراعاً

ما بين مقاه

وملاه

ونواصي كتب

ومحلات عصير

أنا أحفظ (طلعت حرب) الميدان

وما بين أصابعه

من فتحات

وزوايا

أحفظ مدبولي

المستودع

فلفلة

مقهي ريش

البستان

جروبي

الأتيليه

النادي اليوناني

أقول لنفسي، حتماً

أن يوجد (طلعت حرب) الميدان

وإلا كيف ستعرف إنك في مصر

وعن حكاية عشقه لمصر قال: كان ذلك في عام 1974 مع شاعر زميلي بهدف التعرف علي المثقفين والأدباء، وبالفعل قابلت الكثير منهم علي رأسهم محمد عفيفي مطر ومحمد إبراهيم أبوسنة وأمل دنقل ونجيب سرور وبهاء طاهر ويحيي الطاهر عبدالله وممدوح حمدي الذي قضي معي شهراً كاملاً وقدم لي كل شيء, و أصر على دعوتنا الى قريته وقضينا ليلة

جميلة في الريف المصري , وقد نشرتُ في العدد الثاني من مجلة الطليعة الادبية العراقية قصيدة بعنوان ( شمبارة الميمونه ) اسم القرية , وكانت القصيدة معبرة عن كفاح الفلاح والعامل المصري من اجل حياة افضل وتصوير بعض ابعاد وواقع المجتمع المصري.

ويقول "سعيد" تمتعت بجو مصر البديع وهذا الوهج العربي رغم ما كان في قلوبنا من اتفاقية «كامب ديفيد» وغيرها ولكن ذلك كان علي المستوي الرسمي فقط، وقابلت مجموعة كبيرة من الشعب المصري الودود المثقف ومازلت أحتفظ فى ذاكرتى بالرموز الكبيرة التي أصبحت جزءاً من حياتنا اليومية، ففي مجال الثقافة نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وطه حسين، وفي مجال السياسة جمال عبدالناصر ورفاقه، وفي مجال الفن أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب، وأبطال السينما والمسرح، وكذلك قارئي القرآن أمثال: محمد رفعت ومصطفي إسماعيل الذي رأيته بنفسي يقرأ أمامي في القصر الجمهوري العراقي.

وفى تلك الفترة استطاعت مصرأن تقود الوطن العربي بالقوة الناعمة، قوة الفن والأصالة، فكان العراقيين ينتظرون المسلسل الإذاعي «ألف ليلة وليلة» للقديرة زوزو نبيل و يقول" سعيد" بدأ حب مصر ينمو بداخلنا حتي اكتشفنا بعد ذلك الأثر الكبير الذي أحدثته مصر في الوطن العربي وقيادة الأمة التي مارستها مصر عبر الحقب المختلفة والتقاء الحضارة الفرعونية بالحضارة العراقية القديمة بدءاً من السومرية مروراً بالخلافة العباسية والأموية وغيرها، وعدت إلى مصر بعد فوزي بجائزة «الفاو الأدبية الكبري» عن فرع الملحمة الشعرية عن كتاب «رقيم الفاو» 1969/1970 التي رصدت فيها بداية التاريخ القديم حتي نهاية التاريخ القديم حتي نهاية الحرب العراقية الإيرانية .