رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بلقيس فتحى: «دبلوماسى».. تأشيرة العبور لمصر

الفنانة بلقيس فتحى
الفنانة بلقيس فتحى

اتجاهى لـ«السينجل» لا يعنى التنازل عن الألبوم


اختار الكلمة التى تحكى عن لسان النفس واللحن الذى يصنع اسمي


جمعت بين الطرب والبوب وصنعت «حالة جديدة»

فى زمن قياسى قصير، نجحت الفنانة بلقيس فتحى ابنة اليمن والإمارات، فى تمثيل بلادها وأن تكون سفيرة للأغنية الخليجية فى الوطن العربى، وساعدها فى ذلك صوتها وحضورها اللافت.
اعتقد البعض أن بلقيس ستكون امتدادًا لأبيها الفنان اليمنى الكبير أحمد فتحى، ملك العود، لكنها أبحرت عكس التيار، وكونت شخصيتها الفنية التى تفردت بها عن سواها من الفنانات، فزاوجت بين الموسيقى الخليجية والغربية الحديثة بإيقاعها الغريب المستهجن بشكل أدهش المستمعين، خاصة أن منطقة الخليج العربى تتمتع بخصوصيتها الموسيقية.
ما أن شدّت بلقيس الرحال نحو القاهرة، عاصمة الفن إلا وكانت كلمات والدها حاضرة فى وعيها ووجدانها، ولهذا فهى تتصرف على هذا الأساس بتوازنٍ وهو ما نراه جليًا فى اختياراتها الفنية.
بلقيس التى برعت فى الكلاسيكيات والغناء الأوبرالى وأصدحت بصوتها فى مختلف دور الأوبرا العربية، قررت أن تواصل رحلتها الفنية من قلب القاهرة، واختارت «دبلوماسي» لتكون تأشيرة العبور لقلوب المصريين.
محطات مهمة وضعت بلقيس فى دائرة النجومية، لكن فضّلنا أن نستهل حوارنا معها بآخر محطاتها الفنية «دبلوماسي» وألبومها الأخير «حالة جديدة»، ووصية والدها لها وإلى نص الحوار:
● مرحبًا بك على أرض مصر بلد الحضارات وعاصمة الفنون.. إذا تحدثنا عن «دبلوماسي» ما الذى وجدته فى الأغنية جملًا ولحنًا لتكون تأشيرة العبور لقلوب المصريين؟
- كنت فى زيارة خاصة، سمعت الأغنية بالصدفة ذهبت للملحن عزيز الشافعى الذى كتب كلماتها وقام بتلحينها، وطلبت منه غناءها، منذ فترة كنت أبحث عن أغنية باللهجة المصرية تقدمنى للجمهور المصرى بشكل جيد يرى فيها نفسه، كما أن كلمات الأغنية لمستنى وأنا نادرًا ما شيء يلمسنى ويدخل قلبى معروف عنى أنى دقيقة فى اختياراتى الغنائية.
● الأغنية تحمل توقيع الملحن عزيز الشافعى.. كيف وجدتِ العمل معه؟
- أعتبر نفسى محظوظة كثيرًا لأنى عملت مع عزيز الشافعى، وسعيدة أن أول أغنية لى باللهجة المصرية تكون بتوقيع عزيز، فهو فنان محترف وأشعاره رقيقة وراقية وغير مبتذلة والحانه يراعى فيها الأصالة والحداثه، كما أننى أراه واحدًا من النجوم البارزين فى منطقته.
● هل تخططين من خلال الأغنية الانتقال إلى مصر وغزو السوق الغنائى المصري؟
- بالفعل أخطط للإقامة فى مصر، وغزو السوق الغنائى المصرى. مصر صاحبة ريادة فنية أريد أن أنهل من علمها وفنها على يد أساتذتها فى الموسيقى والغناء.
● قدمتِ حفلات غنائية ناجحة فى مصر آخرها فى دار الأوبرا.. هل توجد مشاريع غنائية جديدة على أرض مصر؟
- أخطط لمشاريع غنائية جديدة وحفلات أخرى، مصر احتضنت جميع المواهب والأصوات من مختلف أنحاء العالم ولم تغلق أبوابها أمام موهبة حقيقية، وما لا يعرفه الكثير أننى ابنة دار الأوبرا المصرية فهى ليست المرة الأولى التى غنيت فيها، فقد سبق وغنيت على مسرحها فى عام 2015 وشاركت فى إحدى دورات مهرجان الموسيقى العربية، فأنا عاشقة لهذا المكان الذى لطالما يحرص على تقديم الفنون الجادة والراقية.
● ظللتِ تصدحين بالغناء الشرقى الأصيل كأسرة قيود الجدول الزمنى لفقرتك الغنائية فى حفلك الأخير على مسرح النافورة بدار الأوبرا المصرية فهل وجدتِ ما يشبعك كفنانة من الجمهور المصرى الذى أجبرك على التواصل وإضافة أغنيات لم تكن مدرجة فى البرنامج الغنائي؟
- بالتأكيد الجمهور المصرى متذوق للفنون الجميلة، كما أن هناك أيضاً عددًا ليس قليلًا من الجمهور الخليجى حضر الحفل نفسه. فقد تجاوبت كثيرًا مع الجمهور وقدمت له كل ما يريد، وحاولت أن أرضى حبه وشغفه بالفن الأصيل، كنت أشعر أننى مثل النهر الذى يريد أن يروى كل ظمآن كلامًا ونغمًا ولحنًا وأداءً، وبالفعل أضفت عددًا من الأغنيات لم تكن مدرجة فى البرنامج الغنائى.
● قبل انتهاء الأزمة.. هل قرار المهن الموسيقية بمنعك من الغناء على خلفية إحدى حفلاتك أثر على قرارك بعض الشيء فى نقل نشاطك الفنى إلى مصر؟
- قرار نقابة المهن الموسيقية فاجأنى، لكن كنت واثقة أن الأزمة ستنتهى سريعًا، لأن من المحال تجاوز قانون أى بلد أغنى فيها، أنا فنانة بنت فنان كبير وأعرف قوانين كل بلد جيدًا، ومصر بلدى الثانى لست هى المرة الأولى التى أغنى على أرضها أعرف قوانينها جيدًا وأحترم شعبها وأقدره، فقد حصلت على تصريح قبل غنائى، كان هناك سوء تفاهم تم تداركه، والشكر موصول للفنان الكبير هانى شاكر، نقيب الموسيقيين الذى حقق فى الأمر وأنهى الأزمة سريعًا. وما حدث لم يؤثر على قرار نقل نشاطى الفنى إلى مصر، الغناء على أرض مصر شرف لأى فنان عربى.
● ما اللون الغنائى الذى تريدين أن تعبري به قلوب المصريين؟
- فى مصر توجد أنماط موسيقية كثيرة وعديدة، وكل نمط له جمهوره، وتساءلت كثيرًا عندما جئت إلى مصر ما اللون الذى تقررين أن تدخلى به السوق الغنائى المصرى مهرجانات أم شعبى أم كلاسيك وهكذا، بالتأكيد وجدت اللون الشعبى والمقسوم قريب جدًا من قلوب المصريين وقد أحببته كثيرًا لكن فى النهاية لا يوجد شكل غنائى معين يحكمنى أقدم ما يشبهنى ويتفق مع قناعاتى الفنية.
● طرحتِ مؤخرًا أغنيتين سينجل الأولى بعنوان «ممكن» وهى الأغنية التى لاقت رواجًا عربيًا كبيرًا، والثانية «جبار» باللهجة اللبنانية ومؤخرًا «دبلوماسي» باللهجة المصرية هل ستودعين زمن الألبومات؟
- اتجاهى لـ«السينجل» لا يعنى أنى ودعت زمن الألبومات أو تنازلى عنه، فقد طرحت قريبًا فى شهر الحب ألبوم بعنوان «حالة جديدة» وقدمت من خلاله أفكارًا متنوعًا على مستوى الكلمات والألحان، زمن الألبومات لم ينته مثلما يزعم البعض، ولكن مؤخرًا أفضل أن أكون حاضرة مع الجمهور بشكل دائم فوجدت السينجل أقصر وأقرب طريق لذلك.
● على ذكر ألبومك الأخير «حالة جديدة» وهو الرابع فى رحلتك الغنائية.. هل صنع فى نفس «بلقيس» حالة جديدة بالفعل؟
- «حالة جديدة» ليس مجرد أغنية موجودة فى الألبوم الموسوم بالاسم نفسه، فهو يعبر عن فكرته، إذ يضم أفكارًا مختلفة، وفن مختلف، وموسيقى معاصرة جمعت بين الطرب والحداثة.
● أغنية «حالة جديدة» مزيج من القوالب الموسيقية المختلفة منها الراب.. من أين جاءت فكرة المزج هذا؟
- الأغنية استغرق تحضيرها حوالى عام، وهى من كلمات سعد المسلم، والحان عبدالعزيز عويس، وبمجرد إنهائه من اللحن شعر أن ثمة شيئاً ما جديداً ومختلفاً، فوجدنا من الممكن أن يقدم الأغنية معى عنصر نسائى آخر، فقررت أن يكون اللون الآخر الذى يقف أمامى مختلفًا وجديدًا فوقع الاختيار على مغنية الراب كوين جى، والرابور هادى الخميس.
● ولكن منطقة الخليج معروفة بخصوصيتها الموسيقية، فهى صاحبة لون خاص أبهرت

كل من سمع لها لحنًا أو أغنية.. كيف تجرأتِ على مزجها بالموسيقى الغربية الحديثة؟
- مخطئ من يقول إن الموسيقى الخليجية غير قابلة للتجديد أو التطوير، هناك فضل لن ينسى لموسيقيين جددوا فى الموسيقى الخليجية وأضافوا لها، ولكن دون الإخلال بهويتها، ومن هنا تظهر احترافية الفنان، إذا تحدثنا عن أغنية «حالة خاصة»، رفضت التغيير فى التوليفة الشعبية وحافظت على هويتها العربية، التغيير كان فى طريقة التوزيع والآلات الموسيقية المستخدمة.
● هل تؤمنين بالتطور الموسيقى؟
- بالفعل، التطور الموسيقى مطلوب، والحداثة أمر طبيعى، والخليج نجح بموسيقاه لأنه برع فى التطوير والتجديد.
● ترعرعت فى بيت يعشق الفن ومتذوقًا له، فوالدك الفنان الكبير أحمد فتحى، واحد من سفراء اللون الخليجى.. ولكن نلاحظ اختلاف كبير فى شكل الغناء بينكما رغم تأثرك به فى بعض أغانيكِ.. فمن أين جاء شغفك باللون الغربي؟
- رغم هذا اختلاف بينى وبين والدى، لكنى متأثرة بلون والدى الموسيقى والغنائى، حيثُ غنيت من ألحانه الكثير من الأغانى التى تنوّعت ما بين الكلاسيكى والمستقاة من التراث الصنعانى والحضرمى والعدنى وغيره، شغفى بالموسيقى الغربية لا يبعدنى عن التراث الخليجى، فقد ورثت عن والدى حب الطرب والآصالة، ولكنه فنان يفهم المشاعر والأحاسيس ترك لى الحرية كاملة فى اختيار اللون الغنائى الخاص بى، فأنا مهووسة بالأغانى الأجنبية التى أستمع إليها بشغف منذ مراهقتى، وكنت أستمع لـ«باك ستريت بويز»، وبريتنى سبيرز، وبيونسيه، وتايلور سويفت، وليدى جاجا وغيرهم. واستمع أيضاً لـكاظم الساهر واصالة وسميرة سعيد وشيرين فقولت فى قرارة نفسى ماذا يحدث إذا مزجت اللون الغربى الذى أحبه منذ الصغر والخليجى الذى تربيت عليه.
● لم ينتهِ الحديث عن والدك الفنان الكبير أحمد فتحى بعد.. نريد أن نعرف نصيحته لكِ منذ أن بدا لك الطريق واضحًا فى دنيا الفن؟
- والدى كان يقول لى دائمًا تواضعى أمام موهبتك، واجعلى موهبتك أكبر منك دائمًا، كونى صغيرة أمام الجمهور والنجومية والشهرة، وعلى هذا الأساس أمضى حياتى الفنية.
● وهل فرض وصايا عليكِ فى الفن؟
- لم يفرض وصايا على، وإنما وصانى على الفن وعاهدنى أن أكون مخلصة لتراث بلادى الغنائى وسفيرة للأغنية الخليجية.
● دائمًا تحبين التجديد والاختلاف فى مشاريعك الغنائية.. فما المعايير التى تختارين على ضوئها الكلمة والنغمة؟
- اختار الكلمة التى تحكى عن لسان النفس، عند سماعها يشعر المستمع أنها تتحدث عنه وتخاطب مشاعره ووجدانه، أما عن النغمة فأختار اللحن والتوزيع الذى يصنع بلقيس الفنانة بمجرد سماع الجمهور اللحن قبل الصوت يعرفنى وإذا استمع إليها من مطرب آخر لا يشعر بها أو يحسها إلا بصوتى هذه هى البصمة الحقيقية.
● برعت أيضاً فى الغناء الأوبرالى.. هل ابتعادك عنه يرجع إلى حالة التغريب التى يمثلها هذا النوع كونه بعيدًا عن هويتنا الثقافية وتراثنا الغنائي؟
- لم أتوقف عن الغناء الأوبرالى يوما، لكن هو فن له ناسه وجمهوره محدود ومكانه معروف داخل دار الأوبرا، كما أن اللغة تقف حاجزًا أمامه فهو يقدم بلغات مختلفة عن وطننا العربى بالفرنسية والإيطالية وغيرها من اللغات الأخرى، وكل شعب مرتبط بالتراث الموسيقى النابع من البيئة الثقافية التى ينتمى إليها، ومن الطبيعى أن يشعر بعدم الانسجام معه، لذا يُصنف على أنه فن نخبوى رواده من الطبقات الأرستقراطية ممن تأثروا بالثقافة الغربية أو عاشوا ودرسوا فى بلاد الغرب.
● وإذا سنحت لكِ الفرصة المشاركة فى عمل أوبرالى.. ما الأوبرا التى تتمنين تقديمها؟
- أوبرا «كارمن» لـ«جورج بيزيه»، لأن شخصيتها تشبهنى كثيرًا. أتمنى تقديمها على خشبة دار الأوبرا المصرية.
● الحالة النفسية لها تأثير على بلقيس الفنانة؟
- بالتأكيد، الفنان عبارة عن كتلة مشاعر وأحاسيس، لا أستطع الغناء وأنا حالتى النفسية لا تسمح بذلك.
● بعض الدول العربية تمر بظروف قاسية.. متى نراكِ فى أغنية تتحدث بلسان الشعوب الموجوعة على ما آلت أليه؟
- دائما أشارك الشعوب العربية همومها وأوجاعها، فقد شاركت فى الحملة الكبيرة التى تم إعدادها لجمع تبرعات لضحايا حادث انفجار مرفأ بيروت، وقدمت أغنية «من قلبى سلام لبيروت» التى قدمتها الفنانة فيروز قبل 27 عامًا تقريبًا، تضامنًا مع الشعب اللبنانى، كما أننى أشارك فى الحملات والأعمال الخيرية فى الجهر بعيدًا عن الإعلام لأنها أمور خاصة بينى وبين ربنا.
● قدمتِ ديو ناجحًا مع المطرب العراقى سيف نبيل فى «ممكن».. من المطرب الذى تتمنى تكرار التجربة معه؟
شيرين وتامر حسنى وكاظم الساهر والديفا سميرة سعيد.