إنسان جميل
اختطف الموت أفضلنا.. ورحل عادل القاضي الزميل الإنسان الخلوق. رحل كعادته الهادئة وبدون مقدمات، كأنه كان زائراً سريعاً لهذه الدنيا واختاره الله لعالم أفضل. عادل القاضي صحفي محترف ولكنه هادئ باسم لا تكاد تسمع له صوتاً أو تسمع حوله الروايات. شاب يعمل في صمت، شديد التدين، والأهم هو أنه يطبق الدين في كل تعاملاته في الدنيا. عرفت عادل منذ بداية عملنا في الوفد منذ منتصف الثمانينيات ثم تابعته بعد ذلك في رحلته الصحفية التي حملته من بلد إلي آخر ومن صحيفة إلي أخري. زاده العمل خبرة وزاده العمر ثقافة وعقلانية. وعندما عاد إلي مصر منذ سنوات استعانت به العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية ليضع معرفته وعلمه ويطور من عملها الصحفي.
خبرة نادرة تهتم بالعمل بعيداً عن الأضواء. إنسان لا يسعي إلي الشهرة بل يسعي لأن يجيد ما يعمل... لذلك كان ناجحاً.
عندما بدأ عادل في تطوير الوفد الإلكتروني لم نكن نظن أنه سيقدر علي الخروج به بهذا الشكل المطور العالمي، ولكنه استطاع ذلك، وكان يعمل ليل نهار ويضع الخطط المستقبلية ويطمئن من حوله، ولو قصدته في أي عمل كان يرحب سعيداً لأنه يخدم أو يساعد، هذا ما حدث عندما تولي متبرعاً الاشراف علي جمعية وفد الخير وعاش أياماً بلا نوم يفرز قرارات العلاج ويشرف علي المعونات ونقلها الي المحافظات... ورغم ذلك المجهود الجبار كان دائم الابتسام والهدوء والعمل. عادل القاضي كان ابن موت لأنك لا تجد حوله من يكرهه بل تسمع سيرته الطيبة من الزملاء والتلاميذ جميعاً.
اختطف الموت أفضلنا دون مقدمات، كان عادل يقضي الإجازة مع
أشهد له أنه لم يحارب انساناً في رزقه أو سمعته. أشهد له أنه كان بيننا مثالاً للإنسان المحترم النظيف وسط عالم ملوث بكل أنواع النفاق... لم يتلون عادل القاضي يوماً ولم يسع لمنصب أو كرسي أومال. كان يرضي بما قسمه الله... وأنا أعلم انه رحل عن هذا العالم راضياً باختيار الله له... رحم الله عادل القاضي الذي ترك رحيله في قلوبنا حزناً عظيماً.. الله يرحمك يا أحد أنظف وأفضل من عرفت في هذه الدنيا....