منزلة الصدق في الإسلام
يعدُّ الصدّق أصلًا أخلاقيًّا عظيمًا في قواعد السّلوك بين النّاس، وهو كذلك قاعدةٌ مهمّة انظلق منها النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في التّعامل مع المدعوّين، وقد قرن المولى -سبحانه- الأمر بالصدق بتقوى الله تعالى، فقال -جلّ وعلا-: "يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَكونوا مَعَ الصّادِقينَ"، وبيّن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّ الصدق طريقٌ مُيسِّر إلى الجنّة؛ فقال: "عليكم بالصِّدقِ؛ فإنَّ الصِّدقَ يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّةِ، وما يزالُ الرَّجلُ يصدُقُ ويتحرَّى الصِّدقَ حتَّى يُكتبَ عند اللهِ صِدِّيقًا" ، ويأتي هذا كلّه مقابل النّهي عن الكذب وتحريمه بالأدلة الشرعية الكثيرة.
لا خلاف بين أهل العلم أنّ الكذب محرّم شرعًا، وأنّ المسلم لا يليق به، ولا يصلح له أنْ يكذب، إذ إنّ الكذب من صفات المنافقين، حيث يقول النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: "آيةُ المنافقِ ثلاثٌ: إذا حدّث كذب، وإذا اؤتُمن خان، وإذا وعد أخلف" [٣]، ولكن ما رأيُ الفقهاء في المزاح بالكذب، وهل يندرج في قائمة المباحات. نهى الإسلام عن المزاح في الكذب، فقد جاء عن النبيّ –صلى الله عليه وسلم- قوله: "ويلٌ للَّذي يحدِّثُ فيَكذِبُ ليُضحِكَ بِه القومَ، ويلٌ لَه، ثُمَّ ويلٌ لَه" [٤]، وهذا الحديث يحمل وعيدًا لمن يعتاد فعل هذا الفعل، والويل هو شدّة العذاب، والعياذ بالله. [٥][٦] بالرّغم من أنّ المزاح ضمن الضوابط
جاء عن عبد الله بن مسعود قوله: "لا يصلحُ الكذبُ في جدٍّ ولا هزلٍ، ولا أن يَعِدَ أحدُكم ولدَه شيئًا ثم لا يُنجزُ له" وفي هذا تأكيد على ضرورة حرص المسلم على تحرّي الصدق في جميع الأحوال والأقوال.