قوافل الثورة
في حديقة الشهداء في مدينة السويس وقف رجل بين الجمع الغفير وإذا به يصيح بتعجب »إيه ده - ده وزيرده - جاي كده من غير بدلة وكرفته وماشي علي رجليه«، كانت بجانبه امرأة في حوالي الخمسين من عمرها صرخت فيه »وماله أمير ومتواضع مننا مش عاجبك ليه؟ هيه مش عاجبك ليه؟« نظر لها ولم يرد كان عماد أبوغازي وزير الثقافة حاملاً شمعة في وسط الجماهير، ويهتف معهم للشهيد ولبلاده.. في السويس كانت بداية قوافل الثورة التي فكر فيها وخطط لها المخرج ناصر عبدالمنعم الذي قرر أن يأخذ المبادرة ويذهب إلي أقاليم مصر.. برؤية كاملة أعمال فنية محاضرات وندوات... إلخ، تلقف الفكرة ودعمها عماد أبوغازي وزير الثقافة.. وأصدر بها قراراً وزارياً لتكوين مجلس إدارة للقوافل.. وكان كله من شباب فناني 25 يناير وهم: بسمة ياسر وأحمد السيد وأحمد عبدالرازق وأحمد رجب شباب متحمس واع منجز وقادر علي العطاء.. وكان اختيار السويس كأول محطة للقوافل اختياراً موفقاً جداً.. فكما كانت المدينة الأولي للثورة كانت المدينة الأولي لاستقبال القوافل.. التحم شباب القاهرة مع شباب السويس، وعملوا سوياً في منظومة متناغمة شباب الهايد بارك وشباب ائتلاف الثورة، وشباب الثقافة الجماهيرية، والتقت في السويس خبرات العاملين في قصر الثقافة مع شباب الثورة، وكانت ثلاث ليال من الفن والثقافة التي دفعت المجتمع لحراك ثقافي فني حقيقي.. غنت فتيات في أصوات عذبة ودافئة أغنية »بلادي« فبكت القاعة، وعاد بنا الزمن لكفاح مصر وشعب السويس مع فرقة السمسمية.. وكانت هناك لقاءات وندوات اشترك فيها خبراء ومتخصصون من مصر والسويس.
أما ليلة الشعر فقد كانت ليلة لا تتكرر كثيراً، لقد أثبتت السويس أنها بلد الشعراء.. كما أنها بلد الكفاح.. ثلاث ساعات كاملة بدأها كابتن غزالي فنان السويس الأول ثم تلاه أمواج من الشعراء.. نساء، رجال، أطفال، شباب.. كلهم يغنون للثورة وللوطن وللسويس.. حقيقة كانت ليالي ثلاث خالدة في وجداني وأعتقد أنها كذلك في وجدان كل من حضرها.
ولقد أثبتت قوافل الثورة قيمة التعاون بين أجهزة الوزارة المختلفة فلولا ترحيب واحتقان الثقافة
------------
- لا يا أستاذ طارق ليس ساذجاً ولا منافقاً الحقيقة أنه بيستعبط؟!
------------
- كتب الأستاذ المخزنجي عن الصفاقة والحقيقة أن الصفاقة زادت واستفحلت بعد الثورة بشكل مستفز، فمن كانت تملأ الشاشة ليل نهار واستطاعت تعيين ابنتين لها في تليفزيون الدولة تدعي أنها كانت مضطهدة ومن استرزق ومدح مبارك ينصب نفسه فيلسوفاً ليهدي مصر والثوار.. ومن غني وطبل يصرح بأنه كان ممنوعاً.. والحقيقة أنه كان مهملاً ومشغولاً بنفسه إنها صفاقة نتمني أن تأخذ وقتها وتذهب، فالحقيقة أننا زهقنا من كل هذه الادعاءات والأكاذيب.