مختار جمعة: من آداب الحوار حسن الاستماع إلى الغير
قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن الحوار البناء يتطلب إنصاف الآخر، فإنصاف الآخر هو منهج القرآن الكريم قال تعالى: "وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ"، فالدين قائم على إنصاف الآخر، ويعني تسامح كل طرف عن بعض ما يراه حقا له ، ليتسامح له الآخر في بعض ما يراه حقًا.
وأشار إلى أن الحوار البناء لا يجعل من المتغيرات ثوابت، ولا من الثوابت متغيرات، فمن جهة لا يفرط في ثوابتنا العقدية، ومن جهة أخرى لا يقدس غير المقدس ولا يعرف التعصب الأعمى، ولا يرمي الناس بالإفك والبهتان ولا يقابل الحجة بغير الحجة.
وأوضح أن من أبجديات الحوار حسن الاستماع للآخر، وعدم مقاطعته، أو إبداء عدم الرغبة في سماعه، أو التأفف من كلامه، أو الإشاحة في وجهه، أو إظهار التبرم منه غمزًا، أو لمزًا، أو تهكمًا، أو حتى تبسمًا ساخرًا
وتابع: كل ذلك شيء والحوار شيء آخر، ألم يقل الحق سبحانه وتعالى لسيدنا موسى وهارون (عليهما السلام) : "اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى" ، فأمرهما الحق سبحانه وتعالى أن يقابلا طغيان فرعون بالحكمة والموعظة الحسنة ، والقول اللين الحسن ، وألا يقابل طغيانه وجبروته بمثل فعله أو لغته.