رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

في حواره للوفد.. عالم مصري بالخارج يكشف مستقبل سوق العمل بتكنولوجيا المعلومات أمام جائحة كورونا

 حسين فهمي، استشاري
حسين فهمي، استشاري إدارة الأعمال ونظم المعلومات في فيينا

قال حسين فهمي، استشاري إدارة الأعمال ونظم المعلومات في فيينا، وأحد علماء مصر تستطيع، إن صناعة تكنولوجيا المعلومات من الصناعات القليلة في العالم التي استفادت من جائحة كورونا، على عكس الصناعات الاخرى، قائلا: "مصائب قوم عند قوم فوائد".

 

وأكد "فهمي" في حوار خاص لـ "بوابة الوفد"، على أن مصر تعتبر من الدول القليلة التي من المتوقع أن تحقق نموًا في الناتج القومي في ظل تلك الأزمة العالمية، مما يدل على استعدادنا سواءً كبنية تحتية تكنولوجية، أو كفهم للأدوات التكنولوجية، أواستراتيجيًا كتخطيط في السنوات الماضية.

وإليكم نص الحوار:-

 

بداية حدثني عن عمل حضرتك في الخارج؟

 

أعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات منذ 10 سنوات بعد حصولي على ماجستير علوم الحاسبات من النمسا، عملت كباحث أكاديمي وصناعي، ثم انتقلت للعمل في مجال الاستشارات التكنولوجية والإدارية حيث حصلت على ماجستير آخر في علوم إدارة الأعمال من كلية الاقتصاد وعلوم الإدارة بجامعة فيينا، حيث تخصصت في مشروعات التحول الرقمي للمؤسسات الكبيرة خاصة في مجال النظم المالية والإدارية للمؤسسات واللوجيستيات الذكية والبرمجة ودارسة العائد الاقتصادي من التحول الرقمي والإداري باستخدام أدوات الإبتكار والبحث العلمي كما إدارة الأزمات والمخاطر.

 

من وجهة نظرك متى حدث تطور وطلب على جامعات تكنولوجيا المعلومات، ولماذا؟

 

منذ نهاية السبعينات بدأ الاهتمام بالجانب التكنولوجي في استخدام النظم الالكترونية لتخزين وتحليل وبرمجة البيانات، ومع التطور في استخدام الحاسب وخروجه من حيذ التطبيقات العلمية إلى التطبيقات العملية في إدارة الشركات والبنوك وحتى للترفيه، بدأ الانتشار السريع للجامعات التي تهتم بدراسة تكنولوجيا المعلومات ثم أدخل الإنترنت بعدًا جديدًا في الاتصال بين بنوك المعلومات العالمية والنظم الالكترونية العابرة للقارات وانتقلنا إلى "عصر المعلومات".

 

ثم بدأ عصر التحول الرقمي منذ سنوات قليلة حيث تتحول معاملات البشر في الاتصال والتجارة والخدمات والحكومة الالكترونية كلها إلى الرقمنة، ومع هذا التحول أصبحت كل التخصصات والعلوم وحتى الفنون متداخلة مع تكنولوجيا المعلومات مما أدى إلى انتشار المزيد والمزيد منها خاصة مع ظهور التكنولوجيات البازغة مثل الذكاء الاصطناعي.

 

هل يوجد طلب على خريجي تلك الكليات في مجال العمل الآن، ولماذا؟

 

استطيع القول بكل ثقة بأنه لا يخلو مجال في العالم في هذه اللحظة من الطلب على المبرمجين ومحللين النظم والكفاءات القادرة على تحليل البيانات والتقرير والاستفادة منها في أية مؤسسة سواءً خاصة أو عامة، كما أن هناك تداخل في شتى عمليات كل المؤسسات من تسويق وإدارة ومراقبة وتطوير باستخدام الابتكار الرقمي.

 

 فالطلب متزايد بشكل متسارع، ولك أن تتخيلي أن العالم ينفق ما يزيد عن 5 تريليون دولار سنويًا في هذه الصناعة حيث تستطيع توفير ملايين فرص العمل للخريجين في هذا المجال، كما أنه بسبب طبيعة العمل المرنة في هذا المجال يمكن الحصول على فرص للعمل في شتى أنحاء العالم دون الحاجة للسفر.

 

 أما بالنسبة لمصر، ففي السنوات الماضية شهدنا توسعًا كبيرًا في تطبيق الرقمنة في شتى الخدمات الخاصة والعامة والشركات الناشئة مما يخلق فرص عمل عديدة.

 

هل تنافس كليات الصناعة والتكنولوجيا كليات القمة في المستقبل ومجال العمل؟

 

كليات التكنولوجيا والكليات الصناعية ستصبح كليات القمة خلال السنوات المقبلة، وسيكون الطلب أكثر على هذه الكليات، لأن الجيل الجديد مختلف عن أجيالنا في اختياراتهم، خاصة وأن هناك طلب وظائف كبير على خريجي الكليات الصناعية.

 

انصح الطلبة المقبلين على التقديم للجامعات، بأن ينظروا إلى المستقبل، وأن العالم كله يتجه نحو تكنولوجيا المعلومات والتغيير الرقمي، والطالب يستطيع أن يكتسب المهارات عن طريق الكورسات الأون لاين، سواء كان في كليات التكنولوجية أم كليات أخرى، طالما أن الطالب لدية المهارات التقنية والموهبة.

 

والطالب الذي يختار كليات التكنولوجية بكافة تخصصها، سيكون ضامن مستقبله، لأن نسبة الطلب على خريجي هذه الكليات سواء داخل مصر أو خارجها يكون كبيرًا، لأن كل طلبات الشركات السنوات المقبلة، لأن الطلب كبير على برمجة النظم والتحول الرقمي باستخدام تكنولوجيا المعلومات.

 

شايف مستقبل برمجة النظم والتحول الرقمي هيكون ازاي في العالم ومصر بالتحديد؟

 

تتجه البرمجة الآن لطورًا جديدًا مختلف عما سبق من بناء البرمجيات الضخمة لبناء البرمجيات الصغيرة التي تؤدي خدمات محددة، والتي يمكن استخدامها في كافة التطبيقات على مستوى العالم ومع التطور في "الحوسبة السحابية"، والقدرة على تخزين البيانات الفائقة الضخامة وتحليلها أصبحت مستقبل البرمجيات في استخدام الأدوات والخدمات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في برمجة نفسها والتعلم بشكل تلقائي.

 

كما أن هناك تطور كبير في انشاء البرامج التي تساعد المستخدمين العاديين لتحليل وبرمجة النظم باستخدام لغة بشرية سهلة وغير معقدة.

 أما في مصر فنحن نشهد توسعا كبيرًا في سوق تكنولوجيا المعلومات الذي يعتبر من محركات الاقتصاد، وقد كانت مصر دائما في الصدارة في المنطقة في خدمات "التعهيد" وتمتلك كفاءات ممتازة في مجال البرمجة والأهم من ذلك تمتلك القدرات الإبداعية وهذا ما يحتاجه العالم في المستقبل.

 

رؤيتك بحكم عملك شايف انه سوق العمل دلوقت وفي المستقبل هيحتاج لخريجي تلك الكليات خاصة في ظل ظروف جائحة كورونا؟

 

لقد كانت صناعة تكنولوجيا المعلومات من الصناعات القليلة في العالم التي استفادت من تلك الجائحة، على العكس من كل الصناعات الاخرى التي تضررت، "وربما نقول مصائب قوم عند قوم فوائد".

 

فسرعان ما ارتفع الاهتمام بالتعليم والتواصل والتجارة والعمل بشكل رقمي، مما أدى إلى ارتفاع الطلب الشديد على الخدمات الرقمية وبالتالي ارتفع

الطلب على سوق العمل ذاته.

 

بل أن آخر الدراسات تشير إلى ارتفاع حجم الانفاق عالميًا على النظم الرقمية من 30% وفي بعض الحالات وصلت إلى 70% خاصة في الشركات الصغيرة والمتوسطة والتي رأت الحاجة لاستخدام النظم الرقمية أو المدارس التي تحولت إلى التعليم الالكتروني.

ما النصائح التي تقدمها للطلاب وملتحقي كليات تكنولوجيا ونظم المعلومات؟

 

أقول لكل طالب وملتحق بكلية لتكنولوجيا المعلومات أن العالم يقدم الجديد في هذا المجال كل يوم حرفيًا، وأنه في خلال السنة الدراسية الواحدة وبعد الإنتهاء منها سيكون قد ظهر العديد من التكنولوجيات والأدوات الجديدة.

 

وهذا يعني أن الاهتمام بالدراسة الجامعية في الأساسيات على أهميته فأنه بشكل متوازي يجب الاهتمام بالتعليم الذاتي من خلال الإنترنت والتعرف على السوق من خلال حضور الفاعليات والمشاركة.

 

فصناعة تكنولوجيا المعلومات مثل الحرفة التي لا يمكن الاكتفاء بالكتب بل لابد من الممارسة والمشاركة منذ اليوم الأول لدخول الجامعة وهذا ما يميز الطالب فيما بعد ذلك داخل السوق.

 

رأي حضرتك في التطور الذي يحدث في مصر بالجامعات والاهتمام بالذكاء الاصطناعي؟

 

إن انشاء كلية للذكاء الاصطناعي والاهتمام بالجامعات التكنولوجية والأهلية هو أكبر دليل على التناغم بين معرفة متطلبات السوق والتحرك في شكل خطة وزارة التعليم العالي لتطوير التعليم التكنولوجي وإخراج أجيال جديدة من المصريين القادرين على المنافسة في تلك الصناعة عالميًا.

 

 كما أن ذلك التطور لا يقتصر على الجامعات فقط، فنرى خطة وزارة التربية والتعليم التي تتحرك في إنشاء أجيال جديدة قادرة على التعامل مع التكنولوجيا بأريحية شديدة، والاستفادة منها وتطوير المهارات المطلوبة لذلك مثل التفكير النقدي والتحليل وكلها مهارات أساسية في صناعة الذكاء الإصطناعي وتكنولوجيا المعلومات بشكل عام.

 

من وجهة نظر حضرتك شايف كورونا أثرت ازاي على سوق العمل ومستقبل إدارة الأعمال بعد كورونا؟

 

على مقياس علم إدارة الأزمات والمخاطر يمكننا القول بأن تلك الجائحة كانت صادمة لشتى مناحي الحياة والأعمال مما تتطلب تحركات سريعة على مستوى القطاعين العام والخاص للسيطرة على سلبيات تلك الأزمة.

 

ونستطيع القول بأن الأزمة قد أحدثت صدمة شديدة لكل الأسواق والصناعات، مما أدى إلى تأثر معدلات النمو الاقتصادي في العديد من دول العالم بشكل سلبي وخروج الكثيرين من سوق العمل.

 

 ولكن، في كل أزمة وتحدي تأتي معها فرصة، والفرصة هنا يمكن الإعتماد عليها في حالة الإستعداد، فكلما كنا قادرين على مواجهة التحدي ومستعدين كما حدث في مصر كلما كان الخروج من تلك الأزمة يحمل الكثير من الفرص الجديدة سواءً في التحول الرقمي أو في الابتكار في إدارة الأعمال أو غيره.

 

 ويكفي أن نقول بأن مصر تعتبر من الدول القليلة التي من المتوقع أن تحقق نموًا في الناتج القومي في ظل تلك الأزمة العالمية وهذا إن يدل فيدل على أننا كنا مستعدين سواءً كبنية تحتية تكنولوجية، أو كفهم للأدوات التكنولوجية، أو استراتيجيا كتخطيط في السنوات الماضية.

 

حدثني عن أحوال المصريين بفيينا والعاملين هناك بعد ظهور فيروس كورونا وانتشاره، وهل أثر على أعمالهم واستثماراتهم أم استطاعوا تجاوز الأزمة؟

 

الجالية المصرية بشكل عام من الجاليات النشطة والمنتجة في النمسا، وهي جالية بها مصريين من شتى المجالات وملتزمة بالقرارات والإجراءات التي تمت للحماية من انتشار الفيروس.

 

وبالطبع كان هناك تأثرًا للبعض كالحال الطبيعي للجميع، ولكنها جالية قادرة على تجاوز الأزمات مثلما هو الحال مع كافة المصريين بشكل عام.

 

 في الواقع، كان اهتمام الجالية أكبر بحال المصريين والقدرة على السفر والتواصل مع السفارات وشركات الطيران الوطنية ووزارة الهجرة التي قدمت كل الدعم الممكن لعودة العالقين وتسهيل إجراءات عودتهم.