النساء أكثر عرضة للإصابة بها.. أحدث علاجات دوالي الساقين وأكثرها فعالية

يعاني الكثيرون من مشكلة الدوالي ويؤكد دكتور رامي العناني، استشاري جراحة التجميل، أن الدوالي هي أوردة في الساقين متضخمة وبارزة بقطر 3 مم وما فوق، لونها أزرق أو أرجواني، وهذه الأوردة في الساقين تبدو وكأنها حبال، في حين أنها في الواقع فروع لوريد داخلي تكون فيه الصمامات غير سليمة ويتدفق الدم فيه بشكل عكسي، فبدلا من ضخ الدم إلى القلب، فإن الوريد المتضرر ينقل الدم نحو كف القدم، وهذه الحالة تسمى القصور الوريدي، وسببها في كثير من الأحيان يكون وراثي، مع عوامل أخرى تسهم في تكونها، مثل كثرة الحمل والوقوف لفترات طويلة.
وأشار العناني أن دوالي الساقين، أو باسمها الأكثر شيوعًا، الأوردة في الساقين، هي ظاهرة شائعة جدا لدى الرجال والنساء في جميع أنحاء العالم، إذ أن أكثر من 50٪ من النساء فوق سن الـ 40 وحتى 20٪ من الرجال يعانون من دوالي الساقين بدرجات مختلفة، والمثير أن النساء تعانين من الدوالي 3 مرات أكثر بالمقارنة مع الرجال.

ولفت العناني إلى أن النساء تعاني إلى حد كبير من الجانب الجمالي للمشكلة، الساقان، اللتان كانتا جميلتين وناعمتين في الماضي، الآن تغير شكلهما تماما، والجلد أصبح لونه أزرق أو بنفسجي والأوردة بارزة، مثل الحبال، وذلك يؤدي إلى فقدان كبير في الثقة بالنفس، حيث أن البعض يقللن من كشف أجسادهن، يتخلين عن التنانير القصيرة والفساتين ويرتدين البناطيل الطويلة فقط.
وأوضح استشاري جراحة التجميل أن طرق تقليدية لعلاج الدوالي من خلال جراحة الأوردة والتي تستخدم في الطب منذ حوالي 100 عام، حيث أنه أثناء الجراحة، يزيل الطبيب الوريد الرئيسي للمريض، ويزيل أيضا الدوالي الثانوية، إلا أن لهذه العملية العديد من العيوب: أقل من 50٪ يجتازونها بنجاح ولدى الـ 50٪ الباقين، فإن الأوردة والألم يعودان في غضون بضع سنوات، كما أن مدة التعافي من الجراحة تستمر لفترة طويلة وتبقى الكثير من الندوب التي تضر بمظهر الساق، وفي بعض الأحيان تحدث مضاعفات مرتبطة بالتخدير والجراحة، مثل: التلوثات وتضرر الأعصاب الحسية.
وقال العناني أن هناك علاجات حديثة للدوالي أكثر فعالية بواسطة طرق بسيطة جراحية، أهمها طريقة الحقن الموجه بالموجات فوق الصوتية مباشرة في الوريد الداخلي الذي يشكل مصدر المشكلة، ولخبرة الطبيب المعالج أهمية بالغة لنجاح هذا النوع من العلاجات،

وهناك أيضا العلاج بالليزر أو موجات الراديو، إذ يتم إدخال ليف ضوئي يصدر طاقة الليزر داخل وريد المريض، أو سلك كهربائي ينقل الطاقة الحرارية، التي تحرقه وتغلقه، حيث يتلاشى ويتم امتصاصه.
وأشار العناني أنه يتم تنفيذ العلاج تحت التخدير الموضعي، وهو لا يتطلب دخول المستشفى ويسمح بالعودة الفورية إلى الأداء الطبيعي، إلا أن السلبية الكبيرة له هو أنه يعالج قسما من الأوردة فقط، ولإخفاء البقية، يجب الخضوع لعلاجات إضافية، مثل الجراحة، أو المعالجة بالتصليب، كما أن هذا العلاج غير مناسب لكثير من المرضى الذين يعانون من الأوردة الملتوية، التي لا تسمح بتحريك الألياف أو السلك.
وتتضمن أحدث العلاجات، كما يؤكد العناني، علاج دوالي الساقين بالتصليب الموجهة بالموجات فوق الصوتية، وهو علاج حديث يعطي نتائج مثيرة للإعجاب، ويعتبر علاجا فعالا وآمنا إلى حد كبير ويستخدم لعلاج كل الأوردة والشعيرات الدموية، حيث أنه للأوردة الداخلية، التي تشكل مصدر المشكلة، يتم حقن مادة على شكل رغوة، والتوجيه بواسطة الموجات فوق الصوتية، مما يؤدي إلى انكماش الوريد وامتصاصه في الجسم، ويتم تنفيذ العلاج في العيادة، دون الحاجة للتخدير، دون عملية جراحية، ودون أي ندوب، وعادة ما تكفي من 2-4 علاجات، بعدها مباشرة يمكن العودة إلى مزاولة الحياة العادية.
وبعد علاج الدوالي، يقل الضغط الذي كان على الأوردة ويتدفق الدم عبر الأوردة ذات الصمامات السليمة فقط، وقد أشار الأشخاص الذين عولجوا بهذه الطريقة إلى انخفاض كبير في الألم، منذ علاج الدوالي الأول، وبعدها تختفي الأوردة ويختفي الألم.