عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صناعة الصلب المحلية تنصهر فى أفران الحماية وأزمة كورونا العالمية

صناعة الصلب
صناعة الصلب

منذ اندلاع فيروس كورونا فى نهايات ديسمبر العام الماضى، بمدينة يووهان وسط العاصمة الصينية بكين، والعالم بأسره يعيش حالة من الرعب والقلق والجميع حتى هذه اللحظة يعاني من الخسائر سواء البشرية أو الإقتصادية.

 

وكان للصناعة فى مختلف القطاعات سواء دولياً أو إقليمياً أو محلياً نصيب كبير من تلك الخسائر، لأسباب يعلمها الجميع وليست بحاجة إلى تحليل أو شرح للأسباب أوالنتائج المترتبة عليها.

 

وجاء قطاع الصلب فى مقدمة الصناعات الأكثر تضرراً مع الإشارة إلى أن هذه الصناعة تجر وراءها العشرات من الصناعات الأخرى، كالتشييد والبناء والعمران، والسيارات والطائرات والسفن والسكك الحديدية وغيرها.

 

مرحلة ما قبل كورونا

 

قبل إندلاع كورونا واجهت صناعة الصلب المصرية العديد من التحديات كان أبرزها إجمالاً لا تفصيلاً ، الإغراق العربي، حيث لجأت بعض السواق الخليج إلى إغراق السوق المحلى بمنتجاتها رخيصة التكاليف، تبعها الثورة الحمائية التي قادها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والتى أعادت تشكيل العرض والطلب على منتجات الصلب المختلفة.

 

وكان من نتائجها أن لجأت العديد من الدول المنتجة وعلى رأسها الصين ودول الآتحاد الأوروبي وكندا، إلى فرض قيود نهائية هى الأخرى، واتجهت لتصريف منتجاتها إلى أسواق دول الشرق الأوسط والشمال الإفريقي، والتى لا تشكل سوى 1 % تقريباً من حجم السوق العالمى.

 

وتعد مصر هى أكبر من وقع عليها الضرر من جراء هذه الإجراءات الحمائية ولولا المشروعات القومية الكبرى لاغلقت العديد من المصانع أبوابها واطفأت أفرانها.

 

وضع السوق حالياً

 

بالأرقام والشواهد المجردةنجد أن قطاع الصلب فى مصربكل قطاعاته سواء الحديد المختزل، أو الدرفله ، أو البليت، أو المسطحات، أو البليت، أو حتى حديد التسليح، قد شهد مع بداية إندلاع كورونا انتكاسه كبيرة تنوعت مظاهرها بين تباطؤ شديد فى تصريف الإنتاج، والذي ربما وصل إلى حد الركود فى بعض المصانع الصغيرة، مما أدى بالطبع إلى تراجع ملحوظ في المبيعات، حيث شمل هذا الوضع كل المصانع دون استثناء سواء المصانع المتكاملة، أو شبه المتكاملة، أو مصانع الدرفلة.

 

مع الإشارة إلى أن العديد من مصانع الدرفلة كانت تعتمد بشكل كبير على الإستيراد سواء حديد التسليح أو البليت قبل إندلاع فيروس كورونا ، ووصل الأمر إلى درجة الإستيراد من إيران عند طريق دبى.

 

ويكفى القول أن أحد أصحاب مصانع الدرفلة قام بإستيراد كميات وصلت إلى 250 ألف طن ، بينما قام بعض أصحاب المصانع بتخفيض أجور بعض موظفيه وعماله مع إجراء حالة من ضغط النفقات والمصروفات، لدرجة أن بعضهم قام بإلغاء البوفيه وبند الشاي والقهوة ، ولم نعد نسمع عن قيام مصانع تذكر بإجراء أية زيادات على أسعار الحديد ، ولا يجرؤ أحد من أصحاب المصانع مهما كان إسمه وحجم استثماراته على رفع سعر طن حديد التسليح، وهو أحد المنتجات النهائية فى صناعة الصلب، ولو قام بذلك سيكون ما قام به ضرباً من الهذيان.

 

جملة القول أن هناك نحو 20 مصنعاً للحديد والصلب في مصر يعاني من الخسائر الكبيرة فى ظل أزمة كورونا. وتوقفت بعض المشروعات الطموحة لبعض كبار صناع الصلب ومنها مشروع كبير كان يعتزم أحد كبار الصناع تنفيذه بالعاصمة الجزائرية للإستفاده من التدني الرهيب فى أسعار الغاز، والذى لا يتعدى عدة سنتات للمليون وحدة حرارية بريطانية، وكان التفكير فى إقامة هذا المشروع العملاق يعود إلى بدايات العام الماضي. والسؤال الآن والمهم

، هل هناك من أفكار خارج الصندوق لمواجهة أزمة كورونا وتداعياتها التي ربما تصل إلى نهايات عام 2021؟؟

 

الصناعة والإندماجات

 

خريطة صناعة الصلب المحليه بها ثلاث زوايا رئيسية ، الزاوية الأولى بها الثلاث العمالقة فى الحديد المختزل، وهم بالترتيب، مجموعة حديد عز وتنتج نحو 5 ملايين طن ، ثم بشاى التي تنتج نحو مليون و900 ألف طن ، ثم السويس للصلب وينتج مليون و900 ألف طن ايضاً، ليصبح حديد عز هو ثانى أكبر منتج للحديد المختزل فى العالم بعد العملاق الهندى ارسيلور ميتال، بطاقة إنتاجية تقدر بنحو 5 ملايين طن، بفارق 2.6 مليون طن لصالح ارسيلور ميتال ، مع الأخذ فى الإعتبار أن منتجات عز النهائية تقترب من الـ " 7 " ملايين طن، منها 4.7 مليون طن حديد تسليح، و2.2 مليون طن مسطحات سواء مدرفله على الساخن أو مدرفله على البارد.

 

أما الزاوية الثانية في خريطة صناعة الصلب المحلية فهى الخاصة بالكبار الذين ينتجون خام البليت مع الإشارة إلى أن توصيف البليت عالميأ أنه منتج نصف نهائي، وتضم هذه الزاوية، الكبار مجموعة عز وتنتج 5 مليون و400 ألف طن بليت، ويليه فى الترتيب العملاق بشاى بالتكنولوجيا المتطوره جداً التى يستخدمها فى التصنيع وينتج 4 مليون و200 الف طن، ثم حديد المصريين وتنتج مليون و600 ألف طن ، ثم السويس للصلب وتنتج مليون و300 ألف طن ، يليه حسن المراكبى وينتج 350 ألف طن ثم الدلتا للصلب وتنتج 500 ألف طن ، علماً بأن الدلتا لا تنتج حديد تسليح فى الوقت الحالى، ثم الحديد والصلب المصرية وتنتج حوالى 100 ألف طن.

 

وهناك مصنع أخير ينتج بليت، ولكن لا نستطيع وصفه بالكبير لأنه كان فى الأصل مصنع صينى لا يستخدم تكنولوجيا متطورة وينتج هذا المصنع نحو 120 ألف طن، ليكون إجمالى الطاقات الإنتاجية من البليت لهذه المصانع نحو 13 مليون و 700 ألف طن ، والزاوية الأخيرة فى خريطة الصلب المحلية هى المصانع المنتجة لحديد التسليح وتضم بالترتيب حسب الطاقات الإنتاجية، حديد عز وينتج 4 ملايين و 700 ألف طن ، والسويس للصلب وتنتج 2 مليون و250 ألف طن.