رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الضويني: التطرف وباء وبلاء إذا لحق بمجتمع أهلك أبناءه و الفكر الإلحادي لا يقل خطورة عنه

الدكتور محمد الضويني
الدكتور محمد الضويني رئيس أكاديمية الأزهر الشريف الأزهر الع

التطرف وباء وبلاء إذا لحق بمجتمع أهلك أبناءه و الفكر الإلحادي لا يقل خطورة عنه

4500 واعظ وواعظة التحقوا بالأكاديمية بالإضافة إلى الأئمة والدعاة الوافدين من جميع أنحاء العالم.

 

قال الدكتور محمد الضويني رئيس أكاديمية الأزهر الشريف الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى، إن الأزهر الشريف" كان ولا يزال وسيظل على مدار تاريخه محارباً بقوة لكل معالم الفكر المتطرف، وأن التطرف وباء وبلاء مستطير إذا لحق بمجتمع أهلك أبناءه وعرضهم للمخاطر الدينية والدنيوية على السواء.

 

وأضاف"الضويني" أن الفكر الإلحادي من بين أخطر الأفكار التي يعاني منها أبناء المجتمع اليوم ، ولا يقل خطورة عن التطرف بكل صوره وأن وثيقة الأخوة الإنسانية  التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ، والبابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية- وثيقة تاريخية، لترسيخ قيم الحوار الإنساني، فقد تضمنت عدداً من الثوابت والقيم، منها قيم السلام، وثقافة التسامح، وحماية دور العبادة، وحرية الاعتقاد، وعلاقة الشرق والغرب، ونشر الأخلاق، ومفهوم المواطنة، وحقوق المرأة الطفل.

 

•نود إعطاءنا نبذة عن اكاديمية الأزهر الشريف والرسالة التى تقدمها.

   بداية يسعدني أن أتقدم بأحر التهاني وأطيب التبريكات لعموم المسلمين في شتى بقاع العالم العربي والإسلامي بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، داعياً المولى عز وجل أن يتقبل منا صالح الأعمال، وأن يكتب لبلدنا الحبيب مصر والأمة العربية والإسلامية دوام الرفعة والريادة والازدهار، وأن يرفع البلاء والوباء عن الإنسانية كلها في شتى أنحاء المعمورة. 

 

  انطلاقاً من حرص مؤسسة الأزهر الشـريف بقيادة صاحب الفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، في تجديد الخطاب الديني ومواجهة الأفكار الهدَّامة الدخيلة على المجتمع، وتأكيدًا على دوْرها المحوري في نشـر مبادئ الدين الإسلامي الوسطي المعتدل في أنحاء العالم. أُنشئت "أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى" وذلك بقرار رقم (134أ) بتاريخ 10/7/2018م؛ للنهوض بالمستوى العلمي والعملي للأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى، خاصة في المجالات الشرعية والعربية والفكرية، وذلك عبر مجموعة من البرامج العلمية النظرية، وتنمية المهارات البحثية والفكرية بالإضافة إلى النماذج العملية التطبيقية.

 

•حدثنا عن عدد الأئمة والدعاة الملتحقين بأكاديمية الأزهر.

  تعمل الأكاديمية على تدريبِ الوعاظ والواعظات المعينين تبعًا لمجمع البحوث الإسلامية، ويبلغ عددهم تقريبًا (٤٥٠٠) واعظ وواعظة على مُستوى الجمهورية، بالإضافة إلى الأئمة والدعاة الوافدين من جميع أنحاء العالم؛ وتستهدف الأكاديمية في الفترة القادمة تدريب فئات أُخرى بالإضافة إلى فئة الوعاظ وأعضاء لجان الفتوى.

 

•كيف يتم اختيار من يلتحقون بالأكاديمية؟

   تستهدف الأكاديمية الأئمة والوعاظ وأعضاء لجان الفتوى من خريجي الأزهر الشـريف، ويتم الاختيار من خلال التنسيق مع مناطق الوعظ على مستوى الجمهورية.  وانطلاقاً من عالمية الأكاديمية، فإنها تستهدف كذلك جميع الوافدين من جميع أنحاء العالم، والمشتغلين في مجالات الإمامة والوعظ والفتوى، ويتم التحاق السادة الوافدين بالأكاديمية من خلال التنسيق بين وزارة الخارجية المصرية وسفارات العالم المختلفة، وذلك من خلال ترشيح السفارات لأعداد الوافدين بما يتناسب مع أعداد المنح المقدمة من مشيخة الأزهر الشريف، حيث يقوم الأزهر بتغطية كافة نفقات السفر من ذهاب وإياب، وإقامة وإعاشة طيلة فترة الدورة، دون أن يتحمل الوافد أي شيء.

 

ومن أهمّ الشروط الواجب توافرها في الوافد للأكاديمية أن يكون ممارساً أو مؤهلاً للعمل الوعظي والدعوي في بلده، وأن يكون على دراية باللغة العربية نطقاً وكتابة، ويتم التأكد من ذلك من خلال مقابلته مع السفير المصري في بلده أو من ينوب عنه.

 

•ماذا عن الدورات التي قامت الاكاديمية بتنظيمها؟

   توجد العديد من البرامج التدريبة داخل الأكاديمية، تتمثل في "إعداد المفتي المعاصر"، برنامج "إعداد الداعية المعاصر"، برنامج "الفقه وقضاياه المعاصرة"، برنامج "التعامل مع ثورة المعلومات"، برنامج " علم الفلك الشرعي"، وبرنامج " تجديد الخطاب الديني والفتاوى المعاصرة"، "بالإضافة لعدد من البرامج المتخصصة الأخرى ذات العلاقة بعلوم القرآن واللغة العربية، وتقديم الدعم فيما يخصّ التعامل مع وسائل الإعلام المختلفة بصفة عامة، ووسائل التواصل الاجتماعي Social media"، والإعلام الجديد New media بصفةٍ خاصة؛ حتى يكون الواعظ على دراية بمجريات العصر وتطوراته، وإمكانية الدفاع والحديث عن القضايا المثارة بفكر مستنير، و لتنمية مستويات الدعاة وتدريبهم على التواصل الفعال ، لتحقيق أكبر قدر من التأثير الإيجابي فى الجماهير.

 

•وهل هناك تعارض بين أكاديمية الأزهر مع أكاديمية الأوقاف؟

هناك وحدة في الهدف بين أكاديمية الأزهر الشريف وأكاديمية الأوقاف، فكلاهما يقوم بدور تكاملي والمساحه واسعة جداً وتحتاج إلى تضافر الجهود. ونحن جميعاً فى سفينة واحدة، والوطن كله سفينتنا وكل من يستطيع أن يقدم فكراً صحيحاً يقيم به العقول ويبعد شبح التطرف والإرهاب عن بلادنا نحن نرحب به، والأوقاف ليست بعيدة عن الازهر، فالأزهر المؤسسة الدينية الأم للجميع، ونرى أن بلادنا تحتاج إلى أكثر من أكاديمية،  فلدينا تقريباً 60 ألف إمام على مستوى الجمهورية، و 4500 واعظ واعظة، غير مدرسي العلوم الشرعية، والتربية الإسلامية بوزارة التربية والتعليم، فنحن نحتاج إلى جهود كثيرة وصادقة. على أن أكاديمية الأزهر تضطلع بتدريب الأئمة والوعاظ الوافدين من مختلف دول العالم،  حيث يتم التحاق السادة الوافدين بالأكاديمية من خلال التنسيق بين وزارة الخارجية المصرية وسفارات العالم المختلفة، وذلك من خلال ترشيح السفارات لأعداد الوافدين بما يتناسب مع أعداد المنح المقدمة من مشيخة الأزهر الشريف، حيث يقوم الأزهر بتغطية كافة نفقات السفر من ذهاب وإياب، وإقامة وإعاشة طيلة فترة الدولة، دون أن يتحمل الوافد أي شيء.

 

•ما المبادىء الأساسية التي تقوم عليها مناهج الأكاديمية ؟

   تقوم الأكاديمية على مبادئ الوسطية والاعتدال وبث روح الحوار والفكر المستنير ومسايرة العصر وتطوراته، والمناهج تجمع بين التراث والمعاصرة حتى يكون الداعية قادراً على فهم القديم واستيعاب الجديد.

 

•ما القضايا التي تحملها الأكاديمية على عاتقها في مسيرتها التدريبية؟

  تتنوّع تلك القضايا ما بين قضايا عقائدية وقضايا فكرية وقضايا تربوية وقضايا سلوكية بالإضافة إلى القضايا المهارية؛ بحيث تحقق الأكاديمية من خلال تناول تلك القضايا ما يلي:

- تنمية الانتماء الحقيقي للأمة والوطن، والتذكير بالمسئولية القائمة على عاتق الوعاظ نحو دينهم ووطنهم.

- تأهيل أعضاء لجان الفتوى والوعاظ فيما يخص معرفة الفتاوى الشـرعية للقضايا المعاصرة في فقه العبادات والمعاملات والأمور الطبية.

- تحصين الوعاظ ضد الأفكار المتطرفة، من خلال تدريس معالم المنهج الأزهري وتصحيح المفاهيم الخاطئة عقائديًّا وسلوكيًّا.

 

•هل دور الأكاديمية منحصر فقط على الجوانب العلمية والتدريبية؟

دور الأكاديمية لا يتوقف فقط عند الجوانب العلمية والتدريبية، فهناك جوانب أخرى مهمة نهتم بها، كالأنشطة الترفيهية والتثقيفية، حيث تحرص الأكاديمية دائماً على تنظيم عدد من الرحلات للسادة الأئمة الوافدين للأماكن السياحية المصرية كالمتحف المصري والأهرامات

وبعض الأماكن السياحية ذات الطابع الإسلامي، وذلك في إطار حرص الأكاديمية على ترسيخ قيم التنوع واختلاف الثقافات والتعريف بالثقافة والتاريخ المصري العريق، ودعم حركة السياحة، والتأكيد على الاستقرار ودعم الاقتصاد المصري، وذلك وفق برنامج ترفيهي وتثقيفي تسعى الأكاديمية لتنفيذه بجانب البرنامج العلمي والأكاديمي.

 

•كيف ينظر رئيس الأكاديمية إلى التطرف؟

   رئيس الأكاديمية هو أحد أبناء تلك المؤسسة العريقة "الأزهر الشريف" الذي كان ولا يزال وسيظل على مدار تاريخه محارباً بقوة لكل معالم الفكر المتطرف، وما ذاك إلا إيماناً بخطورة التطرف على صاحبه والمجتمع؛ فما نشأت السلوكيات العنيفة إلا من جرّاء الأفكار العنيفة، والتطرف وباء وبلاء مستطير إذا لحق بمجتمع أهلك أبناءه وعرضهم للمخاطر الدينية والدنيوية على السواء، وهو أحد أبرز نتاجات الفهم الخاطئ لحقيقة الدين الحنيف.

 

•وماذا عن دور الأزهر في مواجهة الفكر المتطرف؟

  إنّ من أوجب الواجبات العصرية ومن أشرف المهام التي يقوم بها الأزهر الشريف اليوم العمل على تحصين شبابنا من براثن التطرف، وذلك من خلال التالي:

- دعوة الأسرة المصرية إلى الاضطلاع بدورها في تربية النشء على قيم المحبة والتسامح والقبول للآخر مهما اختلفنا في الدين أو الفكر.

- تصحيح المفاهيم الخاطئة التي يمكن أن تنشأ في أذهان الشباب، من خلال الدور التعليمي الرائد القائم على تنمية الجوانب المعرفية والوجدانية والمهارية اللازمة لشباب المجتمع.

 

- تكثيف الندوات الجامعية والإعلامية الداعية إلى بيان خطورة التطرف وعظم مخاطره، وضرورة انتقاء الصحبة الصالحة.

- العمل على إنتاج أعمال درامية وفنية مختلفة ترصد خطورة المشكلة وتقدم لها العلاج المناسب.

- إنتاج روايات مكتوبة موجهة للشباب الجامعي تؤكد على خطورة التطرف وترصُد الواقع المر الأليم الذي تعاني منه المجتمعات جراء انتشار التطرف الفكري والسلوكي والأخلاقي.

 

•هل تتطرق الأكاديمية إلى قضية الإلحاد؟

   لا شكّ أن الفكر الإلحادي من بين أخطر الأفكار التي يعاني منها أبناء المجتمع اليوم ، ولا يقل خطورة عن التطرف بكل صوره، ، فالذي ينكر الرقابة الإلهية ووجود الخالق سبحانه وتعالى، من السهولة أن ينكر أي شيء، لذا تهتم الأكاديمية بتناول ومعالجة هذه القضية من خلال العديد من المواد التدريبيّة، كمادة "قضايا عقدية"، ومادة "تصحيح المفاهيم"، ومادة "شبهات وردود" ومادة "معالم المنهج الأزهري".

كما تمّ عقد عدد من الندوات العلمية والورش العملية لمناقشة أمثال تلك القضايا؛ وعقدت الأكاديمية عددًا من السيمنارات العلمية قدمت من خلالها أبحاث من الوعاظ وأعضاء لجان الفتوى، تناول بعضها ظاهرة الإلحاد بالعرض والنقد والتفنيد.

 

كيف تعقد الدورات التدريبية بالأكاديمية في ظل انتشار فيروس كورونا؟

بناءً على قرار مجلس الوزراء رقم (716 لسنة 2020م(، فقد تم تعليق جميع الدورات والورش التدريبية المقامة حالياً بالأكاديمية، وذلك حرصاً على سلامة السادة الأئمة والوعاظ، وأصبح التواصل حالياً – خاصة مع السادة الأئمة الوافدين- مقتصراً على التعليم عن بُعد on line"" من خلال إنشاء فصول ومجموعات افتراضية، ونحرص على عقد عدد من "الورش التدريبية" بصفة مستمرة، وذلك من خلال الاستفادة بعدد من برامج التواصل الاجتماعي، مثل برنامج " Zoom " وبرنامج " Google class room".

ما هي رؤيتكم لوثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان؟

  تكتسب وثيقة الأخوة الإنسانية - التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ، والبابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية - أهميتها من كونها وثيقة تاريخية، لترسيخ قيم الحوار الإنساني، فقد تضمنت عدداً من الثوابت والقيم، منها قيم السلام، وثقافة التسامح، وحماية دور العبادة، وحرية الاعتقاد، وعلاقة الشرق والغرب، ونشر الأخلاق، ومفهوم المواطنة، وحقوق المرأة الطفل، فضلاً عن حماية الفئات الضعيفة. فهي وثيقة إنسانية بالدرجة الأولى تخاطب الإنسان، وترتكز على مجموعة من المبادئ والقيم والمثل العليا التى إذا توافرت وتحققت على أرض الواقع فستنعم البشرية بالتعايش والسلام الحقيقى، واعتبار الناس، كل الناس، إخوة فى العيش والمصير.

 

وهناك تواصل مستمر بين الأزهر الشريف والكنيسة الكاثوليكية لتفعيل بنود تلك الوثيقة، كان آخره ذلك الاتصال الذي تلقاه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، يوم الجمعة الماضي من البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية ، لتهنئته بحلول شهر رمضان المبارك، وتطرق الحديث حول أهمية تعزيز التضامن العالمي في ظل جائحة كورونا وسبل تفعيل مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية، والدور المأمول من اللجنة العليا لتحيق أهداف الوثيقة، في ظل ما يمر به العالم من أزمات إنسانية.