خمس أسود وستة كلاب
بعدما كنا نقتنى الكروان الذى ينبؤنا بتغريده أن الشمس حين تطل بوجهها البديع معلنة أن الشروق آت ياصباح يوم جديد ملؤه التفاؤل والأمل ، وأن نهارنا سيكون أفضل من الأمس ، بعدما كان غاية المنى للأطفال هرة صغيرة تداعب أناملهم أو كلب يختبئ فى أحد الأركان ماأن يرى صديقه فيهز ذيله فرحا يهرع من مخبئه ليقفز معلنا وفاء منقطع النظير ،
الحمام يغادر البنية فى أسراب يقودها الحارس الأمين سرعان مايعود إلى الوليف عند الغروب بجناحي سلام ودفء وحب فوق الجموع ، كنا الرفق والخير والجمال ، كنا يد العون واللطف والعطف والطيبة تغلف القلوب ، كنا الشهامة والمروءة بيننا الكبير حكمة وموعظة حسنة مقدر نجّله إذا تكلم ونصمت إذا لزم الصمت نحتكم إلى رأيه فى بعض النزاعات والخلافات التى سرعان ماتنتهى بالتصالح ونبذ البغضاء فنفتح صفحة جديدة وقد طويت سطور سوداء لن ندعها تعكر صفو الأجواء بيننا ولنبقى على الوئام شعارا يظلل أيامنا ، الآن لاالعصافير تطير ، كفت عن الغناء كل الطيور ، هربت الهرة من الباب المفتوح فى بيوت صوت السلاح فيها هو الأعلى صوت يرن صداه فى الميادين والطرقات فى الليل والنهار ، سلاح يطلق على أتفه الاسباب ، وحلت الأسود المتوحشة والكلاب الضالة المسعورة محل الحيوانات الأليفة ، أصبحت من أولوياتنا فى هذه المرحلة ، عنف ثم عنف لانجد مايبرره ، منذ فترة ليست بالقليلة روع المصريون وصدموا عندما وقعت عيونهم على الشاب المصرى الذى علق على أحد أعمدة الإنارة فى مدينة ( كترمايا ) بلبنان تمزقت الأفئده من هول الوحشية التى جعلت خصومه بعد قتله وسحله يعلقونه من رقبته بحبل فتتدلى رقبته والدماء تسيل نهرا يغرق المكان حقدا وغيلا ، وكان الإنتقاد اللاذع حديث كل الأفواه التى إرتأت أن الإعتداء على مواطن بهذا الشكل القمئ هو إعتداء على الإنسانية جمعاء ، وما أن قامت ثورة الشرفاء حتى سرت عدوى الإنتقام والإجهاز على الاشخاص الذين ربما كانوا بالفعل مصدر إزعاج وترويع للآمنين فبدأ القاص منهم على يد الأهالى أنفسهم دون انتظار لتنفيذ القوانين فمن الجانى إذن ؟ هل المجرمون الذين يقتلون