رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مدن عُمانية ذكية عصرية وتراثية تاريخية

بوابة الوفد الإلكترونية

على امتداد خريطة سلطنة عمان وما بين مسقط وصلالة وصحار والدقم ومسندم تنتشر العديد من الولايات التى تحافظ على الهوية الوطنية العمانية وتحتفظ بها، رغم أنها أصبحت تضم مدناً ذكية عصرية.

إلا أنها فى الوقت نفسه ذات طابع تراثى تاريخى أيضاً، فى توافق يمثل أصدق تعبير عن كل مفاهيم الأصالة والمعاصرة.

تتأكد هذه الحقائق ميدانياً وفعلياً على أرض الواقع     ليس بالمبانى والمعالم وحدها، وإنما بالفعاليات المهمة أيضًا وهذه من عناصر تميز العقلية الجماعية المجتمعية وكذلك من أهم سمات سمت الشخصية العمانية.

< فى="" محافظة="" ظفار="" يتواصل="" العمل="" ليل="" نهار="" استعدادا="" لمهرجان="" صلالة="" السياحى="" –="">

< أما="" الدقم="" الواعدة="" فهى="" تعد="" من="" أحدث="" المدن="" التى="" تم="" التخطيط="" لتصبح="" من="" أهم="" المواقع="" على="" خريطة="" المدن="" الذكية="">

وتسهم مشروعاتها فى سياسات تفعيل التنويع الاقتصادى، والنمو الاقتصادى المستدام، وبرامج توفير فرص العمل وتحقيق التوازن فى التنمية الإقليمية وتعزيز مساهمة القطاع الخاص فى الناتج المحلى، ومن أهم الحوافز المتاحة بها السياسات التفضيلية للاستثمار الأجنبى، وموقعها الاستراتيجى على الطرق البحرية الدولية خارج مضيق هرمز، وتعدد نماذج وسائل النقل، وتنوع الموارد الطبيعية. وتعد مصفاة الدقم أحد أهم المشاريع الاستثمارية الجديدة التى تشهدها السلطنة فى مجال الطاقة وتمتلك المصفاة موقعا استراتيجيا على الساحل الشرقى الجنوبى للسواحل العمانية، ومن المتوقع أن تبدأ بإنتاج 230 ألف برميل فى اليوم فى عام 2022.

لمواصلة تطويرها شهدت وقائع وجلسات وحوارات النسخة الرابعة من ملتقى  «المجتمع والاقتصاد» حيث كشفت النقاشات المستفيضة آفاق تطبيق تقنيات المدن فى السلطنة، وأكدت جاهزيتها لها، لا سيما أنَّه عندما تم وضع المخططات الرئيسية لهذه المدينة الواعدة، أخذت فى الحسبان قدرتها على استيعاب أغلب الحلول التى تحتاجها المدن فى المُستقبل.

ومع اكتمال نسبة كبيرة من البنى الأساسية، تكون الدقم مهيأة بدرجة عالية لتحقيق الجذب الاستثمارى واستقطاب رؤوس الأموال الوطنية والأجنبية، بما يساهم فى تحويلها لتكون قاطرة التنمية المستدامة فى السلطنة خلال السنوات والعقود المقبلة.

من جانبهم أكد المشاركون فى الملتقى نجاح الشراكة بين القطاعين العام والخاص من خلال التعاون بين هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم وغرفة تجارة وصناعة عُمان، فى ظل الحرص المتبادل بين الجانبين لتعزيز المناخ الاستثمارى.

تكمن أهمية الملتقى فى أنَّه عرض أبرز التجارب الدولية، وبحث كيفية الاستفادة منها فى السلطنة، لتحقيق الفوائد المرجوة من هذا التوجه العالمى فى دعم خطط التنمية المستدامة.

كما قدمت الجلسات الحوارية وأوراق العمل رؤية شاملة ومتعددة الجوانب للمتطلبات التى تدعم النجاح.

 وأكد الخبراء المشاركون وجود بنية أساسية للاقتصاد قادرة على تبنى التقنيات الحديثة، فى ظل تشريعات تواكب وتدعم التطورات التقنية وتحافظ فى الوقت نفسه على خصوصية المدن العمانية.

تعكس الخطط العمانية مفهوماً يستوعب وبعمق أن المدن الذكية لا تتطلب تقنيات حديثة فقط بل وتشريعات وموارد طاقة ذكية أيضاً، من خلال اقتصاديات الطاقة النظيفة، ومن أهمها الشمسية، فضلاً عن المشاركة فى المنافسة العالمية لصناعة المدن، مع الاستثمار فى تبنى التكنولوجيا الحديثة لكونها عصب المستقبل، وعاملاً مهماً فى التقدم والتطور فى عالم الأعمال بكفاءة أكبر. ومن أهم مكونات منظومة المدن الذكية مواطنين أذكياء يستخدمون التكنولوجيا للتعبير عن آرائهم ويساهمون فى التقدم الاقتصادى للمدينة من خلال اتخاذ قرارات اعتمادا على البيانات التى تتيحها لهم وسائل التقنية الحديثة.

 تم عقد الملتقى تحت لافتة آفاق الذكاء الصناعى بمشاركة خبراء دوليين وعُمانيين. وقد اشتركوا فى التأكيد على أن ما تشهده السلطنة يعكس مواكبتها لما يحدث فى العالم من متغيرات اقتصادية وتقنية، فى ظل جاهزية البنية الأساسية لتطبيق الحلول التى تتطلبها المدن العصرية لتكون جاذبة للمستثمرين من داخل السلطنة وخارجها فى المستقبل.

وتستهدف الخطط الموضوعة الاستفادة من تقنيات العصر لخدمة الحياة الاقتصادية، ويتم العمل حاليًا على تطوير نظام المعلومات الجغرافية ليتم من خلاله التحويل الرقمى، وأرشفة وتحليل كافة المعلومات الجغرافية بما فى ذلك المخططات التنظيمية، ومواقع التطوير المختلفة، وممرات البنية الأساسية كشبكات الطرق والكهرباء والمياه والاتصالات وتصريف مياه الأمطار

كما تم إطلاق تطبيقات عديدة على الهاتف المحمول لتفعيل التواصل بين المؤسسات الحكومية والمواطنين والزوار من جهة أخرى، ويشمل ذلك توفير معلومات عن الخدمات الحكومية والسياحية المقدمة، والإبلاغ عن الحالات الطارئة، وإرسال التحذيرات وتعميمها.

فى الدقم تحديداً يتم توظيف التقنيات الحديثة فى مختلف مجالات الحياة، لتسهم فى استقطاب المزيد من المشروعات العملاقة إلى المنطقة لتصبح خيارًا أساسيا لجميع مجالات التنمية مع الاعتماد بشكل أساسى على مصادر الطاقة المتجددة.

ويتم حالياً استكمال العمل فى محركات النمو كميناء الصيد والطرق الرئيسية التى تربط مختلف المناطق الاستثمارية ببعضها البعض.

وفقا للتجارب العالمية تواصل السلطنة الدور المركزى للحكومة فى رسم السياسة العامة المتعلقة بتطوير البنية الأساسية لمنظومة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ووضع الأطر التشريعية والمؤسسية اللازمة لتنظيم الخدمات التى ترتبط بهما، كما توضح هذه التجارب أن الاستثمار فى تطوير المنظومات وخاصة المتعلق منها بالبنية الأساسية، كشبكات الاتصال وخوادم الحاسوب ومجسات الاستشعار عن بعد والبرمجيات يجب أن يتم على مراحل، وأن يأخذ بالاعتبار متطلبات الجدوى والاستدامة المالية، ورفع الكفاءة الفنية وتحسين مستوى التنافسية، وأن يتم تطوير البنى الأساسية للأنظمة من خلال عقد شراكات منتجة بين القطاعين العام والخاص.

وكل ذلك تنفذه السلطنة بنجاح وتدريجياً حيث يتم إنشاء مشاريع ذات قيمة اقتصادية عالية كمصفاة الدقم، والمحطة المتكاملة للكهرباء والمياه، والمدينة الصناعية، ومشروع تصنيع الحافلات الذى يقام بشراكة استراتيجية، ومصفاة إنتاج للزيوت.

 

معارض مصاحبة

على هامش الملتقى تم تنظيم معارض مصاحبة من أهمها:

- معرض الابتكارات للتطبيقات والابتكارات الرقمية التى تقدمها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وذلك برعاية الصندوق العمانى للتكنولوجيا.

- معرض خاص فى تقنيات صناعة المدن.

إضافة إلى الجلسات الحوارية تضمن الملتقى أربع حلقات عمل متخصصة قدمها ثلاثة رؤساء تنفيذيين.

 الأولى حول (الاتجاهات المستقبلية لصناعة المصارف والتقنيات المالية) قدمها برت كينج المؤسس والمدير التنفيذى لشركة «موفن الأمريكية». واستهدفت العاملين فى القطاع المالى من مؤسسات حكومية وخاصة والمستثمرين فى البورصات والمحللين الماليين والمحاسبين والشركات المالية، والثانية حول (الذكاء الاصطناعى وإنتاج الطاقة البديلة) وقدمتها الخبيرة الدولية فى الاتصالات والتكنولوجيا شارا إيفانس الرئيس التنفيذى شركة «ماركت كليرتى الأمريكية»، واستهدفت المعنيين بإنتاج الطاقة البديلة والعاملين فى مجالاتها، وقدم الخبير التايوانى الدكتور يونج تشانج حلقة العمل الثالثة حول (مستقبل قطاع الصناعة واللوجستيات). وتم تخصيص حلقة العمل الرابعة لرواد الأعمال المبتكرين حول برمجة الربوتات.

 

حقائق مهمة

كشفت المناقشات عن حقائق مهمة فى مقدمتها انه مقابل الخدمات والتسهيلات التى تقدمها التكنولوجيا مستقبلا وخاصة تقنية الذكاء الصناعى، ستحل الآلات محل الكثير من الوظائف التى يشغلها البشر حاليا، ومن المتوقع أن يبلغ عدد الروبوتات من كل الأنواع فى العالم 10 مليارات بحلول 2035 وهو ما يتخطى عدد سكان الكرة الأرضية الأمر الذى يجب أن تضعه الحكومات فى عين الاعتبار. ففى قطاع النقل على سبيل المثال يتوقع أن يكون الاعتماد الأكبر على مركبات القيادة الآلية نظرًا لكونها أقل كلفة وأسرع فى استيعاب متغيرات الطريق والتنبؤ بالمشكلات ما يجعلها أكثر أمانًا.

ووفقا للخبراء سيوفر الذكاء الاصطناعى مستقبلاً حلولاً طبية ستمكن الأشخاص من متابعة حالتهم الصحية باستمرار من خلال ابتلاع أقراص مرتبطة بأجهزتهم المحمولة لتقيس مؤشرات الجسم الحيوية وتعطى تحذيراً فى حال وجود أى خلل، وسيتمكن الأطباء من إجراء عمليات عن بعد، بل وستكون قادرة على إتاحة خيار أن يولد الأطفال أصحاء وبمعدلات ذكاء عالية من خلال الهندسة الوراثية والتى بدأ العالم برؤية نتائجها بالفعل. وأكدوا على ضرورة تبنى الطاقة النظيفة فى تشغيل هذه المدن، ومن المتوقع بحلول عام 2030 سيعمل 40 مليون شخص حول العالم فى مجال الطاقة المتجددة.

 

مطرح الواجهة التاريخية

فى مجال التراث ما تزال مطرح واجهة عمان التاريخية رغم توسع العاصمة مسقط وتمددها واتساعها، فما يزال بحر مطرح على الطريق الرئيسى هو المفضل، وما يزال سوقها وسور مسقط المكان الأجمل لالتقاط الصور مع اجمل الذكريات، وقد زاد المتحف الوطنى الطريق البحرى أهمية، إلى جانب ميناء السلطان قابوس الذى أصبح يستقبل بواخر السياح معظم الأوقات.

هناك خطة للتطوير وجعلها الواجهة الأفضل سياحيا وأثناء إجازة الاسراء والمعراج توافدت الأسر العمانية من أنحاء السلطنة للتجول والاستمتاع بمقومات هذا المكان الجميل الذى لا نهاية لألقه. كانت تعج فى أيام الإجازة بالعمانيين كبارا وصغارا، شيبا وشبانا، رجالا ونساء، منظر مبهر جدا، والكل يبحث عن موقف كى يتجول فى هذا المكان الرائع، ويقضى نهاره بين السوق والبحر، وشطرا كبيرا من الليل.

الولاية متقدمة جداً فى حصتها من عدد الزوار والذى سيتزايد أضعافاً مضاعفة مع اكتمال المشاريع السياحية الجديدة على الواجهة والطريق البحرى. ويعد سوقها الشريان الحيوى، والذى يتوسع ويتشعب بمتاجره المتنوعة، أما المزارات التاريخية فتضم العديد من مقومات السياحة التراثية.

معرض للصناعات الحرفية فى صحار

* أما فى ولاية صحار فقد افتتح معرض الصناعات الحرفية الذى يهدف إلى عرض منتجات الحرفيين ويفتح لهم فرصًا جديدة لتسويق تلك المنتجات وتعريف الجمهور وزوار المعرض بمستوى جودة المنتج الحرفى العمانى. تضمن المعرض عدداً من المنتجات من مختلف الصناعات وتشمل السجاد والنسيج اليدوى والفضيات والخزف والفخار إضافة إلى السعفيات وتقطير النباتات العطرية والعطور والبخور والخشبيات والنحاسيات.